حركة بلا بركة على خط التكليف والتأليف... ترقب لكلمة عون وتحرك فرنسي قريب لحل الأزمة

حركة بلا بركة على خط التكليف والتأليف... ترقب لكلمة عون وتحرك فرنسي قريب لحل الأزمة
حركة بلا بركة على خط التكليف والتأليف... ترقب لكلمة عون وتحرك فرنسي قريب لحل الأزمة
تتجّه الأنظار مجدداً الى الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الثامنة مساءً اليوم لمناسبة عيد الاستقلال وما إذا كانت ستحمل جديداً عن الأزمة الحكومية بما يفتح الباب على تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة للتكليف بعد طول تأخير لهذا الاستحقاق. وعلمت "اللواء" ان كلمة رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال تتناول التطورات الراهنه والوضع الحكومي والمأمول من المرحلة المقبلة والحراك الشعبي لكن المصادر لم تؤكد ما اذا كان الرئيس عون سيطلق موعد الاستشارات النيابية الملزمة ام لا.
وسط هذه الأجواء، ربط مصدر مطلع عبر "اللواء" بين اللقاء الرئاسي الثلاثي غداً على هامش احتفال قيادة الجيش اللبناني في اليرزة لمناسبة ذكرى الاستقلال، وتحديد موعد الاستشارات الملزمة، من زاوية الاتجاه لتشكيل حكومة من لون سياسي واحد.

الاتصالات: مكانك راوح
وسط هذه الأجواء، يبقى الرهان على تحرك سياسي في الساعات المقبلة من خلال اعادة تحريك المحركات الخامدة وتشغيل الاتصالات بين بعبدا و"بيت الوسط" من جهة، وبين "بيت الوسط" والثنائي الشيعي من جهة اخرى بحثاً عن خيط واه لانطلاق الحلّ. وتفيد المعلومات أنه على رغم تجدّد الاتصالات عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، فإن أي تقدم أو تغيير لم يحصل بعد في الكباش القائم حول الصيغة الحكومية العتيدة أي بين صيغة حكومة التكنوقراط التي يتمسّك بها الرئيس الحريري وصيغة الحكومة التكنوسياسية التي يتمسّك بها العهد وتياره والثنائي الشيعي.

وتحدثت المعلومات لـ"اللواء" ان الاتصالات الجارية حالياً بين الاطراف تتركز حول مجموعة من الاسماء التي يمكن ان تكون مقبولة من سائر الاطراف المعنيين بتشكيل الحكومة لتكليفه تشكيل الحكومة، الى جانب الاتصالات حول تسهيل التأليف.علما ان ثنائي "امل وحزب الله" لا يزالان متمسكين بتكليف الحريري لتشكيل حكومة تكنو- سياسية، وقد لفتت مصادر "الأخبار" الى انه يتم التداول اليوم باسمين لرئاسة حكومة تكنوسياسية، من دون أن يكونا من ضمن الوجوه السياسية البارزة بل أقرب الى المجتمع المدني.

بري يسعى بثقله للخروج من الأزمة
وفي السياق الحكومي، قالت مصادر نيابية لـ"اللواء" ان الرئيس نبيه بري يسعى بثقله للمساهمة في ايجاد المخارج للأزمة، انطلاقا من مؤشرات خارجية مقلقة لديه. بري الذي التقى أمس نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وبحث معه الشأن الحكومي حمّله مجموعة من المقترحات وهذا ما بدا واضحاً من غياب الأخير عن السمع وقد علمت "اللواء" بعد اتصال به، انه انهمك في عقد لقاءات بعيدة عن الاضواء، في ظل معلومات تفيد انه ربما يقوم بمسعى في اطار الملف الحكومي بتكليف من بري.

باريس والتحرك الداعم
وسط هذه الأجواء، أكّدت مصادر وزارية لـ"الأخبار" ان المعلومات الواردة من العاصمة الفرنسية باريس تشير إلى ان قصر الإليزيه بصدد إرسال مبعوث جديد إلى لبنان، من أجل بحث إمكان القيام بمبادرة "إنقاذية" على المستوى الاقتصادي. وقالت المصادر إن الفرنسيين يبدون مهتمين بعدم حدوث انهيار، خشية من موجة لاجئين إلى أوروبا، وخوفاً على نفوذهم السياسي في هذه المنطقة من العالم، وعلى قواتهم العاملة في الجنوب ضمن قوات الطوارئ الدولية، فضلاً عن استثماراتهم في النفط والغاز كما في مشاريع "سيدر". وبحسب المصادر، فإن مسعى فرنسياً من هذا النوع، لا يمكن ان يتم من دون موافقة أميركية وبريطانية.

