أخبار عاجلة

حزب الله يشيطن الإحتجاجات.. وسيّده : أنا مرشد الجمهورية

حزب الله يشيطن الإحتجاجات.. وسيّده : أنا مرشد الجمهورية
حزب الله يشيطن الإحتجاجات.. وسيّده : أنا مرشد الجمهورية

بالشكل بدت لافتة إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله وإلى جانبه العلم اللبناني للمرة الأولى، وبخلفيّة غاب عنها علم "حزب الله" خلافًا لصورة مؤتمره الصحافي في مناسبة أربعينية الحسين صباحية اليوم الثالث من الإحتجاجات، بحيث أطلّ في حينه وخلفه خريطة بالأحمر الدامي تظهر بلاد ما بين النهرين العراقية، وبلاد الشام السورية، وصولاً إلى شاطئ البحر المتوسط اللبناني. فهل قصد نصر الله من هذه الإطلالة غير المألوفة إلى جانب العلم اللبناني إثبات لبنانيته أم الإيحاء بأنّه الرئيس الفعلي للبلاد ؟

 

مضمون خطابه يشكّل إجابة عن هذا السؤال، بحسب مصدر مراقب، بحيث بدا وكأنّه مرشد الجمهورية اللبنانية، لاسيّما وأنّه حسم مسألة مصير الحكومة والعهد والإنتخابات النيابية بلاءاته الثلاث، وبمعزل عن كلّ الرئاسات والقوى السياسية الأخرى "لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا نقبل بإنتخابات نيابية مبكرة في ظل الظروف الحالية "، خلافًا لما كان الرئيس سعد الحريري قد أعلنه من بعبدا عن استعداده لإجراء انتخابات نيابية مبكرة. كما أنّه تجاوز في خطابه ما قاله الرئيس القوي العماد ميشال عون، في كلمته التي وجّهها إلى اللبنانيين وتحدث فيها عن وجوب تغيير الواقع الحكومي.   

 

ما حصل قبل خطاب نصر الله وبعده من قبل جمهوره في الساحات لا يمكن فصله عن توقيت خطابه، بما يؤشر إلى أنّ الحزب ذاهب باتجاه الترجمة العملانية لمضون خطاب سيّده في الشارع، بما يحقّق إجهاض الإنتفاضة التي أطلق عليها نصر الله صفة " الحراك"، علمًا أنّ هذا الحراك شكّل عدديًا ما يقارب نصف الشعب اللبناني، وكسر حاجز الخوف في بيئة الحزب للمرة الأولى، من خلال تظاهرات غير مسبوقة في صور والنبطية وبعلبك والهرمل، وهو ما تجاهله نصر الله في خطابه ولم يأت على ذكره . قبل موعد الخطاب اخترق مناصرو "حزب الله" صفوف المتظاهرين في رياض الصلح، وحصلت اشتباكات مع المتظاهرين استمرت ساعات وأسفرت عن وقوع جرحى، تدخلت على أثرها قوة مكافحة الشغب للفصل بين الشارعين. وبعد انتهاء خطابه بلحظات انطلقت مسيرات ضمّت مئات الدراجات النارية في كلّ من الضاحية وصور، رفعت أعلام "حزب الله" وصور أمينه العام وكُتب عليها " نحن معك"، كما نزل مئات المناصرين نساءً ورجالًا إلى الشوارع في الضاحية، باللحظة نفسها بعد انتهاء الخطاب رفضًا للتعرض للسيّد واتهامه بالفساد. بما يشير إلى أنّ هذه  المسيرة منظّمة وليست عفوية، وقد تمّ تسريب تسجيل صوتي لأحد الشيوخ في الضاحية يدعو جمهور الحزب عبر مكبّرات الصوت إلى النزول إلى الطرقات دعمًا للأمين العام. ولاقت جبيل التوجه نفسه بتظاهرة داعمة للعهد حملت أعلام "التيار الوطني الحر". وهكذا بدت الترجمة الفعلية لتلويح نصر الله بقلب المعادلات عبر تحريك شارعه. سانده في ذلك "التيار الوطني الحر" في جبيل بتظاهرة داعمة للعهد .

 

لجأ نصر الله إلى أسلوب لطالما دأب عليه "حزب الله" في تخوين الآخر، وذلك من خلال اتهام المتظاهرين بالإرتباط بسفارات وأجهزة مخابرات أجنبية تموّل الحراك الذي لم يعد عفويًا بقوله " في وضعية الحراك الحالية، ما بدأ شعبيًا وعفويًا وبدون استغلال أو تدخل سفارات الآن بنسبة كبيرة لم يعد كذلك، وهناك تجمعات ومؤسسات باتت معروفة وهناك تمويل، وهناك شخصيات وجهات ترتبط بشكل قطعي بسفارات أجنبية وهم من أفسد الفاسدين".

 

 ولعلّ الرسالة الأقوى التي مرّرها نصر الله  " نحن الطرف الأقوى في  المعادلة الداخلية " فعن أيّ قوة تحدّث نصرالله، هل هي القوّة العسكرية ، السياسية أم الشعبية ؟ وكيف سيستثمر هذه القوّة لمواجهة ما يعتبره مؤامرة على المقاومة والبلد، ولأجل حماية البلد من الفراغ  وتداعياته؟  وعن تحذيره من أن تؤدي الاحتجاجات إلى حرب أهلية، فلماذا ستؤدي التظاهرات إلى حرب أهلية طالما هي سليمة ؟ أسئلة ستجيب عنها الأيام المقبلة، وسط خشية من أن تبقى السلطة في موقع الإنكار للمطالب الشعبية، وفي ظل تكرار سيناريو شارع مقابل شارع. 

 

 

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى