'حزب الله' متمسك بالحريري.. العلاقة مستقرة

'حزب الله' متمسك بالحريري.. العلاقة مستقرة
'حزب الله' متمسك بالحريري.. العلاقة مستقرة
تتكاثر التحليلات حول علاقات رئيس الحكومة سعد الحريري مع القوى السياسية الأساسية؛ ففي الأيام الماضية بدت علاقته بـ"التيار الوطني الحر" مرتبكة وغير مستقرة، هذا ما يفهم بوضوح من الغائه وتيار "المستقبل" الندوة التي كانت مقررة في قصر القنطاري مع رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في إطار حوارٍ مفتوح مع الأخير، ومن تعليق عضو تكتل "لبنان القوي" النائب زياد أسود المتطرف في عدائيته لـ"التيار الإزرق" وربما ايحاءً للرئيس الشهيد رفيق الحريري.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه والذي لا يلقى الكثير من اهتمام المراقبين يتمثل بعلاقة الحريري بـ"حزب الله"؟

تبدو علاقة بيت الوسط – حارة حريك هادئة وخافتة وغامضة وبعيدة عن الأضواء؛ والواضح للمعنيين على المستويين الداخلي والخارجي أن "حزب الله" متمسك بالحريري كرئيس حكومة وليس في صدد التفكير باستبداله، لأنه لا يرى ان هناك بديلاً مناسبا عنه في هذا المرحلة الدقيقة الحرجة على المستويات كافة.

يحرص "حزب الله" على علاقة مستقرة مع الحريري؛ فعلى رغم أن الموقع السياسي لكل منهما يفرض تعارضات كثيرة بيد أن رئيس الحكومة أطلق مساراً سياسياً معتدلاً تجاه الحزب على قاعدة انه مكون اساسي في البلد، وأن الحرص على الاستقرار المحلي يستدعي التعاون معه في الحكومة والبرلمان والحياة السياسية اللبنانية، وهذا ما دفع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله إلى التأكيد أكثر من مرة في إطلالاته الحرص على الانفتاح والتعاون مع رئيس الحكومة على اعتبار أنه يحاول تدوير الزوايا وأن يكون ايجابياً.

على مدى كل المرحلة الماضية لا سيما منذ العام 2017 على وجه الخصوص، كانت قنوات التواصل بين "حزب الله" والحريري مفتوحة، وهي تناقش على مستويات مختلفة القضايا اللبنانية سياسيا وأمنيا واقتصادياً. وربما ما عزز استقرار العلاقة بين الطرفين، بحسب بعض المطلعين، أن رئيس الحكومة لم يكن مكترثاً بأن يتعاطى مع حزب "القوات اللبنانية" ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحزب الكتائب كحلفاء راسخين انما ترك لمسار الخلافات ان يعوم الى السطح، علما أن الحريري أعاد تفعيل وتعزيز علاقته مع بيك المختارة بعد حادثة قبرشمون، بالتوازي مع نجاح الرئيس نبيه بري من جهته في اتمام المصالحة بين الاشتراكي و"حزب الله".

ويقول مطلعون إنه على رغم وجود نقاط خلاف مفصلية بين الحريري و"حزب الله" تتصل بعدم وجود رؤى اقتصادية متقاربة ومتجانسة بينهما، لا سيما في ما خص حقوق القطاع العام وضريبة القيمة المضافة وقطاع الاتصالات، إلا أن مستوى متقدماً من الانسجام غير مسبوق برز بين رئيس الحكومة ووزراء كتلة "الوفاء للمقاومة" في جلسات مجلس الوزراء أو في الجلسات الفرعية المصاحبة لها، والأمر ذاته ينطبق على الاجتماعات الاقتصادية التي تعقد بين فريقه التقني برئاسة مستشاره للشؤون الاقتصادية نديم المنلا، ووفريق متخصص من "حزب الله" برئاسة النائب علي فياض.

وتوقع مطلعون على المعطيات التي تحكم العلاقة بين الطرفين أنه على رغم الضغوطات الحادة التي يتعرض لها الحريري في ما يتعلق بعلاقته بـ"حزب الله" من قبل قوى دولية وإقليمية فإنه ليس من المرجح أن يتراجع عن هذا المسار الذي سلكه لأنه يدرك تماما أن المسارات البديلة مكلفة وطنياً ولدوره في رئاسة الحكومة. وليس بعيداً فإن رئيس الحكومة يمثل حاجة لـ"حزب الله" الذي يواجه جملة من التحديات. فهو ، بالنسبة إلى حارة حريك، نجح في لعب دور صمام أمان للبلد، في وجه العقوبات المالية والاقتصادية الاميركية ضد الحزب، والتي تواصل المنحى التصاعدي، هذا فضلاً عن أن مواقفه منسجمة مع البيان الوزاري لجهة تأكيد حق لبنان في مواجهة الإعتداء الإسرائيلي ولا يأتي على موضوع السلاح.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى