على أبواب العام الدراسي، لا صوت يعلو فوق صوت الأقساط المرتفعة للمدارس والجامعات، فيما الخطط الاقتصادية للمعالجات قيد التبلور، تحت سقف ورقة بعبدا ومتطلبات "سيدر"، وبينهما اجتماعات في القصر الجمهوري وفي السراي الحكومية وتنشيط للتشريعات.
وفي روزنامة الأسبوع المقبل، لقاء خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة لرئيس الجمهورية مع ديفيد شنكر، الوسيط الأميركي الجديد بشأن ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي.
أما المصالحات فأبوابها مفتوحة في كل الاتجاهات، ولاسيما أن المنطقة تغلي على صفيح ساخن، من ايران التي أعلنت أن ناقلة نفطها المحظورة، أفرغت حمولتها في سوريا، ما استتبع تصعيدا دوليا ضدها، حاذرته فرنسا بالقول إن الحوار لا يزال مأمولا مع طهران. إلى اسرائيل التي يقارب رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو الانتخابات، بمزيد من التصعيد الكلامي ضد المقاومة، والعسكري في قطاع غزة والضفة في فلسطين المحتلة.
والتحول العملاني بدا جليا في سوريا، حيث أوحت الخطوة الأميركية- التركية في شمالي البلاد فجر اليوم، باتجاه لاقامة المنطقة الآمنة المرفوضة من النظام وحلفائه. دمشق أدانت ما تنفذه تركيا من دوريات مشتركة مع الأميركيين، ووصفته بالإعتداء السافر.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
هدوء نهاية هذا الأسبوع، لن ينسحب على الأسبوع الطالع، الذي تضيق أجندته بالمواعيد والمحطات والاستحقاقات التي تتداخل فيها الشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية والإدارية.
أقرب المحطات، زيارة يبدأها غدا لبيروت خليفة ديفيد ساترفيلد، ديفيد شنكر، لمتابعة الحراك الأميركي على خط ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وفي المواعيد أيضا، تزخيم للعمل الحكومي على تخصيب توجهات اللقاء الاقتصادي الذي عقد في بعبدا. من هنا سيأتي الاجتماع المالي المنتظر في السراي الحكومي، والاجتماع الوزاري- الأمني الذي سيعقد على نية المعابر غير الشرعية.
أما مجلس الوزراء، فما زالت التوقعات تدور حول عقد جلستين له الأسبوع المقبل، واحدة مخصصة لموازنة 2020 في قراءة أولى، وثانية قد تطرح فيها قضية التعيينات القضائية.
ومن المفارقات الإيجابية، أن هذا الحراك يدور على إيقاع انفراجات سياسية واسعة، كان أبرز تجلياتها لقاء المصالحة الذي حاك خيوطه الرئيس نبيه بري بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي". أحد المشاركين في اللقاء، الوزير وائل أبو فاعور، أوضح اليوم أنه تم برعاية الرئيس بري الاتفاق مع "حزب الله"، على إنهاء القطيعة السياسية، والعودة إلى المعادلة السابقة، وهي الاحترام المتبادل وتنظيم القضايا السياسية التي نختلف عليها، والتعاون في القضايا التي نلتقي بها.
وإلى الانفراج السياسي الذي عكسه لقاء "حزب الله"- "الاشتراكي"، كان الانفتاح "البرتقالي"- "الاشتراكي" هو الآخر إشارة "تصالحية" مهمة، وفيه قال أبو فاعور إن النائب تيمور جنبلاط سمع في اللقلوق كلاما طيبا من الوزير جبران باسيل.
في المقابل، لم يحصل ذوو الفضول السياسي بعد، على أجوبة شافية على تساؤلاتهم عن أحجية الأسباب الحقيقية التي دفعت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلى إلغاء زيارته للشوف، وإن كان كثيرون قد ربطوه بانفتاح الحزب "الاشتراكي" على خصوم "الحكيم". وبحسب مصدر "قواتي"، فإن جعجع سيكشف عن الأسباب خلال الساعات المقبلة.
إقليميا، باشرت الولايات المتحدة وتركيا تسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية، شرق الفرات، في أول خطوة عملية على طريق إقامة المنطقة العازلة. هذه الخطوة لقيت تنديدا شديدا من جانب دمشق، التي اعتبرتها عدوانا موصوفا، مؤكدة العزم على اسقاط كل المشاريع التي تستهدف وحدة وسلامة الأراضي السورية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
يبدو الأمر صعب التصديق للوهلة الأولى ايراد خبر أن طائرة مسيرة فلسطينية قصفت هدفا داخل كيان الاحتلال، ثم عادت إلى قواعدها سالمة، إلا أنه يصبح يقينا مع معادلات أيلول.
