أخبار عاجلة

دوكان يهزّ العصا.. إعتراض السياسيين مرفوض!

دوكان يهزّ العصا.. إعتراض السياسيين مرفوض!
دوكان يهزّ العصا.. إعتراض السياسيين مرفوض!
يجمع الذين أستمعوا إلى الموفد الفرنسي المكلف متابعة ملف "سيدر" بيار دوكان في مؤتمره الصحافي الفضفاض، الذي أتى بعد جولة شملت المسؤولين، على أن الرجل يعرف ماذا يريد، وبالتالي فهو يعرف ما يعرفه اللبنانيون، ويقول ما يقولونه كل يوم، ولكن ما يقوله، وإن لم يكن جديدًا، له وقع خاص، وقد يكون له مفاعيل لاحقة، في حال لم تستطع الحكومة، لا سمح الله، ترجمة ما تمّ التوافق عليه في لقاء بعبدا، الذي وضع إصبعه على الجرح النازف، وأعطى الحكومة، المفترض بها التحرك سريعًا قبل فوات الآوان، وهي تبدو في سباق مع الوقت، فرصة لإثبات أنها فعلاً حكومة عمل وليس فقط حكومة ترفع العشرة عند أول صعوبة قد تواجهها، وتترك البلاد والعباد يتخبّطون بمشاكلهم.

ما قاله دوكان يعرفه الجميع، وبالأخص أهل السياسة وأهل السلطة الذين جرّوا المجتمع الدولي إلى التدخل بشؤون البلد وذلك بسبب قصورهم في معالجة الأزمات التي هي في الاساس من صنع أيديهم، وهو بدا في مؤتمره الصحافي كالأستاذ، الذي يحمل العصا أمام تلامذة غير منتظمين ومعتادين على الفوضى والضوضاء في مدرسة المشاغبين، وهو أكتفى هذه المرّة بهزّ العصا لعل وعسى، على أن يستعملها في المرّات المقبلة إذا رأى أن التهديد وحده لن يكفي لفرض الإنتظام العام. فإذا أستعمل تلك العصا، بإسم دول "سيدر"، فإن ضرباته ستكون موجعة، إستنادًا إلى القول بأن الضرب يعلّم الدب كيفية الرقص، وفق إيقاع ستفرضه مجموعة "سيدر".

فما قاله الرجل لا يحتمل أي تفسير أو إجتهاد خاطىء، وهو كان واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار، وقد تعمّد عدم لبس قفازات مخملية، وقال ما يجب أن يقوله، وما يجب على اللبنانيين أن يسمعوه ويعملوا به من دون تلكوء أو مواربة، ومن دون تذاكي وتشاطر وشراء الوقت، الذي لن يكون هذه المرّة لصالحهم، وتضييع الوقت بنقاشات لا طائل منها، لأن دوكان ومن وراءه لن يسمحوا بهذه النقاشات. فالوقت وقت عمل وليس وقت البحث عن جنس الملائكة، إذ أن على الحكومة أن تتحمّل مسؤوليتها وعدم قذف الكرة إلى ملاعب الآخرين، لأن لقاء بعبدا ركل هذه الكرة إلى مرماها.

يقول دوكان: "يجب ان نتذكر ان 60 في المئة من الدين العام يأتي من عجز شركة الكهرباء في لبنان، وأن زيادة التعرفة يجب ان تقر اعتبارا من الاول من كانون الثاني 2020، وأن التعرفة لم تتغير منذ ربع قرن في هذا الملف.ان جباية الفواتير في شكل كامل ليست مستحيلة، ويجب ان نبدأ القيام بهذا الأمر، لأنه اشارة على الالتزام السياسي بالإصلاحات".

فأول خطوة مطلوبة من الحكومة في ملف الكهرباء تعيين الهيئة الناظمة ومجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان، على اساس الكفاءة وليس على اساس الإنتماء، وعلى الهيئة الناظمة والمجلس الجديد إقرار خطة ممنهجة لتنفيذ ما تطالب به مجموعة "سيدر" كشرط لازم للإفراج عن الدفعة الأولى عن المشاريع المقررة.

ومقابل التسعيرة الجديدة لسعر الكيلواط الواحد بمعدل قد يصل إلى دوبلتها وتحسين الجباية يُفترض بمؤسسة كهرباء لبنان، ومعها وزارة الطاقة، زيادة ساعات التغذية، وبالتالي تخفيض فاتورة الكهرباء البديلة، اي الموترات، بعدما أعتمدت وزارة الطاقة سياسة تقوم على زيادة ساعات التقنين من أجل خفض المصاريف الرسمية، حتى ولو كانت على حساب جيوب المواطنين.
وسأل دوكان كما يسأل كل الشرفاء في لبنان: كيف تقبلون بأن يبقى قطاع الكهرباء يمتص ستين في المئة من موازناتكم منذ 1990، هل انتم تجهلون سبل سد هذا الثقب الأسود؟ ام أن ثمة مجرمين حقيقيين يمنعوكم من إقفال هذا الجرح النازف؟

وإلى ملف الكهرباء، حذر دوكان من ثلاث:

أولا، الاقلاع عن اللوفكة والمزاح مع الوقت بحجة شرائه.

الثانية، عدم تزيين خريطة طريق النهوض بفرضيات غير موجودة، كإدخالهم الثروة النفطية النائمة في عمق البحر على خط إغراء المرجعيات المالية الدولية.

 والثالثة، وجوب اقتناع المسؤولين في لبنان بأن مشروع النهوض لا يمكن ان ينهض ويسير من دون خطط علمية واضحة.

وعلى رغم أنه لم يجد مؤشرًا واحدًا غير سيء، أكد في المقابل أن الوضع قابل للتصحيح، لكنه شدد على أن النجاح يجب أن يكون الغاية، و ليس الاكتفاء بعدم الرسوب، لأن لبنان بدأ ينزلق في التصنيفات الى صفوف أدنى، الأمر الذي إن طال ينتهي بطرده من مدرسة الأمم الناجحة، فيسكون طويلا في نادي الدول الفاشلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى