أخبار عاجلة

غراندي يحض المجتمع الدولي على تكثيف استثماراته في الدول المستضيفة للاجئين السوريين

غراندي يحض المجتمع الدولي على تكثيف استثماراته في الدول المستضيفة للاجئين السوريين
غراندي يحض المجتمع الدولي على تكثيف استثماراته في الدول المستضيفة للاجئين السوريين

عقد المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي مؤتمرا صحافيا، في مبنى المفوضية - الجناح، بعد عودته من سوريا، حضرته رئيسة التواصل والناطقة الرسمية باسم المفوضية ميليسا فلامينغ وممثلة المفوضية في لبنان ميراي جيرارد.

وقال غراندي: "ان المعاناة المستمرة للمدنيين السوريين تمثل فشلا مخزيا للارادة السياسية ومستويات متدنية للصراع السوري الذي طال امده، والذي يشهد هذا الشهر الذكرى السابعة له والباعثة على الاحباط".

أضاف: "هذه الحرب التي بدأت منذ سبعة اعوام تسببت بمعاناة انسانية هائلة، لقد حان الوقت لانهاء هذا الصراع المدمر لاجل البشرية. لم يحقق اي طرف فوزا واضحا من الحل العسكري العقيم، ولكن الخاسر هو بكل وضوح الشعب السوري. كلفت سبعة اعوام من الصراع حياة مئات الالاف من الاشخاص، واجبرت 6,1 مليون شخص على مغادرة منازلهم داخل سوريا و 5,6 مليون لاجىء على البحث عن ملاذ آمن في الدول المجاورة في المنطقة".

وأشار الى أن "الظروف التي يواجهها المدنيون داخل سوريا أسوأ من اي وقت مضى، حيث يعيش 69% منهم في فقر مدقع، وقد ارتفعت نسبة العائلات التي تنفق اكثر من نصف مدخولها السنوي على الطعام الى 90%، في حين ان اسعار المواد الغذائية ارتفعت ثمانية اضعاف كمعدل مقارنة بمستواها قبل الازمة. ويعاني حوالى 5,6 مليون شخص من اوضاع تهدد حياتهم على صعيد امنهم وحقوقهم الاساسية او مستويات معيشتهم ويحتاجون الى مساعدات انسانية طارئة".

ولفت الى أن "المفوضية وشركاءها يبذلون في المجال الانساني كل ما في وسعهم من اجل توفير مواد الاغاثة للاشخاص الذين يحتاجون اليها داخل البلاد، ولكن امكانية الوصول الى السكان في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول اليها، لا تزال غير ملائمة على الاطلاق. ولقد شكلت القافلة الانسانية الهادفة لتوفير مواد الاغاثة للسكان المحاصرين في دوما الواقعة في الغوطة الشرقية في 5 مارس الجاري تطورا مرحبا به، ولكن القصف أجبر الشاحنات على المغادرة قبل ان يتم انزال نصف المواد الغذائية الموجهة للاشخاص الجائعين، واحبطت جميع محاولاتنا للعودة".

وأكد غراندي أن "المفوضية وغيرها من الجهات الانسانية الفاعلة على أهبة الاستعداد لتوفير مواد الاغاثة الضرورية لمئات الاف الاشخاص من ذوي الاحتياجات الهائلة العالقين داخل الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق المحاصرة في البلاد".

وأوضح أنه "حتى خلال الحروب هناك قواعد يجب ان تحترمها جميع الاطراف، اما في سوريا فحتى خيار الفرار من مناطق الصراع للوصول الى بر الامان في اجزاء اخرى من البلاد يتضاءل. يتعين ضمان امكانية الوصول الانساني الى الاشخاص المحتاجين، ويتعين السماح للاشخاص بالمغادرة الى مكان آمن وحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس مهما كلف الثمن"، لافتا الى أن "الوضع الخطير داخل سوريا يبدد آمال ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا ولبنان والاردن ومصر والعراق، ويحلمون بالعودة الى بلادهم عندما يصبح الوضع آمنا".

وأشار الى أنه "نظرا الى شراسة القتال في بعض المناطق السورية كما كان اثناء الصراع، لا يزال اللاجئون خائفين جدا من العودة لاسباب مفهومة، وتجري المفوضية استعداداتها للمساعدة في العودة ولكن يتعين تحسين الوضع الامني بشكل كبير قبل ان تصبح العودة ممكنة".

وذكر أنه "في هذه الاثناء تتحول حياة ملايين السوريين خارج بلادهم الى اوضاع اكثر يأسا حيث يعيش غالبيتهم تحت خط الفقر، ولا يستطيع اكثر من ثلاثة ارباع اللاجئين في المناطق الحضرية في الاردن ولبنان تلبية احتياجاتهم الاساسية في مجال الطعام او المأوى او الصحة او التعليم".

وأوضح أن "نسبة الاطفال اللاجئين في المدارس ارتفعت في الاعوام الاخيرة ولكن من بين 1,7 مليون لاجىء سوري في سن الدراسة لا يزال 43% خارج المدرسة. وتعتمد أنظمة المدارس الرسمية الوطنية في البلدان المستضيفة على الدوام الثاني لاستيعاب الطلاب السوريين، وهي تحتاج للكثير من الدعم".

وقال غراندي: "في حين ان التركيز ينصب على الدمار داخل سوريا، يتعين علينا ألا ننسى التأثير القائم على المجتمعات المستضيفة في البلدان المجاورة والاثر الذي تركته اعوام من العيش في الخارج على اللاجئين، وفي ظل غياب الحل السياسي للصراع يتعين على المجتمع الدولي تكثيف استثماراته في البلدان المستضيفة".

وأشار الى المؤتمر الدولي المقبل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، والذي سيعقد في بروكسل في 24 و25 ابريل، فشدد على وجوب أن "تنتج عنه تعهدات ثابتة بتوفير الدعم المالي والانمائي المكثف". وقال: "طوال الاعوام الماضية اتسم الدعم الذي وفرته الجهات المانحة بالسخاء ولكن هناك حاجة الى المزيد. في ديسمبر من العام الماضي، أطلقت وكالات الامم المتحدة وحوالى 270 منظمة غير حكومية شريكة، خطة الاستجابة للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الازمات لعام 2018 التي تبلغ قيمتها 4,4 مليار دولار اميركي والمصممة لدعم اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم، وعام 2017 حصلت الاستجابة الدولية على نصف التمويل المطلوب فقط".

وذكر بيان للمفوضية، أن غراندي الذي "يزور لبنان حاليا، اجتمع على مدى ثلاثة ايام مع مسؤولين بارزين في الحكومة وبعض اللاجئين السوريين المسجلين والمقيمين هناك، والذين يبلغ عددهم مليون شخص تقريبا. وأثنى على سخاء البلاد في استضافة عدد اللاجئين نفسه تقريبا الذي تضمه اوروبا كاملة، ولكنه حذر من ان عدم كفاية الدعم الدولي من شأنه ان يرفع من مستويات الضعف بين اللاجئين والمجتمعات المحلية التي تستضيفهم".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان