4 رسائل للعماد عون... أنا قائدٌ لجيش 'يُحتذى به'

4 رسائل للعماد عون... أنا قائدٌ لجيش 'يُحتذى به'
4 رسائل للعماد عون... أنا قائدٌ لجيش 'يُحتذى به'
"الجيش هو حارس الديموقراطية وحامي الدستور. كان ولا يزال، يسعى إلى تقديم نفسه أُنموذجاً يُحتذى به على مستوى الوطن ومؤسّساته. لدينا من العزيمة ما يكفي للقيام بالمهام الموكلة إلينا. لن تثنينا الشائعات ولا حملات التجنّي والتخوين عن المُضيّ قدماً في مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، متسلّحين بمحبّة شعبنا وثقته بنا".

هذه الكلمات التي لم تتعدَّ الخمسين كلمة هي لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وهي قيلت في خلال رعايته الاحتفال الذي أقامته الشرطة العسكرية في مقرّها في الريحانية، والذي تمّ خلاله وضع حجر الأساس لمشروع بناء "مبنى سجن الشرطة العسكرية النموذجي"، في الوقت الذي تعاني فيه السجون في لبنان تخمة لم تعد مقبولة إنسانيًا، وتعاملًا غير إنساني مشكو منه "ليصبح هذا السجن أُنموذجاً يحاكي المعايير المعتمدة دولياً في كيفية التعاطي مع الخارجين عن القانون بحزم، ضمن معايير حقوق الإنسان".

فماذا أراد أن يقول العماد عون في هذه الكلمات القليلة العدد والكثيرة المعاني والمضامين، وما هي الرسائل التي أراد أن يوجهها إلى جميع المعنيين؟

الرسالة الأولى تتضمن تحديدًا واضحأ لأهداف المؤسسة العسكرية، التي لم يعد دورها مقتصرًا على السهر على الأمن والإستقرار العام من خلال ما يقوم به من مهمات توكل إليه، بعدما كان له دور محوري في القضاء على الإرهاب الآتي من وراء الحدود، بل أصبح دورها اليوم أكبر مما هو عليه، إذ بات "حارس الديموقراطية وحامي الدستور"، في الوقت الذي اصبحت فيه هذه المصطلحات عناوين من دون مضمون، وذلك نظرًا إلى الكمّ الهائل مما نراه من خرق للدستور، الذي اصبح بالنسبة إلى البعض مجرد "وجهة نظر"، مع ما يترافق ذلك من ممارسات مشوهة للديمقراطية، التي أصبحت ترتبط إرتباطًا وثيقًا بما يتناسب مع مصالح هذا الفريق أو ذاك، وفقًا للظروف والمناسبات، إذ أن لكل مقام ديمقراطية.

في هذا الوقت الضائع بين خرق من هنا وإنتهاك للدستور من هناك، وممارسة خاطئة للديمقراطية، كل وفق هواه ومصالحه، جاء كلام القائد ليؤكد أن ثمة من هو مؤتمن على الدستور والديمقراطية بإعتباره حارسًا لهما. وكلمة حارس تعني ما تعنيه، بإعتبار أن هذا الحارس، وهو الجيش، لن يسمح لأحد، أيًّا يكن، بتجاوزهما من دون حسيب أو رقيب.

الرسالة الثانية التي تضمنتها كلمة العماد قائد الجيش أراد أن يوجهها إلى جميع الذين يطّبلون ويزّمرون ليل نهار ويتحدثون عن الفساد والهدر، فقال لهم: إن الجيش "كان ولا يزال، يسعى إلى تقديم نفسه أُنموذجاً يُحتذى به على مستوى الوطن ومؤسّساته"، بما يعنيه هذا النموذج من مناقبية ورقي في أداء الواجب الوظيفي والوطني، بعيدًا عن الزبائنية والتبعية والمحاصصة وتقاسم الجبنة، وهذه أمور تجعل الوطن يغرق في بحر من الفساد، الذي لا خروج منه سوى إذا أحتذت مؤسسات الدولة بالمؤسسة التي تقدم نفسها نوذجًا يُحتذى به.

الرسالة الثالثة مستوحاة من أن "لدينا من العزيمة ما يكفي للقيام بالمهام الموكلة إلينا"، مع ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ، وهي جاءت لتقول للسياسيين أن المهام الموكلة إليهم ينقصها العزم والإرادة. فلو كانت هاتان الصفتان متوافرتين لدى الطبقة السياسية الحاكمة لما كان الوضع العام على ما هو عليه من إهتراء.

 الرسالة الرابعة، وهي إستكمالًا وتتويجًا للرسائل الأولى، وهي مستوحاة مما يحاول البعض زج المؤسسة العسكرية وقائدها فيها وما يتعرّض له من حملات مغرضة، فقال: "لن تثنينا الشائعات ولا حملات التجنّي والتخوين عن المُضيّ قدماً في مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، متسلّحين بمحبّة شعبنا وثقته بنا". وهذا يعني أن قائد الجيش هو قائد للجيش في الوقت الحالي، وأن أي كلام آخر هو في خارج سياقه الطبيعي.

هذه الرسائل أطلقها العماد عون في محطة مهمة ومصيرية في عمر الوطن الذي تتآكله الأزمات والشائعات، وهو أراد بذلك أن يضع النقاط على الحروف. ونقطة على السطر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى