تصاعدت خطوات الحراك المدني، وعلم أن اجتماعات تعقد الليلة بين الكوادر لإقرار خطة طريق الإستشارات النيابية المقررة في القصر الجمهوري بعد غد الاثنين، ومن بينها دعوة الشعب اللبناني إلى عصيان مدني، يمتنع بموجبه اللبنانيون عن دفع كل الفواتير ومن بينها الكهرباء والهاتف، وكذلك الأقساط المدرسية، وأيضا القروض الشخصية في المصارف، إضافة إلى النزول على الأرض، وقطع الطرق المؤدية إلى قصر بعبدا صبيحة الاثنين، على أن يبدأ التحرك مساء غد الأحد في الساحات.
وحتى الآن لم تحسم الكتل النيابية موقفها من تسمية سمير الخطيب، والاجتماعات قائمة لتقرير المواقف النهائية. وفي رأي أوساط سياسية، أنه حتى لو حاز الخطيب على الأصوات المطلوبة من النواب للتكليف، فإن الثقة بحكومته لن تكون، في ظل امتناع الحراك عن المشاركة في الحكومة. وسيصدر الحراك بيانا يحذر فيه كل من يوافق على الاشتراك في الحكومة من أنه سيعتبر خائنا للثورة.
في هذا الوقت، ينشط الرئيس سعد الحريري لتأمين فتح الدول الكبرى اعتمادات لتأمين الغذاء والسلع للبنانيين. كما ينشط باتجاه إنجاح عقد اجتماع المجموعة الدولية في باريس يوم الأربعاء المقبل. وثمة من يسأل من سيمثل لبنان في هذا الإجتماع: الحريري بصفته رئيسا لحكومة تصريف الأعمال، أم وزير الخارجية في هذه الحكومة جبران باسيل، مع وصول معلومات ديبلوماسية بأن الدول التي ستشارك في الاجتماع، ما زالت على اتصال بالرئيس الحريري حتى الآن؟.
في غضون ذلك، حالة من الهلع شغلت ساحة رياض الصلح مساء اليوم، إذ عمد أحد المتظاهرين إلى إحراق نفسه، وسط الحشود التي كانت موجودة في الساحة. وتمكن المتظاهرون من مساعدته وإخماد الحريق. وحسب شاهد عيان، يتراوح عمره بين 50 و60 عاما. ومنذ الصباح عمد المتظاهرون في الساحة إلى منعه، ووعدوه بتقديم المساعدة له ولأطفاله، إلا أنه استخدم مادة البنزين وأضرم النيران بجسمه فجأة. وعمل عناصر من الصليب الأحمر على إسعاف المتظاهر ونقله الى أحد المستشفيات.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
أسبوع حافل ينتظره اللبنانيون، ببعديه الداخلي والخارجي. في بدايته استشارات نيابية ملزمة، لاختيار الشخصية التي ستكلف بتشكيل الحكومة. وفي وسطه مؤتمر لداعمي لبنان، بدعوة من الأم الحنون.
على مستوى الاستشارات، يفترض أن يكون الرئيس المكلف قد أعلن اسمه من منصة قصر بعبدا بحلول مساء يوم الاثنين. لكن طريق التكليف ليست مزروعة بالورود والرياحين، وباب المفاجآت يظل مفتوحا على احتمالات قد يكون بعضها مأخوذا في الحسبان، وقد لا يكون. فهل إن التخوف مشروع مثلا من إمكان تحول يوم الاستشارات إلى يوم تصعيد حراكي على الأرض، يعطل هذا الإجراء الدستوري الذي يسبق تسمية الرئيس المكلف؟.
على أي حال، فإن الكتل النيابية تكثف اجتماعاتها ومشاوراتها في الساعات الفاصلة عن موعد الاستشارات، لحسم موقفها بشأن الاسم الذي سيختاره كل منها. وفي هذا الشأن، قال الرئيس نبيه بري إنه في الأساس كان سيسمي الرئيس سعد الحريري أو الشخصية التي يدعمها لتشكيل الحكومة وبما أنه، أي زعيم تيار "المستقبل"، يدعم سمير الخطيب فإن رئيس المجلس وكتلة "التنمية والتحرير" سيسميان الأخير.
الرئيس بري شدد أيضا على أن الضرورة الملحة باتت تحتم إدخال البلد إلى حوار الإنفراج، عبر التعجيل في تشكيل حكومة طوارئ إنقاذية.
