في شهر نيسان الماضي، انشغل الرأي العام اللبناني بنيّة وزير الإتصالات محمد شقير إلغاء مدة الـ 60 دقيقة المجانية على الخطوط الخلوية الثابتة. منذ ذلك الحين، وقبله، تنشغل السلطة الحاكمة بتحصيل إيرادات وأموال إلى الخزينة، بأي طريقة كانت، وصولاً اليوم إلى فرض ضريبة على التخابر عبر الانترنت، والقضاء تالياً على آخر ما تبقى من نعم مجانية للبنانيين.
وفي الحقيقة، ما إنْ تسرّب هذا الخبر إلى الإعلام حتى قفز إلى الواجهة، الوزير جبران باسيل، ما غيره! لم، وما علاقة وزير الخارجية بقرار وزير الإتصالات، علماً أنّ الحكومة وافقت عليه، وكالعادة، بدأ كلّ فريق يتنصل منه أمام عدسات الكاميرا والرأي العام؟
عودة إلى جلسة عقدها مجلس الوزراء آنذاك. حينها، قدم الوزير باسيل لوزير الاتصالات "مطالعة تقنية وبالأرقام، أظهر فيها أنّ بند إلغاء مدة الـ60 دقيقة المجانية على الخطوط الخلوية الثابتة "يتيم"، وسيحدث بلبلة لدى المواطنين إنْ لم يدخل في دراسة خطة شاملة لقطاع الإتصالات ومعرفة الأسباب الرئيسية خلف تراجع وارداته. هذا ما جاء في إحدى الصحف المحلية.
وتابع الخبر يقول:" لقد قال باسيل لشقير: "يمكنك اتخاذ إجراءات عدة، خدماتية تقنية اختيارية تستفيد منها وترفع مردود الإتصالات". وأضاف: "قدّم لنا خطة متكاملة تكون مُقنعة للناس وتبيّن لهم أنك أوقفت الهدر العالي في هذا القطاع، والمقدّر بـ60 مليون دولار، وتظهر فيها لهم أنّ هذا القطاع يقدم لهم خدمات عالية وتستفيد منه الدولة بأكثر من 25 في المئة، وهي النسبة المتفق عليها مع شركتي الخلوي التي تستفيد بـ75 في المئة، وتَقدَّم بها الى مجلس الوزراء ونحن جاهزون للمناقشة".
معاليه، قرّر أيضاً أن يوّزع نصائحه، فقال لشقير: "أنا اقترح عليك 10 إجراءات يمكن اتخاذها وتؤمن مردوداً مالياً مباشراً على الخزينة من قطاع الاتصالات، مدخلها وقف الهدر والتركيز على "الداتا"، لأنّ التواصل تَحوّلَ "داتا" اليوم أكثر من تَخابر".
التواصل تحوّل "داتا" اليوم أكثر من تخابر. نعم، منذ ذلك الحين، قد تكون الطبخة وضعت على النار.