رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وجّه في بداية كلمته تحية لرئيس الشهداء الشيخ بشير الجميّل، كما وجّه تحية لكل الشهداء الذين سقطوا في هذا المكان وقال: "كم هي صعبة الوقفة في هذا المكان"، مذكّرًا بأنه في هذه الأمتار القليلة وُلدت أسطورة وهي مصدر إلهام لعشرات ومئات آلاف من الشباب المستمرين على النهج نفسه، مؤكدا للرئيس الشهيد بشير الجميّل أننا نسير على خطاك في كل يوم من كل سنة في حياتنا ولا نذكرك فقط في 14 ايلول.
وتابع: "رفيقي الرئيس، الحقيقة ان كل ما حذرتَ منه والاخطاء التي ارتكبت في الماضي ترتكب اليوم، لافتا الى أن غياب الدولة والتسليم للسلاح الذي دمّر بلدنا وشعبنا يرتكب نفسه اليوم ونفتح المجال لسلاح غير شرعي سيمتد على كامل الاراضي وان يقرر عنا غيرنا مصيرنا ومستقبلنا مجددا".
أضاف رئيس الكتائب: "اليوم يسلّمون سيادة الدولة للآخرين وكأننا لم نتعلم والحقيقة ان بلدنا محكوم من الخارج ومن يقرر ذلك يقول لنا ذلك علنًا، ان قرار السلم والحرب يأخذه من الخارج ولا مسؤول في الدولة يقول له "وينك"".
واعتبر الجميّل أن دولتنا متواطئة، متخاذلة ومستسلمة وانهم لم يكتفوا بهذا القدر بل أفلسوا البلد وغيّروا وجه لبنان برهاناتهم الخاطئة التي ندفع ثمنها كل يوم، مضيفا: "يفعلون السبعة ودمّتها" ويتلطون خلف صورتك، مشددا على انه في زمن التسويات والصفقات والاستسلام، المدرسة التي تربّيت فيها وتخرّجت منها وفية صامدة ومقاومة كما عرفتها.
وتابع رئيس الكتائب متوجهًا للرئيس بشير الجميّل: "رفيقي الرئيس، أمام كل مفترق طرق يلتئم حزبك بالمكتب السياسي ويسأل نفسه "ماذا كنت فعلت انت وبيار الشهيد وبيار المؤسس وكل شهدائنا"؟ هل كانوا استسلموا ودخلوا بمنطق المحاصصة وهل بشير كان سلّم قرار الدولة وانتخب من لا يؤمن بسيادة لبنان ودخل بمنطق المحاصصة مقابل كراسي من "كرتون" وتخلى عن القضية؟ وأشار الى أن الكراسي "كرتون" لأن القرار ليس بيدهم والحاكم الفعلي في مكان آخر يأخذ اوامره من مكان آخر.
وتابع: لقد كُسرت كل المفاهيم التي اوصلت البلد الى ما وصل اليه، لذلك نسمعك من حيث انت تقول: لا يمكن ان تكون مقاومًا ومساومًا ومحاصصًا ومستسلمًا ويجب ان نكون بالمرصاد دفاعا عن مبادئنا وهذا نهج حزبك حيث تربيت.
وشدد الجميّل: رفيقي الرئيس، حزبك لم يضعف امام السلطة وأقفل باب السلطة عند التعدي على مصلحة البلد، وحزبك لا يزال صامدا مقاوما ويرفض الانتصار على ظهر البلد ولا يقبل ان ينتصر الا مع الناس وسيكمل الطريق على مبادئك.
وتابع: رفيقي الرئيس، مشروع بناء دولة سيدة حرة مستقلة حضارية ديمقراطية متطورة تعددية وشفافة دولة الكفاءة والانسان خطابك نسمعه ونستذكره.
وأردف: رفيقي الرئيس، آمنت ان لبنان لا يبنى الا بإعطاء الانسان حقوقه بمعزل عن الطائفة والمنطقة، انت آمنت بالإنسان اللبناني الذي به ننهض بالبلد، وآمنت باعطائه حقوقه وحمايته واليوم نكمل بالدفاع عن هذا الانسان، حزبك رفيقي الرئيس صامد وهو قوة تغييرية هدفه اعادة بناء زمن التغيير الذي حلمت به.
