أخبار عاجلة

هذا ما يتخوّف منه نصرالله!

هذا ما يتخوّف منه نصرالله!
هذا ما يتخوّف منه نصرالله!
على مدى ساعة و12 دقيقة حصر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلامه عن الحراك الشعبي، وهو قلما يتحدّث في إطلالاته الإعلامية عن موضوع واحد، وهذا الأمر يدّل إلى أهمية هذا الحراك، وما نتج عنه وما يمكن أن يسفر عنه من تداعيات.

وعلى رغم تخصيصه الجزء الأول من حديثه للتكلم عن الإيجابيات التي حققها هذا الحراك في أيامه الثلاثة الأول، قبل أن تركب موجته الأحزاب السياسية، التي لم يرد أن يسمّيها بالأسم، ولكنه ألمح إليها مباشرة عندما قال أن وزراءها قدّموا إستقالاتهم من الحكومة مؤخرًا، فإن ما أشار إليه بإصبعه، الذي لم يستعمله للتهديد، من أن ثمة سفارات قد دخلت على الخط، داعمة وممولة، قد تقود هذا الحراك إلى حيث لا يريده الناس الذين نزلوا إلى الشوارع لمطالبة السلطة بتأمين الحدّ الأدنى من مقومات العيش بكرامة، وإلى فتنة وحرب أهلية، وذلك بناء على معلومات ومعطيات دقيقة، وليس بناء على تحليلات وإستنتاجات. وهنا بيت القصيد.


ونبّه إلى أنه إذا لم ينتدب الحراك من يمثله للتجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية إلى حوار مفتوح فإن ذلك يعني أن هناك إستهدافًا سياسيًا كبيرًا للبلد، وهذا الأمر يفسرّ نفسه بنفسه، وهو سيقود حتمًا إلى النتيجة التي حذّر منها نصرالله، عندما تحدّث عن حرب أهلية.

وعلى رغم دعوته المناصرين إلى الإنسحاب من الساحات سُجلت بعض المناوشات في أكثر من منطقة قام بها بعض المحازبين والمؤيدين لـ"حزب الله"، التي لم يجد المراقبون تفسيرًا منطقيًا لها، لأن ما قام به هؤلاء يتناقض من حيث المبدأ مع الدعوة إلى الإنسحاب من الساحات، إلاّ إذا كان ثمة من لا يتقيّد بتعليمات السيد، وهو أمر مشكوك فيه، وذلك إستنادًا إلى تجارب سابقة، حين تمّ التعرض لسيد المقاومة بكاريكاتور على إحدى محطات التلفزة.

ما يهمنا في كل هذا أن السيد نصرالله بدا بالأمس واثقًا من المعلومات التي لديه، والتي تتحدث عن مؤامرة تستهدف البلد، وهو أمر بمنتهى الخطورة، خصوصًا أنه تراجع عن حديث له منذ أسبوع عندما أكد أن لا مؤامرة وراء الحراك الشعبي النظيف.

في منطق الأشياء فإن ما تحدّث عنه سماحة السيد له دلالات خطيرة، ولا بدّ من أن يكون محور إهتمامات القوى الأمنية، ومن بينها الجيش، الذي يُعتبر صمام الأمان للإستقرار، وعدم السماح بجرّ الساحة اللبنانية إلى الإقتتال الداخلي، بعدما نأى لبنان بنفسه عن حرائق المنطقة لسنوات طويلة، على رغم مشاركة "حزب الله" بالحرب الدائرة في سوريا، وقد نجح اللبنانيون بوعيهم في تجنيب الساحة الداخلية ترددات زلازل المنطقة، وبالأخصّ الزلازل السورية، وبعدما قضى الجيش على الإرهاب على حدوده الشرقية وردّ أذاه عن الداخل اللبناني.

فما دام الجيش، ومعه القوى الأمنية الأخرى، على جهوزية تامة، لحماية السلم الأهلي ومسيرة الإستقرار العام فلا خوف من شبح الحروب الآتية من الخارج، ولا من التهويلات الداخلية، لأن ما شهدناه، على مدى الأيام التسعة في الساحات النظيفة، من وحدة وطنية لا مثيل لها خير دليل إلى أن اللعب على الوتر الطائفي لم يعد يجدي نفعًا وبات عملة غير رائجة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى