هكذا سيردُّ الخير صفعة "المستقبل" - كبارة

هكذا سيردُّ الخير صفعة "المستقبل" - كبارة
هكذا سيردُّ الخير صفعة "المستقبل" - كبارة

كتبت جنى الدهيبي في "المدن": لم يهدأ الاستنفار السياسي والشعبي في منطقة المنيّة، منذ أعلن الرئيس سعد الحريري ترشيح عثمان علم الدين بدلاً من عضو كتلة المستقبل النائب الحالي كاظم الخير. والمعركة الطاحنة التي تشهدها دائرة الشمال الثانيّة، وتحديداً في المنيّة التي يوجد فيها 23 مرشحاً يتنافسون على مقعدٍ واحد، أغلبهم من المحسوبين على تيّار المستقبل، يبدو أنّ معالمها ستتحدد مع التوجه شبه المحسوم إلى تبني الرئيس نجيب ميقاتي ترشيح الخير على لائحة العزم.

الخير الذي كان قد توعد المستقبل بالتحدّي والاستمرار بترشحه بعدما وصف تخلي الحريري عنه بـ"عدم الوفاء"، وقوله "من يصفعني سأرد له الصفعة"، فتح مروحة خياراته على جميع اللوائح المنافسة، فتلقف ميقاتي الوضع في المنيّة، مع ما تبعه من تواصل مباشر بين تيار العزم والخير. وكان آخرها، مفاوضات جرت بين وفود من فعاليات المنيّة والرئيس ميقاتي الذي أبدى ترحيبه بضم الخير إلى لائحته شرط الرجوع إلى مرشحه رئيس بلدية المنية السابق مصطفى عقل.

وقبل وقوع الخلاف بين الخير والمستقبل، كان ميقاتي أمام خيارين عن المقعد السني في المنيّة، وهما: خالد الخير ومصطفى عقل. لكنّ اللمسات الأخيرة للائحة العزم، كانت قد أفضت إلى ترجيح الكفّة لمصلحة عقل، قبل أن تُخلط الأوراق من جديد نتيجة الارباك الذي أحدثه المستقبل بترشيح علم الدين. ما دفع ميقاتي إلى القول أمام الوفد الذي زاره إنه من باب حفظ كرامة المنية وأهلها، وكرامة آل الخير، فـ"إنني لا أقبل أن أضحي بسهولة بمن أتعامل معهم، عنيت الأخ مصطفى عقل. وأتمنى منكم، بكل محبة، أن تتمنوا على عقل أن يأخذ القرار المناسب، لأن في ذلك مصلحة لنا جميعاً".

في الواقع، يبدو أنّ تصريح ميقاتي الذي أوحى للبدء بضمّ الخير إلى لائحته مع الوقوف على خاطر عقل، هو تمهيد لمجيء عقل عند ميقاتي وإعلان قبوله بترشيح الخير بدلاً منه كي لا يقع في "خطأ" المستقبل. وإذا كانت حال الخير وعقل وعلم الدين هي نفسها حال عددٍ كبير من المرشحين الذين ترتفع بورصة أسهم أسمائهم وتهبط، نتيجة الصراع بين اللوائح المتنافسة، تتجه المنيّة إلى معركة حقيقية بعدما كانت منذ العام 2005 جزءاً مهماً من الرصيد السنّي للمستقبل.

عليه، ثمّة توازن جديد فرضته المتغيرات بين المستقبل والعزم في المنية، واحتمال الربح والخسارة أصبح مرجحاً بالتوازي بين الطرفين. لكنّ ما يدعّم حظوظ العزم، هو أنّ الخير له كتلة ناخبة لا تقلّ عن 3 آلاف صوت، إلى جانب دعم عددٍ كبيرٍ من رؤساء البلديات والمخاتير.

والسؤال: هل أخطأ المستقبل في حساباته؟ تشير معلومات "المدن" إلى أنّ القضيّة هي في "ارضاء أبو العبد". ذلك أنّ الحريري قام بـ"ضرب ذكاء" في تخليه عن الخير، لأنّه في الواقع غير متمسكٍ بالمقعد السنّي في المنيّة ولا مانع لديه من خسارته مقابل سعيه لكسب أكبر عددٍ من المقاعد في طرابلس، والهدف كان طمأنة وزير العمل محمد كبارة وتقديم الضمانات له وجعله مرتاحاً في طرابلس.

وكبارة الذي كان يبدي امتعاضه من قيادة المستقبل في الأروقة الداخلية، نتيجة محاولة تجيير الأصوات التفضيلة في دائرة الشمال الثانيّة لمصلحة النائب سمير الجسر ، يبدو الآن أكثر ارتياحاً. وهو ما دفعه إلى سحب طلب ترشيح نجله كريم، خصوصاً في ظل توقع أن يتجه الحاصل الانتخابي للمستقبل في المنية إلى الانخفاض، مقابل رفعه في طرابلس.

أما حسابات ميقاتي فمختلفة. وهو حين أعرب عن ترحيبه بكسب المقعد السنّي في المنيّة، بعدما كان حكراً على المستقبل، قد يفكر أيضاً بكسب أكبر عددٍ من المقاعد مهما كانت صفتها التمثيلية (سني، ماروني، ارثوذكسي وعلوي). لكنّ الهدف الأهم الذي يرتكز عليه ميقاتي يبدو في سعيه إلى الحصول على أعلى نسبة أصوات تفضيلية في دائرة الشمال الثانية، كي يضمن الحصول على لقب "الزعيم السنّي الأول" في الشمال.

إذن، يتجه ميقاتي إلى إعلان أسماء مرشيحه، الأحد في 18 آذار 2018. وهي ستكون على الشكل الآتي: ميقاتي، محمد نديم الجسر، توفيق سلطان، رشيد المقدم وميرفت الهوز، عن المقاعد السنيّة في طرابلس. الوزير السابق جان عبيد عن المقعد الماروني، الوزير السابق نقولا النحاس عن المقعد الأرثوذوكسي، وعلي درويش عن المقعد العلوي. وعن الضنيّة، محمد الفاضل (الحليف القديم لميقاتي) وجهاد اليوسف، وعن المنية كاظم الخير في حال حسم أمره.

(جنى الدهيبي - المدن)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