ونقلت "النهار" عن مصادر طلبت عدم ذكر اسمها من أن زيارة مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو لبيروت أخيراً كانت في الدرجة الأولى استطلاعية ورسالة دعم وللمطالبة في ظل الوضع الخطير الذي يمر به لبنان بتشكيل حكومة اختصاصيين لاتخاذ القرارات الضرورية لتطبيق الاصلاحات وللاستجابة لمطالب الشارع اللبناني.

وكرّرت المصادر أن باريس لا تريد التدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية ويعود الى اللبنانيين أن يتوافقوا في ما بينهم لإخراج حكومة من عنق الزجاجة وذلك لإيمان الفرنسيين بسيادة لبنان وعدم رغبتهم في التدخل في شؤونه الداخلية.

وأفادت أن جولة فارنو أتاحت معرفة مواقف جميع الأطراف على الساحة الداخلية بالنسبة الى الحلول السياسية والاقتصادية، وأن فرنسا هي باستمرار "على السمع" وتتابع التطورات.

وقد عرضت نتائج الزيارة خلال الاجتماع الذي عقد أول من أمس في وزارة الخارجية الفرنسية بين ممثلين لفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا واعتبر المجتمعون أنه يعود الى اللبنانيين التحرك لأن البلد يمر بوضع متأزم كبير اقتصادياً وسياسياً وأن الشارع يرفض النظام الحالي.

ويعود الى الطرف الفرنسي الذي تولى هذه المبادرة وفي سياق جولة فارنو، حشد شركاء فرنسا والمجتمع الدولي لتأمين حل للازمة. وستجري باريس اتصالات مع حلفائها الدوليين والاقليميين لهذا الغرض علماً أن لا خلافات تذكر بين الأطراف الدوليين، ولا سيما منهم الفرنسي والأميركي، حول الحلول على رغم أن لكل طرف حساسيات خاصة به. ومع أن الحل المنشود يتطلب التحرك بسرعة فإن الدوائر الديبلوماسية لا تزال في مرحلة التفكير في سبل الدعم من أجل تحريك عملية الاستشارات وتأليف الحكومة من خلال اعادة الثقة بين جميع الأطراف. وتأمل باريس في عدم حصول أي قمع للحراك شعبي. وتعتقد باريس انه يستحسن أن يكون الفريق الحكومي الجديد من اختصاصيين غير تابعين لأحزاب سياسية وأن يحوز ثقة الجميع وأن يعمل بسرعة من أجل اقرار الموازنة والبدء بالاصلاحات الضرورية التي تحتاج الى تمويل كالقضاء مثلاً. ذلك أن الدول المانحة لن تقدم الى لبنان شيكاً على بياض وهو في حاجة ماسّة الى تمويل دولي وهذا يقتضي من الحكومة التزام برنامج اصلاحي يطبق.

وترى باريس أن حكومة مواجهة ستزيد الوضع تأزماً ولن تحل المشكلة.

وفي هذا الاطار، ستقوم باريس بدور المسهل وهي تتابع عن كثب الأحداث وتأمل في عدم التصعيد الأمني لأن ذلك سيؤدي الى مزيد من التأزم الاقتصادي والمالي. وتأمل في التوصل الى حلول خلال الأسابيع المقبلة.

وطرحت بعض الأفكار للمساعدة، منها دعوة الى عقد مؤتمر للدول الداعمة للبنان، لكنها حتى الآن لم تتعد الفكرة، ولم يحدّد بعد على أي مستوى يمكن ان يعقد هذا المؤتمر، فالأمر مرهون بالتطورات الداخلية وأبرزها تشكيل الحكومة.

لفتت المصادر لصحيفة "الأخبار" في هذا الاطار، إلى أن من المبكر الحديث عن نتائج قبل انطلاق المبادرة.

روسيا على الخط
وعلى الصعيد الدبلوماسي ايضاً، يلتقي في موسكو ظهر اليوم مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان المسؤول في الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف للتباحث في الوضع اللبناني، ونقل رسالة من الحريري إلى القيادة الروسية.

وفي السياق الدبلوماسي، نقل عن مصدر دبلوماسي بأنه لا مصلحة لأحد في عدم استقرار لبنان، لا محلياً ولا دولياً، وتحدث عن عقد اجتماع دولي حول لبنان قد يحصل خلال أسابيع، ولكنه لن يكون مرتبطاً بتشكيل حكومة.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان