مرحلة جديدة من المواجهة بين الشارع والسلطة.. والعهد - 'حزب الله' يتعاملان باستخفاف!

مرحلة جديدة من المواجهة بين الشارع والسلطة.. والعهد - 'حزب الله' يتعاملان باستخفاف!
مرحلة جديدة من المواجهة بين الشارع والسلطة.. والعهد - 'حزب الله' يتعاملان باستخفاف!

تحت عنوان العهد - الحزب سيتجاوز عتبة التكليف لربط النزاع في التأليف، كتب شارل جبور في "الجمهورية": دخلت المواجهة بين الشارع والسلطة مرحلة جديدة عنوانها الاتفاق على مرحلة ما بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، على وَقع شارع لم يهدأ منذ اندلاع الانتفاضة في 17 تشرين الأول.

لم يعد خافياً على أحد أنّ الثنائي العهد - "حزب الله" لم يكن مع استقالة الحريري، بل كان يراهن على خروج الناس من الشارع بفِعل التعب والقرف والإحباط والضغط والتوتر والخلافات والانقسامات والمواجهات. وكان قد أعلن صراحة رفضه الحوار قبل الخروج من الشارع، وعاتَب الحريري على خطوته التي جاءت في التوقيت الخطأ بعد أن كانت حماسة الناس قد تراجعت وتقلصت أعداد المتظاهرين، ولكن تقويم هذا الثنائي أو انطباعه ليس في محله، إنما هو يراهن على ذلك.

ومَن رفض استقالة الحكومة على وقع شارع ثائر وغاضب على مساحة لبنان الجغرافية، لن يذهب إلى تأليف حكومة تحت ضغط الشارع وبما يتناسب وما يطرحه هذا الشارع أي حكومة خالية من القوى السياسية، والاستقالة أسهل بكثير من مخاض تأليف حكومة، خصوصاً أنّ تأليف الحكومات يستغرق مدة طويلة في الظروف العادية فكيف في ظل أزمة من هذا النوع يعتبر فيها الثنائي العهد - «حزب الله» أنّ الاستقالة كانت بمنزلة الصفعة والخسارة المدوية له، وأنه ليس بوارد تلقّي صفعة أخرى وخسارة ثانية، بل سيعمد الى ردّ الصاع صاعَين وتحويل الخسارة انتصاراً، الأمر الذي يؤشّر بوضوح إلى انّ مخاض التأليف سيكون طويلاً مبدئياً.

والخطأ الذي يقع فيه هذا الثنائي أنه يتعامل مع الانتفاضة الشعبية باستخفاف، ويصوِّرها بأنها مجرد موجة عابرة وهَبّة عاطفية زائلة، ويرفض الإقرار بوجود تحوّل في الاجتماع السياسي اللبناني، ويعتبر أنّ اللبنانيين ما زالوا على خياراتهم التي أفرزتها الانتخابات النيابية، وربطاً بكل ذلك يسمح لنفسه بعدم التجاوب مع إرادة الناس في التغيير، ولو أنه يعترف ضمناً بوجود تحوّل في المزاج الشعبي، لكنه يرفض استجابة صوت الناس، على طريقة الأنظمة الديكتاتورية، وهذا ما يفسِّر شَيطنته للجزء الأكبر من هذا الحراك وتصويره بالمؤامرة التي تحوكها السفارات وتحرّكها، وبالتالي مَن رفض الاستقالة تجاوباً مع مطالب الناس لن يشكِّل حكومة تشبه هؤلاء الناس الذين يطالبون بحكومة خالية من القوى السياسية.

وفي موازاة كل ذلك يتذرّع "حزب الله" تحديداً بأنّ المخاطر السياسية التي تحدق بالبلاد في ظل التطورات والتحولات الخارجية تستدعي حكومة سياسية وليست تكنوقراطية، وفي أحسن الأحوال حكومة سياسية مطعّمة باختصاصيين او تزاوج بين الاثنين، والسبب هو تَمسّكه بالبقاء في الحكومة التي تشكّل له مظلة شرعية يريد استمرارها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