تشكيل الحكومة، يبدو واحدة من المقدمات المحلية الضرورية، لملاقاة الحركة الخارجية التي أطلقتها فرنسا من البوابة الاقتصادية، عبر الإعلان عن مؤتمر لداعمي لبنان يوم الأربعاء المقبل، كخطوة تتداخل أبعادها الاقتصادية والسياسية. وأغلب الظن أن هذه الخطوة، حمالة دلالات على أن البلد الصغير ليس متروكا لقدره، بل ما يزال يحظى ببعض العطف الدولي.
لكن لبنان الذي يطلب أن تساعده مجموعة الدعم الدولية، عليه مساعدة نفسه أولا. وفي الاطار، رأى جنبلاط أن لا حل إلا بتكليف حكومة تكون وفق أصول الطائف والدستور, وأكد أنه لا يريد دخول حكومة أطاحت بالحد الأدنى من كل الأسس الدستورية التي يمارسها البعض حتى الآن.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
في دائرة الانتظار الثقيل يقف لبنان، وقبيل الاستشارات النيابية المقررة الاثنين لاختيار رئيس للحكومة، تتقلب السيناريوهات وتتعدد الاحتمالات، تحت تأثير تقلب النوايا والبيانات، والتسريبات والاشاعات وحتى التهويلات.
وما ستحمله الساعات الفاصلة عن الاثنين من لقاءات ومشاورات، كفيلة بايضاح المشهد الذي سيؤول إليه الواقع الحكومي. فيما واقع التلميحات يؤشر إلى تقلب النوايا وتحريك الشوارع والخلايا، والاستفادة من الوقت للضغط، من دون الالتفات إلى أحوال اللبنانيين ومصيرهم.
رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد دعمه مرشح الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة المهندس سمير الخطيب. والنائب السابق وليد جنبلاط، الذي تنبأ بايام صعبة وأكثر قساوة، طالب بما سماه الحد الأدنى من الأصول الدستورية بالتشكيل. فيما شكل التصريح "القواتي" كان أكثر وضوحا مع رئيس جهاز التواصل والاعلام، الذي تنبأ بعصيان مدني وإشعال الشارع إذا حصلت الاستشارات، وتم تكليف سمير الخطيب، بل أضاف إلى التهويل تهديدا بأن الخطيب لن يدخل السراي إلا بالقوة.
استعراض القوة هذا، ومعه بيانات الحرم العائلي والمناطقي، لم يغيروا بخيار سمير الخطيب، الذي لا يبني موقفه وخياره على معلومات تنشر في الصحف أو أخبار تتناقلها الصالونات، كما قالت مصادر مقربة منه، بل إن أي موقف سيتخذه يستند فيه إلى ما يسمعه مباشرة ممن طرحوا اسمه لهذا المنصب والتزموا بتسميته لهذه المهمة، وأولهم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري.
في العراق، انعطفت الأزمة إلى منحى خطير، مع ما أعلن عن استهداف منزل السيد مقتدى الصدر في النجف الأشرف بطائرات مسيرة. وحتى تكشف التحقيقات الظروف والملابسات، فإن مسار الطائرات المسيرة التي استهدفت العراق مؤخرا، أوصل إلى مدارج أميركية واسرائيلية، على ما أكدت التحقيات الرسمية.
فمن يريد إيصال الأمور في العراق إلى هذا الحد الخطير اليوم؟، ومن يستغل الضبابية التي تخيم على سمائه، لاحراق أرضه وأهله في فتن لا تطاق؟، فهل سمع العراقيون تصريحات وزير الخارجية الأميركية ومساعديه؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
الاثنين، استشارات نيابية يكاد مجرد اجرائها يطغى على من سيكون رئيسا مكلفا. للمرة الأولى منذ الطائف، لا يكون هناك اسم مرشح موفور الأصوات وافر الحظوظ. كانت الاستشارات في السابق، أشبه بطقوس سطحية ومراسم شكلية. كانت المعركة تدور في السابق حول عدد الأصوات التي سينالها الرئيس المكلف، بعد انتخاب رئيس الجمهورية وبعد الانتخابات النيابية، لغايات سياسية ولأهداف شعبية وحسابات داخلية وحتى خارجية.
في السابق، كان الاسم مألوفا والخيار معروفا. هذه المرة الأمر مختلف: هناك اسم معلن، ويمكن أن يكون هناك اسم مضمر. كان الأمر في السابق عبارة عن اعلان النتيجة قبل انتهاء السباق، هذه المرة السباق على المنخار بين خيال وخيال. يمكن للخيال أن يتقهقر، ويمكن أيضا للخيال أن يتصدر والعكس صحيح.
