أخبار عاجلة
أعراض فقر الدم -

مشاهدات من أطراف ساحة 'النور' في طرابلس.. خليّة نحلٍ لا تهدأ! (صور)

منذ اندلاع احتجاجات "ثورة 17 تشرين الأوّل" التي عمّت مختلف المناطق اللبنانية، خطفت مدينة طرابلس الأضواء لتصبح منذ الأيام الأولى "عروس الثورة" بعدما أثبت الطرابلسيون أنّهم شعبٌ حيّ محبٌّ للحياة، يعرف كيف يطالب بحقوقه من دولة حرمته منها لسنوات لأسباب "معلومة – مجهولة".

بالنسبة لأبناء طرابلس، ما قبل ثورة 17 تشرين الأوّل ليس كما بعدها، فطرابلس جذبت أنظار وسائل الإعلام إليها سواء المحلية أو العربية وحتّى العالمية، حتّى أنّها تحوّلت إلى "قبلة" للثوّار من مختلف المناطق الذين توجّهوا إليها للمشاركة بتظاهرتها المركزية التي تتّخذ من ساحة "النور" مسرحاً لها.

الثورة في طرابلس بقيت مستمرّة، ولم تُحبط استقالة الحكومة عزيمة أبناء المدينة، الذين يدركون أنّ معركتهم طويلة ولا تقتصر على إسقاط حكومة والإتيان بأخرى، بل باتوا يعتبرون أنفسهم أمام مسؤولية حماية ثورتهم ومواكبة مراحلها التالية وأطرها الدستورية والقانونية لتحقيق المطالب التي وحّدت الشعب اللبناني خلفها.

باتت الثورة في طرابلس أشبه بـ"كرة ثلج" تكبر يوماً بعد يوم، فلم يعد تجمّع المواطنين في الساحة يقتصر على ترديد الهتافات والأغاني الوطنية والثورية، بل تحوّلت أطراف ساحة "النور" إلى خلية نحلٍ لا تهدأ يحرّكها الثوار من كافة الإختصاصات والمجالات عبر خيمٍ متنوّعة تشمل حلقات نقاشٍ وحوار، وأنشطة ثقافية وتوعوية مختلفة.


"مدرسة المشاغبين"

فهنا خيمة "مدرسة المشاغبين"، التي يقول القيّمون عليها إنّهم استوحوا فكرتها من المسرحية المصرية الشهيرة والتي تحمل الإسم نفسه، وهي تشكّل مساحة للنقاش والحوار بشكلِ مواد مدرسية منها الإجبارية كـ"كيفية حماية وتعزيز الإنتفاضة"، ومنها الإختيارية التي تتناول ملفات ومواضيع مختلفة مرتبطة بسياق الأحداث الجارية.

 

مكتبة الثورة
وهنا "مكتبة الثورة"، وهي مبادرة أتت بشكلٍ عفوي، بحسب القيّمين عليها، الذين تعرّفوا إلى بعضهم خلال الثورة.
وتشير الشابة وسام طيار لـ"لبنان 24" إلى أنّها أحضرت وصديقتها كتباً لقراءتها في الساحة وسط حالة الترقّب التي تلت إعلان الرئيس سعد الحريري استقالة الحكومة، "وخلال الحديث بيننا ظهرت هذه الفكرة فقمنا بإنشاء هذه المكتبة الصغيرة وأحضرنا كتباً من مكتبنا الخاصّة إضافة لتبرّع عددٍ من الأصدقاء بكتبهم للمكتبة".

وبحسب الطيار، فإنّ الهدف هو إجراء نوعٍ من تعبئة ثقافية وتوعوية مواكبة للثورة. 

 

 

"وعّي الثوار"
ومن "مكتبة الثورة" تسير باتّجاه خيمة أخرى تحمل شعار "وعّي الثوار"، وهي خيمة يقول القيّمون عليها إنّها تهدف للمساعدة في توعية المواطنين على الخطوات الدستورية لمسار الثورة، كما تتضمّن عدداً من الكتب السياسية وإجراء نقاشات بشأنها مع زوّار الخيمة. كذلك، تستهدف الخيمة الفئات العمرية الصغيرة، من خلال شرحٍ مبسّط للأطفال حول حقوقهم كمواطنين ومسار الأمور في الوقت الراهن.

 

"ساحة ومساحة"
وتحت شعار "ساحة ومساحة"، استحدث ناشطون مساحة تفتح النقاش بين الشباب حول عدد من المفاهيم السياسية، بوجود ميسّر للحوار يكون من المتخصّصين في الموضوع المطروح، ويقوم بإدارة النقاش وطرح الأسئلة وتصويب بعض المفاهيم لدى المواطنين. 

 


"شباب لطرابلس"

من "ساحة ومساحة" إلى منصّة "شباب لطرابلس"، وهي مبادرة تشمل أيضاً جلسات حوارية ثقيفية وتوعوية، تستقبل ضيوفاً من ناشطين وأساتذة جامعيين ومتخصّصين إضافة لمشاركات من المواطنين، وهي تبثّ مباشرة على أثير إذاعة "الفجر" وعبر منصّة إعلامية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". 
وتهدف المنصّة، بحسب القيّمين عليها، إلى خلق من نوعٍ من الأنشطة التي تجذب المواطنين وتساهم في دفعهم قدماً في ثورتهم وإطلاعهم على الخطوات الدستورية والمسار الذي يجب أن يواكب ثورتهم. 

 

أكشاك وعربات الثورة
من أطراف ساحة "النور" إلى وسطها، تبدو الساحة محاطة بعددٍ كبير من الأكشاك والعربات والبسطات التي تواكب ثوّار المدينة بما لذّ وطاب من مأكولاتٍ ومشروبات وحلويات وغيرها.
فالكعكة الطرابلسية حاضرة بنكهة الثورة، كذلك عرانيس الذرة والترمس، والسحلب والحبايب، والقهوة، ومناقيش الصاج وحلاوة الشميسة وغيرها. ويعتبر أصحابها والباعة هناك أنّهم يساهمون بشكلٍ أو بآخر بدعم الثوار والوقوف مع مطالبهم، وهم في الوقت عينه يحاولون "الإسترزاق" لأنّ عملهم يومي وهم بحاجة لتأمين قوت يومهم وقوت أولادهم وعائلاتهم. 

 

 

 

المصدر: خاص "لبنان 24"

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى