تحت عنوان: "الحريري يستخدم "الخرطوشة" الأخيرة مع عون والحزب"، كتبت راكيل عتيّق في صحيفة "الجمهورية": (...) لم يُبدِ رئيس الحكومة سعد الحريري أيّ موقف مندّد بكلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي أكّد الرد على الإسرائيليين وأسقط "الخطوط الحُمر"، كذلك لم يتّخذ موقفاً من تعريض سلاح "الحزب" لبنان للمخاطر، بل كان في هذا الوقت يُجري مروحة اتصالات دولية لتجنيب لبنان ردّ إسرائيلي على ردّ "حزب الله". وذلك، تماماً مثلما فعل أخيراً من خلال زيارته الولايات المتحدة الأميركية للحؤول دون تحمُّل لبنان العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على "حزب الله" والمرتبطين به.
موقف الحريري هذا، خصوصاً لجهة سكوته عن سلاح "حزب الله" خلال جلسات مجلس الوزراء، وتأكيد حق لبنان في مواجهة الإعتداء الإسرائيلي، بدلاً من تشديده على حق "الدولة" فقط، اعترض عليه كثيرون. وتعتبر أوساط معارضة أنّ "موقف الحريري المتساهل ساهم في أن يذهب الحزب بعيداً في استغلال سلاحه واستخدامه، الأمر الذي لم يكن هكذا قبل التساهل. وكان يُفترض إبقاء المساحة واضحة ما بين الدولة و"حزب الله"، مثلما كانت 14 آذار تحدّدها من خلال دور رئيس الحكومة الطليع. فإزالة المسافة بين الدولة و"الحزب" وتماهي لبنان الرسمي مع "الحزب" يعرّض البلد لضربات وعقوبات وحصار دولي، وقد تكون له تداعيات خطيرة، لأنّ هذا الموقف لا يسرّ المجتمعين العربي والدولي".
وتشير المصادر إلى أنّ "القرار الرسمي ليس بين يدي الحريري فقط فهناك رئيس جمهورية ووزراء ومجلس نواب. وإنّ الأكثرية النيابية هي لـ"حزب الله"، كذلك الأكثرية في الحكومة مؤيّدة لـ"حزب الله" ورئيس الجمهورية بدوره مؤيّد للحزب"، وتشدّد على أنّ "كلّ ما يقوم به الحريري هو تمثيل خيارات الحكومة، وهو لا يدافع عن "حزب الله" ولا يهاجمه". وتؤكّد أنّ موقف الحريري من "حزب الله" معروف، مذكِّرة بأنّ 5 أشخاص من المتهمين بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ينتمون الى "حزب الله".
أمّا إستفادة الحريري من علاقاته العربية والدولية لـ"الترقيع" وراء "حزب الله" أو حلفائه لتجنيب لبنان تداعيات سياسة الحزب أو أفعاله، فسيستمرّ طالما أنّه قادر على ذلك، "لأنّ فتح مشكلة داخل البلد لن يؤدِّي إلى أيّ نتيجة سوى مزيدٍ من التدهور الإقتصادي".
لكن ألن يؤثّر مساره في علاقاته الدولية والعربية، ولا سيما الخليجية؟ تجيب المصادر: "ربما يعرّض علاقاته العربية للخطر، لكن ليقدّموا له حلّاً آخر، ليجهّزوا الجيوش الجرّارة وليهجموا على "حزب الله". أما على الصعيد الدولي فهناك تفهّم لدوره وما يقوم به".
كذلك، على صعيد العلاقة مع العهد، فإنّ الحريري مقتنع بأنّ عدم التفاهم مع رئيس الجمهورية سيؤدي إلى التعطيل، لذلك اتّخذ الخيار الذي يُمكن أن يؤدي إلى تفاهمات وتسيير عجلة العمل. وهو بذلك، يلعب "صولد"، وتقول مصادر "المستقبل" إنّ "هذه آخر خرطوشة نملكها للنهوض فإمّا تصيب أو لا تصيب".