الاثنين أيضا ستبدأ الاستشارات بجو معين يمكن ان يبنى عليها، لتنتهي بتوجه معين، ويمكن أيضا أن يحصل العكس. الاثنين ستكون الطريق إلى بعبدا سالكة ومؤمنة وآمنة، كما دائما. الاجتماع الأمني- العسكري الذي حصل في اليرزة منذ فترة، أكد وشدد على عدم اغلاق الطرقات، والحدث المنتظر الاثنين لا يحتمل أي تأجيل أو تعديل، أو فرض أجندات من خارج الرزنامة الملحة التي تفرضها الأزمة المالية، الاقتصادية، المعيشية، السياسية الملحة.
الاثنين استشارات غير معروفة النتائج وغير مضمونة أي مرشح سيكون، لكن الأكيد أن ختام هذا النهار قد يؤشر لبداية جديدة أو أزمة مديدة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
ساعات طويلة مشدودة ومتثاقلة ومصيرية، تفصلنا عن قبل ظهر الإثنين، الموعد المفترض لإجراء الإستشارات الملزمة لاختيار رئيس مكلف لتشكيل الحكومة العتيدة. مشدودة ومتوترة لأن الطباخين التقليديين للحكومات، الذين خبروا ألاعيب وتكتيكات بعضهم البعض، فوجئوا ومن حيث لا يتوقعون، بالرئيس سعد الحريري يستخدم الأسلحة التي طالما استخدموها للايقاع به لجره إلى ملاعبهم وأمام جمهورهم. فالرئيس الحريري الجديد، تعاون على تحقيق حوائجه وأهدافه بالكتمان والضبابية، حتى وإن لم يملك بالضرورة تكتيكا أو استراتيجية محددة، للخروج من الحكومة منتصرا أو للعودة إليها بشروطه.
التكتم إذا، مدعوما باصرار نادر وغير معهود، أحبط أساليب الثلاثي المهيمن: الثنائي الشيعي، و"التيار الحر"، والحلفاء، ما صعب على فريق العهد اعتماد خطة واضحة للمواجهة، انعكس ضياعا على متتبعي الطبخة الحكومية، الذين وجدوا أنفسهم أمام أكثر من خمسة أو ستة سيناريوهات متضاربة ليوم الاستشارات، ليس أقلها واقعية تأجيلها، انقاذا لماء معظم الوجوه السياسية المعنية.
وإذا رسمنا خريطة بسيطة لواقع المرشحين الأبرز لتولي التكليف، وللقوى السياسية المعنية بالطبخة، فإننا نجد أن الرئيس الحريري هو الأقوى، لأنه مدعوم بوضوح من ثلاثي سني قوي، الناس والسياسيين ورجال الدين، فيما يفتقر سمير الخطيب لهذه الورقة، بحيث أنه إن اختير للموقع، فإنه سيكون رئيس حكومة بعض الطوائف من دون طائفته.
إضافة إلى ذلك، لقد كشف الرئيس الحريري "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، إذ حول الأكثرية النيابية التي يملكانها إلى أكثرية عددية فاقدة للميثاقية والمشروعية، وهذا تجلى بالمواقف المترددة للثنائي.
في السياق، موقف مماثل لكتلة "المستقبل"، حيث أعلن عدد من نوابها رفضهم تسمية الخطيب، إضافة إلى غضب ينتاب الكتلة بأكملها، بعد وضعها في رأس جدول الاستشارات صباح الاثنين، لإحراجها لمعرفة من ستسمي.
في أي حال، المعركة حامية بين أهل السلطة، لكن الكلمة الفصل هي للثوار الذين أوصلوا الرسائل طيلة خمسين يوما، وسيوصلون الأحد والاثنين الرسائل الأقوى، فإما أن تشكل الحكومة التي يريدون، أو أن الفوضى ستستمر.
وفي توقيت ملتبس ودقيق، تنعقد المجموعة الدولية لدعم لبنان الأربعاء في باريس، في وقت يقع لبنان بين زمنين: حكومة راحلة غير مسؤولة، ورئيس مكلف لا يملك عدة الشغل، وموقف المجموعة واضح: نحن لا نشترط اسما محددا لترؤس الحكومة، لكن على الحكومة المقبلة، رئيسا ووزراء، أن تلبي طموحات اللبنانيين المنتفضين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
عذرا أيها الملائكة الصغار، أنتم أطفال الشوارع، وأولاد المياتم، العائشين خلف جدار المحرمات والفقر والجوع الذي خنق طفولتكم.
عذرا، لأننا تحولنا وحوشا بشرية، نستذكركم خلال الأعياد، وننساكم كل أيام السنة، إلا اذا تسللت الفظائع التي ترتكب في حقكم إلى مسامعنا، فتنتفض انسانيتنا، وتعلو أصواتنا لتعود وتذوب في يومياتنا، فننساكم مجددا.
