لهذه الأسباب لم يتخلَّ 'حزب الله' عن الحريري

لهذه الأسباب لم يتخلَّ 'حزب الله' عن الحريري
لهذه الأسباب لم يتخلَّ 'حزب الله' عن الحريري

كتب عماد مرمل في "الجمهورية": للمرّة الثانية، ساهم حزب الله في انقاذ الرئيس سعد الحريري من ورطة كبرى، أقلّه حتّى الآن. المرة الأولى، عندما واجه رئيس "تيار المستقبل" أزمته الشهيرة في السعودية، والثانية حين انتفض الناس على الوضع الاقتصادي مطالبين بإسقاط الحكومة. ما هي حسابات الحزب؟ ولماذا تصرّف على هذا النحو؟

 

لعله يمكن القول إنّ العلاقة بين حزب الله والحريري انتقلت بعد "معمودية الشارع" من مرحلة "ربط النزاع" الى مرحلة "التحالف". وإذا كان الشائع أنّ الصديق عند الضيق، إلّا أنّ الحريري اكتشف في لحظة الحقيقة أنّ بعض أصدقائه المفترضين في مجلس الوزراء شدّوا عليه الخناق وتخلّوا عنه في إحدى أصعب مراحل حياته السياسية، بينما هبّ من يقف على الضفة الاستراتيجية الأخرى لنجدته وأصرّ على البقاء معه في المركب نفسه.

 

وهناك من يلفت الى أنّ الحريري اختبر مرة أخرى نمطاً غير مألوف من السلوك السياسي لدى الحزب، الذي لم يتهرب من تحمل المسؤولية، مع أنّ حصته منها هي الأقل، قياساً بعمر مشاركته في السلطة وحجمها، فيما كان الأسهل عليه ان يقفز من مركب مثقوب ومهدّد بالغرق، خصوصاً أنه لم يكن المتسبّب في تصدّعه.

 

لقد وقف الحزب الى جانب الحريري في تحمّل تبعات عقود طويلة من الفساد والهدر والمحاصصة والسياسات الاقتصادية والمالية الخاطئة، على الرغم من أنّه لم يكن أحد معارضي هذا النهج فحسب، بل كانت بيئته الاجتماعية إحدى ضحاياه، في حين أنّ الشركاء الحقيقيين في انتاج الأزمة وتفاقمها حاولوا التنصل منها عندما دقت ساعة الحقيقة.

 

ليس أمراً بسيطاً أو عادياً أن يقرر "حزب الله" الزجّ بكلّ ثقله السياسي والمعنوي للدفاع عن الحريري ومنع سقوطه، خلافاً للمزاج السائد في تظاهرات الشارع. لا يعني ذلك أنّ الحزب في موقع المعترض على الانتفاضة الشعبية، بل هو أحد أكبر الرابحين من ديناميتها، لكنه في الوقت نفسه يتمايز عنها في سقف مطالبها، انطلاقاً من اقتناعه بأنّ الخسائر التي ستترتب على رحيل الحريري ستكون أكبر من بقائه في السلطة.

 

ولئن كان حزب الله والحريري قد تواجها طويلاً في الشارع بدءاً من عام 2005، حيث قاد الأول حراك ساحة 8 آذار والثاني ساحة 14 آذار، فإنّ اللافت بعد انتفاضة 17 تشرين الاول التي جمعت الساحتين أن الحزب والحريري كانا في خندق سياسي واحد، يتشاركان في السرّاء والضرّاء، وصولاً الى مساهمتهما في تشكيل قوة دفع لإقرار "الورقة الإصلاحية" في مجلس الوزراء.

 

ومن أهم المفاعيل الفورية التي انتجها "احتضان" حزب الله للحريري تكريس الطابع السياسي للفرز الحالي، بعيداً من الحساسيات والتصنيفات المذهبية التي طبعت الاصطفافات الداخلية في عدد من المحطات السابقة، بحيث أنّ الالتقاء الشيعي - السني بين الحزب و"تيار المستقبل" حول بقاء الحكومة الحالية والمقاربة العلاجية للأزمة الاقتصادية، كان من أبرز العلامات الفارقة للمشهد الراهن.

 لقراءة المقال كاملا اضغط هنا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى