تتزايد التسريبات عبر وسائل الاعلام ويكثر معها الكلام حول "الخطوط الحمراء" في لبنان، فالتعديلات الوزارية غير واردة على الاطلاق، ووجود وزير الخارجية جبران باسيل في موقعه هو قرار لن يتراجع عنه مهما كلف الثمن، الامر الذي بات يشكّل استفزازا للرأي العام الذي يعبّر عن رفضه لفوقية باسيل بصوت واحد في ساحات لبنان حيث يبدو "معاليه قبلُن كلّن"، وعليه فإن باسيل يتسبب بتعطيل البلاد للمرة الثالثة!
وإذ لفتت مصادر أمنية الى أن التصعيد الشعبي بدا واضحاً ومفصلياً بعد محاولة الجيش اللبناني فتح الطريق بالقوة في منطقة البداوي، معتبرة ان القرار قد حُسم لجهة انطلاق المواجهات من طرابلس، الأمر الذي وبحسب المصادر، صُوّر للمحتجين على شكل رسالة سياسية لا تحتاج الى فكّ رموزها، وان "المحاسبة" بدأت من هُنا، حيث يعي أبناء المدينة أن باسيل "يستوطي" حائطها ويتجاهلها تماما الا حين اضطراره للاستعراض الذي لا ينتهي!
لم تفلح كل محاولات الوزير جبران باسيل بإعادة صبغ طرابلس بالتطرف والارهاب، اذ ان حساباته هذه المرة لم تكن مدروسة بالشكل الكافي، فبدل أن تريحه معركة البداوي المفتعلة من عبء المناشدات، أغرقته في بؤرة الطائفية اكثر فأكثر، اذ تردد اوساط مقربة منه "عسى ان يتعلم المسيحيون من الدم المسلم في البداوي" فخسر الرهان في وطنٍ الجيش فيه بمعظمه شمالي الهوى من عكار الصابرة، التي لم تُمنح جزءا من حقوقها بالإنماء بفعل تسلّط "معاليه" واستخفافه ببعض المناطق في لبنان! لم ينل باسيل من طرابلس التي اختارت بنفسها زعماءها ومن يمثلها وحين خرجت مطالبة بـ "كلن يعني كلن" كان اسمه على رأس اللائحة!
وختمت المصادر بأن طرابلس تريد الدولة، فقد اثبتت للقاصي والداني بانها الراعي لوحدة لبنان، وان الطرابلسيين لن يقبلوا بعد اليوم بأن يكونوا "كبش محرقة" في كل الصراعات الداخلية، ولن تكون هذه المدينة الوحيدة التي تدفع ثمن انتفاضها بوجه التجاوزات التي يمارسها "العهد" طوال ثلاث سنوات، مشيرة الى أن "انكفاء باسيل عن الاضواء منذ مؤتمره الصحافي الاخير الذي عقده مسابقاً عليه رئيس الحكومة سعد الحريري رغبة في نفس يعقوب، خير دليل على أن التحركات الشعبية أصابته بإحباط كبير حين استيقظ على واقع استمر بالتغاضي عنه طويلا، حتى خرج الناس بصوت واحد ليهتفوا "كفّوا عنا يد جبران"!