عذرا، لأننا تحولنا وحوشا بشرية، تتحدث ومن عمق وجعكم، عن وساطات وتدخلات وتلاعب في الملفات، لصالح فئة دون أخرى، أو قاض دون آخر، أو حتى تتحدث عن تضارب الصلاحيات بين قضاء وآخر.
عذرا، لأننا نسينا أن الأهم حمايتكم ورعايتكم، لأننا قبلكم سمعنا الكثير عن تجاوزات في حقكم، أهملت أو خبئت في جوارير النسيان، فأنتجت المزيد من المآسي.
عذرا، لأننا دائما نتسرع، فنتبنى سيناريوهات تطال حياتكم أو نرفضها، تحت شعار حماية الدين ورجاله أو رفضا لحماية لدين ورجاله، فيما المطلوب، تطبيق القوانين وترك القضاء، والقضاء وحده، للتحقيق بدقة وتجرد وموضوعية في جرائم قد تكون ارتكبت في حق أطفال، همشتهم الحياة، وجئنا نزيد أوجاعهم أوجاعا.
هذا القضاء، مطالب قبل كل شي، قبل البحث في الفساد والمفسدين، والأموال المنهوبة، أن يكشف كل ملفات التبني غير الشرعي في لبنان، والاتجار بالبشر، لأن كلنا يعلم أن بيننا جمعيات وهمية، تعمل من دون حسيب او رقيب، وبيننا تجار بشر، يبيعون الأطفال في الداخل وإلى الخارج، ويرشون من يصدر الوثائق الثبوتية من المستشفى حيث الولادة، إلى المختار، إلى المحامي، إلى دار الرعاية، إلى مزور وثيقة السفر.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
سمير الخطيب يصارع رئاسة وشارعا لكنه، ووفق معلومات "الجديد"، مستمر في الترشح ولم ينسحب، وملتزم استشارات الاثنين ما دامت في موعدها. وبيوم ونصف اليوم، سيتحدد مدى قدرته على الاستمرار، بعد ضخ جرعات من التنفس الصناعي في لقاء جمعه اليوم بالرئيس سعد الحريري وسيجمعه مرة ثانية غدا الأحد.
وعلى اجتماع "بيت الوسط"، قرعت أصوات للمحتجين في قلب العاصمة، ومن "أحلى بيوت راس بيروت". والصوت البيروتي يترافق والصمت الأزرق الرسمي، الذي امتنع عن تقديم دعم رسمي واضح للرجل القادم إلى مهمة أقرب إلى المغامرة. وهذا الإحجام المترافق وعدم رفع آذان عصر التأييد من دار الفتوى، تقابله أيضا انشقاقات موضعية في تيار "المستقبل"، كإعلان أبو العبد كبارة عدم مشاركته في الاستشارات ما لم يكن الحريري مرشحا لها.
وإذا كان تيار "المستقبل" سيشهد خروقا محدودة، فإن "التيار الوطني" سيكون حرا هذه المرة، لاسيما بعدما ارتفع عدد النواب الذين لن يسموا الخطيب للحكومة، وأعلن النائب الان عون ترك الخيار مفتوحا أمام النواب.
والأبعد من مواقف التأييد وسحبه، فإن هناك من يراهن على سيناريو مشابه لجلسات مجلس النواب، وعلى سقوط الخطيب قبل أن يتمكن من الوصول إلى قصر بعبدا. وأمل أرفع من هم في السلطة، سيجد مخرجا لتأجيل الاستشارات تقدمه تظاهرات من قلب الحراك، قد تخدم السلطة هذه المرة، إذا ما طوقت القصر بالاحتجاجات، وعمدت الى قطع الطرقات منعا لوصول النواب.
وبموجب خطة قطع الطريق، فإن المتظاهرين سينتشلون القلقين من قلقهم. وسوف يساعدون النواب على قطع شكهم باليقين. ويساهمون في تسديد خدمة للقصر، الذي يفتح أبوابه لاستشارات ملزمة دستوريا، ومكرهة سياسيا.
وبما أن قطع الطرقات سيصل إلى هدف السلطة، فربما وجب على المتظاهرين لأحد أحد أن يعلنوا انسحابهم من طريق بعبدا، فهناك ساحات أخرى تنتظر صوتهم ورأيهم ومطالبهم. وإذا كنتم شعبا متظاهرين متضامنين لا تؤيدون سمير الخطيب، فالسلطة أيضا تتشقق في التأييد.. ولتكن مبادرة السقوط على أياديهم.