مسيرات غزاوية تدخل معادلة الردع مع كيان الاحتلال، في صفعة للاحتلال على الحدود الجنوبية، وهو لم يستفق بعد من الضربة المدوية على الحدود الشمالية في صلحا. فمهابة وقوة وشجاعة المقاومة، فرضت على هذا العدو لمدة أسبوع، حزاما أمنيا داخل شمال فلسطين المحتلة، وهو الذي فرض حزاما أمنيا لمسافة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية في العام 1985، بحسب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله.
ومع انقلاب الصورة على الحدود مع فلسطين المحتلة، فإن البلد يحتاج داخليا إلى صورة وطنية جامعة للخروج من الأزمات. ولا شك أن اللقطات من أعالي اللقلوق إلى عين التينة، تدعم ذلك، شرط استبعاد فرضية الانقلابات السريعة.
في السعودية، انقلاب غير مسبوق على تقاليد الحكم. فللمرة الأولى يعين الملك نجله وزيرا للطاقة. أمر ملكي يقيل خالد الفالح من منصبه، وينصب عبد العزيز بن سلمان على رأس امبراطورية الذهب الأسود، في توقيت يثير الكثير من التساؤلات والاستغراب. فهل وصل كابوس عدم الثقة الذي يعيشه ولي العهد، إلى حد أن يكلف أخاه بهذا المنصب، في خطوة تزيد من شدة القبضة السلمانية على مقاليد الحكم في السعودية؟، أم أن المرحلة المفصلية التي تعيشها المملكة تفرض هذا التغيير الاستثائي؟، فمحمد بن سلمان في أمس الحاجة إلى المزيد من الأموال، لتمويل حروبه وتعويض هزائمه، ورفد ما يصفها بروئيته الاقتصادية المستقبلية، خاصة مع انخفاض أسعار النفط عالميا، وانعكاساتها على أسهم "أرامكو" التي يستعد لطرحها في البورصة العالمية بهدف الحصول على مئة مليار دولار.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
على عكس مشهد التصعيد الاقليمي- الدولي، الصورة الداخلية تميل نحو الهدوء النسبي، استنادا إلى المعطيات الآتية:
أولا: الموقف الوطني الموحد إزاء الاعتداء الاسرائيلي الأخير، على رغم "نتعات" البعض، وهو ما كان كفيلا بإرسال إشارة واضحة إلى العدو الاسرائيلي ومن وراءه، بأن المس بالسيادة اللبنانية بات ضربا من الجنون.
ثانيا: الحكم القائم على شراكة الأقوياء بقدرتهم التمثيلية، والتوازن الميثاقي الواضح، الذي أعاد إلى الموقع الأول هيبة كانت منقوصة، وإلى نص الدستور روحا كانت ضائعة.
ثالثا: التصميم الرئاسي الأكيد على الدفع بالوضعين الاقتصادي والمالي نحو النهوض، على رغم تداعيات أزمة النزوح وموروثات السياسات السيئة التي اعتمدت منذ عقود.
رابعا: الرسالة المباشرة التي يبعث بها بدء حفر أول بئر بترولي استكشافي في تشرين الثاني المقبل، إلى المجتمعين المحلي والدولي، وعنوانها المثابرة والمواجهة، وصولا إلى تحقيق المشاريع التي كان كثيرون يظنون حتى الأمس القريب أنها مستحيلة.
خامسا: جو المصالحات الداخلية التي افتتحتها بعبدا بختم جرح قبرشمون، ثم اجتماع عين التينة الذي أطلق محاولة جديدة من تنظيم الخلاف بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".
وسط هذه الأجواء، ينطلق أسبوع يفترض أن يكون حاسما لناحية بدء الترجمة العملية لما رسم من خطط وما اتفق عليه من مبادئ. وعند الامتحان تكرم غالبية الطبقة السياسية، أو تهان.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
بين رحيل المبعوث الفرنسي بيار دوكان ومجيء المبعوث الأميركي ديفيد شنكر، تتظهر صورة الواقع اللبناني في واجهتها المطلة على العالم أكثر فأكثر، وما بدا منها بوضوح حتى الساعة، أن لبنان موضوع في غرفة المراقبة المكثفة، منعا لسقوطه اقتصاديا وماليا، ومنعا لسقوطه الكلي في أحضان إيران.
