أخبار عاجلة

سباق بين الحرب والتهدئة... ماذا لو تدّخل 'حزب الله'؟

سباق بين الحرب والتهدئة... ماذا لو تدّخل 'حزب الله'؟
سباق بين الحرب والتهدئة... ماذا لو تدّخل 'حزب الله'؟
المنطقة تغلي وهي تعيش اليوم أجواء إحتمال إندلاع حرب واسعة لن تقتصر مفاعيلها على حدود ضيقة بل ستتعداها لتشمل كل منطقة الخليج، وكذلك لبنان في حال كان لـ"حزب الله" تدخل مباشر في حال تعرّض إيران لأي هجوم، وإن كان محدودًا، وهذا ما سبق لأمينه العام السيد حسن نصرالله أن حذّر منه.

في المقابل تنشط "الدبلوماسية الناعمة" في كل الإتجاهات لتلافي إندلاع أي شرارة لحرب قد تحمل في طياتها مسمّى "الحرب العالمية الثالثة"، وذلك نظرًا إلى خطورتها ونتائجها الكارثية.

وقد يأتي كلام وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو امس من الامارات ليصّب في هذا الإتجاه، وهو أعلن أن بلاده ترغب بـ"حل سلمي" للأزمة المتصاعدة مع إيران، وذلك بعدما حذر نظيره الإيراني محمد جواد ظريف من "حرب شاملة" ستندلع في المنطقة إذا ما تعرضت الجمهورية الاسلامية لضربة أميركية أو سعودية، لكن ما جاء على لسان بومبيو من خارج هذا السياق تأكيده أن بلاده مستمرة في فرض العقوبات على إيران لوقف دعمها لـ"حزب الله"، فاذا كانت جولته في الاساس عنوانها كيفية التعامل مع الهجمات على "ارامكو" وصياغة رد موحد على ايران، فما هو السبب لـ"حشر" "حزب الله" في هذه المعادلة؟

قد تكون الإجابة عن هذا التساؤل واضحة لدى قيادة "حزب الله" والمقربين منها، الذين يعتبرون أن التحركات الغربية على الساحة اللبنانية تكشف المستور، وهي تهدف إلى تحييد الحزب عن صراعات المنطقة، في ضوء حملات التهويل التي تتعرض لها إيران بعد هجوم "ارامكو"، خصوصًا أن المعنيين يعرفون أن نصرالله لم يكن يمزح  عندما قال في خطاب عاشوراء بأنه لن يترك ايران وحدها.

ففي حال ردّت السعودية على ما تعرّضت له من إعتداء سافر بشكل محدود فماذا سيكون عليه موقف واشنطن في حال ردّت إيران على الردّ السعودي وضربت اهدافًا في السعودية والإمارات، حيث القواعد العسكرية الاميركية في العراق وأفغانستان وحتى قطر، فهل هي مستعدة لخوض حرب شاملة غير مضمونة النتائج، خصوصًا أن "حزب الله" لن يقف مكتوف الأيدي، وهذا يعني تدخلًا إسرائيليًا محتملًا، على رغم المأزق الداخلي الذي يواجهه بنيامين نتنياهو بعد هزيمته في الإنتخابات الأخيرة.

ولأن إسرائيل تبدو في وضعها الراهن غير قادرة على التدخل في هذه الحرب بفعالية، يأتي التحرك الغربي الاميركي والاوروبي المشترك في محاولة لتحييد "حزب الله" عن أي مناوشات أو حرب يمكن أن تندلع في المنطقة، ولكل اسبابه التي لا يحسب فيها حساب للمصلحة اللبنانية.

فللاوروبيين أسبابهم، وهم يريدون استقرارًا يمنع تدفق النازحين من لبنان الى اوروبا، خصوصًا أن التوتر مع تركيا بلغ ذروته وثمة احتمالات كبيرة بأن ينفذ الرئيس التركي تهديداته بفتح حدود بلاده امام اكثر من ثلاثة ملايين ونصف نازح سوري لاغراق اوروبا بأزمة غير مسبوقة، ولذلك لا يرغب الاوروبيون بـ"وجع رأس" جديد.

أما الأميركيون فيعرفون جيدًا أن طهران ستردّ أيضًا من بيروت على اسرائيل لتوجيه "رسالة" إلى واشنطن ومفادها أن الاسرائيليين سيكونون اول المتضررين، وأن فتح جبهة الجنوب اللبناني ستعّقد الأمور وستنقل الحرب إلى مكان آخر، وهذا ما يدركه الإيرانيون تمام الإدراك، وهم يصوبّون على نقطة الضعف لدى الأميركيين.

كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير تأخذها واشنطن على محمل الجد، لأنها تعرف جيدًا أن معادلة الربح والخسارة لن تصبّ نتائجها في مصلحتها الإستراتيجية في المنطقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