أضاف: رفيقي الرئيس، نحن صادقون مع الناس ونشعر معهم ونضحي معهم، لذلك نسير مرفوعي الرأس ومستعدون لوضع يدنا بيد جميع الناس شرط ان يعودوا لنهجك ومشروعك.
وأشار الى أنهم يراهنون على ان الشعب لن يحاسب ولكن أطمئنك ان شعبك اعطى فرصة وغشّوه بشعارات كاذبة، لكن شعبك واع لانهم غير قادرين على ان يغشوا الناس كل مرة.
وأكد رئيس الكتائب لعمّه الشهيد: رفيقي الرئيس، حزبك قوي متجذّر لا تهمه الا مصلحة لبنان وهو قادر ان يركع على قبرك وقبر الشهداء ولا يخجل لانه لم يساوم على مبادئ الشهداء، واعدًا إياه بان نكمل يدا بيد دون تفرقة بين كتائبي وكتائبي، وخطنا الاحمر الوحيد هو القضية التي استشهدت من اجلها، لانه اذا ذهبت القضية فلا احد يكمل من بعدنا، ولكن اذا بقيت القضية فأي مسؤول يكمل المهمة".
من جهته، قال النائب نديم الجميّل في الوقفة التي أحياها حزب الكتائب في الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد الرئيس بشير الجميّل ورفاقه:"في الذكرى الـ37 لاستشهاد بشير نحتفل بقيمه ومبادئه التي علّمنا اياها وأعطانا اياها وفي المناسبة وبعد 37 سنة نأسف لأن الخط الوطني السيادي مشرذم".
أضاف:"في العام 1975 وحّدنا صفوفنا لتحرير لبنان من الاحتلال الفلسطيني وفي 2005 لإخراج السوري واذا لم نتوحّد مجدّدا فلا أحد يأخذنا على محمل الجد والقضية دقيقة ومهمة لذلك يجب ان نكون واعين لاهميتها" معتبرا ان العملية بحاجة الى جرأة ورؤية أوضح من الماضي لان الخطر اليوم الذي يواجهنا كلبنانيين كافة هو أمّ الاخطار والمشاكل.
وتابع الجميّل:"لقد استفردوا بنا وأخذونا بالمفرّق حزبا بعد حزب وزعيمًا بعد زعيم ووصلنا الى الوضع الذي نحن فيه مع عدم رؤية ووضوح للمستقبل ولكن حان الوقت لنتوحّد ونشكّل رافعة كأحزاب وطوائف ومواطنين بوجه السلاح غير الشرعي ومحاولة احتلال لبنان والسيطرة على الدولة عندها نجدّد شعار الماضي "لبنان كل لبنان وكل اللبنانيين لا يركعون إلا لله ولبنان لا يركع لحزب الله".
ورأى ان المشكلة التي نعاني منها واضحة وهي أن هناك حزبا يأخذ أوامره من خارج لبنان، ولاؤه لغير لبنان واهدافه غير لبنانية ونمط حياته غريب عنا ولا يشبهنا يفرض علينا خيارات سياسية خارجية ليست لبنانية لافتا الى ان "الدولة بكل مكوّناتها ومؤسّساتها للأسف كما في العام 1975 متواطئة معه ويجب ان نتحرّر من الدولة التي لا تقف على رجليها وتعمل على ارضاء هذا وذاك".
وقال الجميّل:"من هنا ومن مكان استشهاد بشير أدعو كل الدولة والمسؤولين فيها الى تحمّل مسؤولياتهم قبل ان يفوت الاوان ويحلّ المصير الذي نخاف منه".
وأضاف:" بشير الكتائبي ومؤسس القوات ورئيس الجمهورية وجامع كل اللبنانيين هو من نريده، وهذه هي الرسالة التي اوصانا بها وهو اوصانا بالوحدة والجمع وان نكون أمّ الصبي لان العملية وصلت الى حد تحتاج الى توحيد الجهود والصفوف لمواجهة الخصم والعدو الذي يحاول ان يفرض نفسه علينا".
وختم الجميّل بالقول:"الصورة التي رفعناها تعبّر عن ان القضية نفسها والبيارق نفسها ولنترفّع عن خلافاتنا الصغيرة لنرفع علم لبنان عاليا وتكون الكتائب بالمرصاد بوجه كل عدوّ وخصم يحاول فرض هويته ورأيه علينا ونحن مستمرون بخط بشير ليحيا لبنان ويعيش".