وما يتضح أيضا، أن الغرب بقيادة فرنسا، يملك صورة واضحة وخريطة عقلانية لإخراج لبنان مما هو فيه، وهو ينتهج مسارا علميا يأخذ في الإعتبار تركيبة الدولة، وهو يقسمها إلى قسمين: الأول سياسي، لا يضغط من خلاله عليها بما يمزق هذه التركيبة، إذ يأخذ في الإعتبار عظمة تورم "حزب الله". والقسم الثاني اقتصادي- إداري، وهنا بدا "دوكان" أكثر صرامة وقساوة، فطالب الدولة بلملمة شتاتها الإداري وتنقية نفسها من الفساد وإقفال أبواب الإهدار.
أما النموذج الأميركي في التعاطي مع الملف اللبناني، الذي يتولاه ديفيد شنكر الآن، فهو وإن بدا فجا في مقاربة المشاكل المتداخلة بين لبنان وإسرائيل، وبدا منحازا إلى تل أبيب، إلا أن واشنطن في العملي لا تريد هي الأخرى زعزعة الإستقرار اللبناني من خلال هز بنيته المالية- المصرفية، إضافة إلى دعمها المطلق لتعزيز قدرات الجيش اللبناني.
الترجمة العملية للسياسة الأميركية لاحظها الخبراء، إذ لم تمانع أو تعرقل وديعة المليار وأربعمة مليون دولار التي تلقاها مصرف الـ SGBL، والتي جاءت أشبه برد أو تعويض عاجل عما أحدثه تخفيض "ستاندرد أند بورز" تصنيف لبنان من سلبيات.
في الشق اللبناني المواكب للتحذيرات الدولية، وعود من الحكومة بالعمل على أخذ كل التدابير العملية الموصى بها دوليا، وهي ستقارب، الأسبوع الطالع، ملفات موازنة 2020 والكهرباء والتعيينات القضائية والمفاوضات الحدودية مع اسرائيل.
في الأثناء، انشغلت البلاد: حلفاء سمير جعجع وخصومه والمحايدون، انشغلوا بتأجيل رئيس حزب "القوات" زيارته المقررة إلى الجبل، وازدهرت السيناريوهات وتعددت حول حقيقة الدوافع التي حدت به إلى التأجيل، الأمر الذي كاد يحجب لقاء "حزب الله"- "الاشتراكي" في رعاية الرئيس بري، وزيارة النائب تيمور جنبلاط الوزير جبران باسيل في اللقلوق.
ولوضع حد للتأويلات والسيناريوهات، شرح الدكتور جعجع للـ "ام تي في" حقيقة ما جرى، وأوضح نظرة "القوات" إلى الملفات المالية والاقتصادية والاصلاحية كافةالمطروحة، والأصدقاء والخصوم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
بعد لقاءات لم الشمل التي شهدها الـ week end، حان وقت الحقيقة وترجمة الأفعال بالأقوال. فهذه اللقاءات، وعلى الرغم من أهميتها ليست جديدة، والوعود التي أطلقت بعدها كذلك، والمطلوب اليوم وضع خطة تعتمد توحيد الرؤية بين الأفرقاء، تحقيقا لهدف الانقاذ الاقتصادي.
حتى "القوات اللبنانية"، التي تغيبت عن لقاءات نهاية الأسبوع، لأسباب غير سياسية وغير أمنية، فهي تصر أكثر من أي وقت مضى على دعم هذه اللقاءات، تمهيدا لتهدئة سياسية، يعمل من خلالها على انقاذ الوضع الاقتصادي الذي يهدد الجميع.
تحقيق هذا الانقاذ له مسارات عدة، من التوافق على موازنة العام 2020 ببنود اصلاحية حقيقية، إلى تطبيق خطة الكهرباء، إلى وقف الهدر والفساد.
مهلة الستة أشهر التي أعطيت للبنان كفترة سماح، سقط منها أسبوعان حتى اليوم، ونحن لا زلنا ندور في مراوغة الموازنة والكهرباء ووقف الهدر. فالموازنة التي أعدت مسودتها، لن تعرض على جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، إنما ستكون محور مشاورات يترأسها الرئيس سعد الحريري في السراي غدا، في محاولة للخروج بأطر للاصلاحات قبل بدء المناقشات.
أما ملف وقف الهدر والفساد، والذي يتمدد من المعابر الشرعية وغير الشرعية إلى عمق المؤسسات، يبقى كالصدى في البرية، إذ يعلو الصراخ حوله من دون خطوات ملموسة تحد منه، باستثناء ما أعلنه مصدر وزاري من أن إقرار بند التعيينات القضائية في جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع، سيعطي العهد والحكومة يدا تنفيذية لمكافحة الفساد.
لبيقى الملف الأدق، وهو ملف خطة الكهرباء، العالقة حاليا بين إصرار ممثل مؤتمر "سيدر" على رفع كلفتها، مقابل إعلان "حزب الله" اليوم أن لا نقاش في التعرفة في ظل الانقطاع والتقنين، ما يبقي الدولة أمام خسائر ضخمة قدرت بـ10 مليارات دولار في الأعوام السبعة الأخيرة.
هذا كله يحدث، ولبنان برمته أصبح تحت خطر العقوبات الأميركية، التي لم تعد في اتجاه "حزب الله" ومناصريه وحدهما، إنما أصبحت تشكل تهديدا جديا للبنان الذي يكاد ينكسر، حسب ما أعلن علي حمدان، مستشار الرئيس نبيه بري للـLBCI، قبل أيام من لقاء بالغ الأهمية يعقده رئيس مجلس النواب، وديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، المكلف مناقشة ملف الترسيم البحري والبري بين لبنان واسرائيل.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
ما لم يكتشفه رئيس الحكومة سعد الحريري في مغارة الجمارك في مرفأ بيروت، تستكمله "الجديد" من العنبر رقم واحد، برتبة مدير عام ظن أن الكلام "ما عليه جمرك"، فاستمر في مخالفاته الإدارية والقوانين الجمركية.
في العالم السفلي للجمارك، حيث شيدت أمبراطورية من مال عام منهوب بمهربين شرعيين وغير شرعيين، قصة مزادات تدار افتراضيا. وهذه المرة، فإن الحكاية تبدأ بمزاد وهمي لمستوعب تمت سرقته من أصحابه المجهولين، وعند الاستفسار أصيب بدري ضاهر بطرش مؤقت، وهدد بالقضاء كرد على حق الرد لكن "لارا حكيت"، وما قالته لارا في تحقيق استقصائي للزميل رياض قبيسي في نهاية النشرة، يفند فيه مخالفات مدير عام الجمارك، وكيف يهدر الرسوم العائدة إلى خزينة الدولة، بعمليات انتحال صفة وبسرقة موصوفة.
ما كان بدري لينشرح صدره ويلتزم الصمت، لو لم تكن فوق رأسه خيمة سياسية في دولة تسير إداراتها من هذا الزعيم أو ذاك، والجمارك عينة مطابقة لمواصفات السياسيين، إذا اختلفوا شغلوا البال، وإذا اتفقوا عملوا "طنة ورنة"، في وقت صار فيه اجتماع بين اثنين حديث البلد، من لقاء اللقلوق إلى مصارحة عين التينة. حيث كاد غداء تيمور- جبران يدخل التاريخ، وضجت المواقع بالتحليلات والتفسيرات، ولوهلة كدنا نستعين بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لفهم تخصيب العلاقة بين "الاشتراكي" و"التيار". وكدنا نقول ما بعد لقاء "حزب الله"- "الاشتراكي" ليس كما قبله، علما أن زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وفي أحلك العلاقات بين كليمنصو وحارة حريك، قال إن التواصل لم ينقطع.
وفي كلا الحدثين، ثمة لاعب منفرد، جمع الخصم والحكم، حتى طوب رجلا لكل المراحل وحلال المشاكل وجامع الأضداد. عادت الأمور إلى نصابها، والعلاقات عادت إلى مجاريها، إن لم نقل ما هو على وزنها، وصبت المصالح في قنواتها، في سياسة متبعة منذ أكثر من ثلاثة عقود، خبرهم الناس فيها عن ظهر قلب، يختلفون فيأخذون البلد رهينة، ويتفقون فيقدموا أنفسهم كمخلصين.
أما الذي وقع في الفخ، فكان رئيس الجمهورية، استدرجوه إلى عقد لقاء بعبدا الخماسي، لمصارحة لم ترتق بعد إلى مستوى المصالحة، وهناك في بيت الشعب جرى اختزال المؤسسات بخمسة رؤوس والسادس لاعب الخفة.