وفي هذا الإطار، تشير مصادر مطلعة إلى أن هناك أيضاً اتصالات أخرى تجري مع دول عربية وغربية لوضعها في صورة الخطوات والإجراءات التي تقدم عليها الدولة اللبنانية في هذه الظروف بغية وضعهم في كل ما يحصل والذي يصب في المحصلة في إطار العملية الاقتصادية الإصلاحية، إذ من الواضح أن ما يحصل اليوم إنما يصب في سياق قيام لبنان بما هو مطلوب منه ربطاً بمؤتمر سيدر، إذ هذه الطاولة الحوارية الاقتصادية في قصر بعبدا مؤشر اقتصادي كبير لدعم المجتمع الدولي للبنان، وبناء عليه ستتابع هذه المسيرة عبر توسيع حلقة طاولة الحوار لتشمل كل القطاعات المطلوبة والمؤثرة لاسيما الاقتصادية والمصرفية والمالية، وهذا ما ستبرز معالمه في المرحلة القادمة.
ويبقى أن طاولة الحوار الاقتصادي في قصر بعبدا من شأنها أيضاً إضفاء أجواء إيجابية على المسار السياسي بعد التصعيد الأخير وإن كان هناك جبهة تصعيدية سياسية جديدة فُتحت بين معراب وبعبدا، ولكن الشأن الاقتصادي وفي معزل عن الخلافات السياسية إنما هو موضع إجماع من قبل الكثيرين، وما مشاركة رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع في هذه الطاولة إلا تأكيد على إجماع سائر القوى السياسية على إنقاذ البلد لأن السفينة إذا غرقت ستغرق بالجميع، ومن هذا المنطلق قد تحصل اتصالات قريبة للتهدئة على خط معراب وبعبدا لأن هناك أكثر من إطفائي جاهز لهذه المهمة ولاسيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحتى الرئيس سعد الحريري وإن كان هناك خلاف سياسي في هذه المرحلة بين بيت الوسط والقوات اللبنانية إنما الأجواء الراهنة والدقيقة اقتصادياً والحروب المشتعلة في المنطقة فذلك من شأنه أن يسهم في التهدئة على المسار الداخلي مهما بلغت التباينات السياسية بين جميع الأفرقاء اللبنانيين.
لذا، ثمة أجواء ومعلومات عن إحداث صدمة إيجابية بعد خلاف معراب وبعبدا وأيضاً بين القوات والتيار الوطني الحر، فمن غير المستبعد أن يكون هناك دور للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وربما عقد لقاء مسيحي موسع في بكركي للم الشمل والتهدئة أو انعقاد اللجنة المكلفة بالتشاور الدائم والتي تضم غالبية الأحزاب والقيادات المسيحية، وهذا أيضاً قد يظهر في وقت غير بعيد خوفاً من ارتفاع وتيرة التصعيد السياسي وعودة الأمور إلى الوراء وهذا الأمر يقلق بكركي، وعلى هذا الأساس قد تتحرك في وقت قريب.