المنية أمام ساعات مفصلية.. و"العزم" يستعدُّ للمواجهة

المنية أمام ساعات مفصلية.. و"العزم" يستعدُّ للمواجهة
المنية أمام ساعات مفصلية.. و"العزم" يستعدُّ للمواجهة

كتب عمر ابراهيم في "سفير الشمال": اكتمل أو يكاد مشهد المواجهة الإنتخابية في المنية التي كانت سجلت أعلى نسبة مرشحين في لبنان مع إقفال باب الترشيحات (23 مرشحاً)، حيث بدأت ملامح تلك المعركة تتجلى على الأرض، بعد إعلان لائحة "المستقبل" عن اسم مرشحها، واتِّضاح الصورة لدى معظم اللّوائح بإستثناء لائحة "العزم"، التي تنشط الاتصالات واللقاءات على خطِّ المعنيين فيها لوضع اللمسات الأخيرة المتعلقة باسم مرشحها في المنية، حيث بدأت أسهم النائب كاظم الخير ترتفع، بإنتظار ما ستحمله الساعات أو الأيام المقبلة، لا سيما أنَّ "العزم" لم يعلن رسمياً منذ اليوم الأول عن اسم مرشح له في المنطقة على عكس بقية اللّوائح التي سربت العديد من الأسماء والتزمت مع غيرها.

يبدو واضحاً أنَّ المعركة التي يتم الإعداد لها إنطلاقاً من حسابات دقيقة لدى كلّ الأفرقاء السياسيين، ستكون حامية الوطيس، ومن الصعب التكهن مسبقاً باسم الفائز عن هذا المقعد الذي احتفظ به"المستقبل" بدون عناء يذكر منذ العام 2005، تحت تأثير الشعارات السياسية التي كانت سائدة وباتت اليوم من الماضي، فضلاً عن عوامل أخرى تتعلّق بوجود عدد كبير من المرشحين قد لا ينسحب الغالبية منهم، أو يضطرون على مضض بعدما كانوا يمنّون النفس بأنَّهم سيكونون على اللائحة "الزرقاء" الأمر الذي سيجعل موقف البعض منهم محرجاً أمام جمهوره من عائلته ومناصريه.

لم يكن "المستقبل" سابقاً بحاجة إلى العمل كثيراً في المنية لضمان أصوات ناخبيها وحجز مقعدها في البرلمان، لكنَّ أموراً كثيرة تغيَّرت ومنها على سبيل المثال لا الحصر عدم التزام "التيار" تنفيذ وعوده الإنمائية وعدم مكافأة المنطقة على ما قدمته من تضحيات من خلال إنصافها في الوظائف، فضلاً عن مسألة باتت اليوم تشكل عنواناً رئيسياً، وتتعلق باستعادة القرار، وذلك رداً على الطريقة التي اعتمدت في استبعاد النائب الخير، حيث يؤكّد مقربون منه أنّه تعرّض لخديعة لا تنسجم والحدَّ الأدنى من أخلاقيات العمل السياسي، بعدما تمَّ إيهامه بأنّه على لائحة "المستقبل" وجرى الإنقلاب عليه في اللحظات الأخيرة من دون إبلاغه أو إبلاغ أعضاء مكتب "التيار" الذين انتفض العديد منهم وقدموا استقالاتهم.

منذ اللّحظة التي أعقبت "الإنقلاب الأزرق" بدأ النائب الخير يواجه الضغوط في شارعه الذي استفزته الطريقة التي تمَّ التعاطي بها مع نائب المنطقة، ومن بين هذا الشارع من هم على خلاف مع النائب الخير، لكنَّهم تعاطفوا معه ومع أنفسهم في مواجهة ما اعتبروه محاولة مصادرة قرار المنطقة والاستخفاف بأهلها والتعاطي معهم بفوقية سياسية.

البعض راهن على التزام النائب الخير بقرار "المستقبل" والانكفاء عن المشهد السياسي وتجيير قاعدته الشعبية لصالح المرشح البديل، لكنَّ السِّحر انقلب على الساحر وبدا الخير الذي تردّد أنّه رفض عرضاً بتولي وزارة مقابل انسحابه، أكثر إصراراً على المواجهة بعدما أصبح القرار بيد قاعدته ووجهاء من المنية الذين يعملون على حجز مقعد لمرشحهم على لائحة تكون منافسة بقوة للائحة "المستقبل" وهم فتحوا خطوط الاتصال مع الرئيس نجيب ميقاتي، إنطلاقاً من قناعتهم بصعوبة وجودهم في مكان آخر لا ينسجم مع تطلعاتهم ولا مع رؤيتهم لمصلحة منطقتهم التي باتت العناوين الإنمائية فيها تتقدم على الشعارات السياسية.

(عمر إبراهيم - سفير الشمال)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى