في إطار تكرار حديثه عن التحالف الوثيق بينه وبين "حزب الله" مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية، تحدث رئيس المجلس النيابي نبيه برّي أمس، أن تحالف أي طرف مع "حزب الله" يستوجب الحديث معه هو، وتحالف أي طرف معه يستوجب الحديث مع "حزب الله"، بمعنى آخر أن التحالف بين "أمل" و"حزب الله" في هذه الإنتخابات هو تحالف كامل يشمل كل التفاصيل، إذ يتعاطى الطرفان معه بإعتبار أنهما طرف واحد، لكن لماذا وجّه برّي هذه الرسالة في هذا التوقيت وبهذه الأسلوب المباشر؟
تتحدث مصادر مطلعة عن أن برّي أراد حصراً إيصال رسالة إلى "التيار الوطني الحرّ" بأن تقسيم الأدوار بينه وبين "حزب الله" وتصويت الحزب للمرشحين العونيين في بعض الدوائر لا يعني خروج الحزب عن التحالف مع "أمل" في دوائر أخرى من أجل دعم بعض المرشحين على لوائح "التيار الوطني الحرّ".
وتعتقد المصادر أن لدى برّي معلومات عن رغبة لدى "التيار" في الحصول على أصوات من "حزب الله" في دائرة صيدا - جزين، أي أن يقوم الحزب بتوزيع أصواته بشكل مدروس، ليضمن فوز أمين عام التنظيم الشعبي الناصري من جهة أسامة سعد، ومنع إختراق اللائحة العونية في جزين من جهة أخرى، وتالياً خسارة مرشح "أمل" في جزين.
وتضيف: "أن هذا السيناريو يمكن أن ينجح في البقاع الغربي أيضاً، حيث يضمن التحالف الشيعي إيصال مرشحه الشيعي، ليرغب "التيار" في الحصول على أصوات شيعية رغم تواجد مرشحه على اللائحة المقابلة لضمان فوزه".
وترى المصادر أن لحديث برّي أهدافاً أخرى لعل أهمها توحيد الساحة الشعبية الشيعية، وذلك في إطار السعي إلى رفع نسبة التصويت في الإنتخابات، الأمر الذي سيجعل من الصعوبة لخصوم التحالف الشيعي تحقيق خروقات جدية في مناطق نفوذهما.