أخبار عاجلة
OpenAI تؤجل إطلاق الوضع الصوتي المتقدم -

'معهد واشنطن' يرسم ملامح السياسة الأميركية في لبنان.. الضغوطات ستتواصل

'معهد واشنطن' يرسم ملامح السياسة الأميركية في لبنان.. الضغوطات ستتواصل
'معهد واشنطن' يرسم ملامح السياسة الأميركية في لبنان.. الضغوطات ستتواصل

اعتبرت الباحثة اللبنانية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حنين غدار أنّ تحركات المسؤولين اللبنانيين الأخيرة تدل إلى فاعلية "الضغوط الدولية الموجهة"، متناولةً التطورات على مستوى تأليف الحكومة، ومسلطةً الضوء على قرار "حزب الله" التخلي عن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وتفضيله تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة.

 

وانطلقت غدار- التي أدلت بشهادتها أمام الكونغرس إلى جانب السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان- من 3 أحداث من شأنها أن تؤثر في مسار إنهاء الأزمة اللبنانية، فتحدّثت عن رهن المجتمع الدولي مساعداته بإجراء إصلاحات حقيقية، وحزمة العقوبات الأميركية التي طالت "مقرّباً" من باسيل، وزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى لبنان.

 

وفي التحليل الذي نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (تأسس في العام 1985 وخرج من عباءة لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي)، رأت غدار أنّ هذه التطورات دفعت الطبقة السياسية اللبنانية إلى التوصل إلى استنتاجات هامة قد تؤثر على خطواتهم المستقبلية، معددةً:

 

1. اصطفاف المجتمع الدولي إلى جانب المحتجين ورهنه المساعدات المالية بالإصلاحات.

 

2. احتمال توسيع دائرة العقوبات الأميركية لتطال حلفاء "حزب الله" من الطائفة المسيحية: أكّد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر أنّ "كلّ من يتورّط في تمويل "حزب الله" معرّض للعقوبات".

 

3. امتناع الولايات المتحدة عن تأييد حضور باسيل في أي حكومة جديدة – وقد أوصلت هذه الرسالة لباسيل و"حزب الله" عندما قال هيل إنّه سيستثني باسيل من سلسلة لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.

 

وفي هذا الإطار، قالت غدار، وهي مقربة من شينكر: "على الرغم من أنّ الرفض الدولي لتوزير باسيل في الحكومة المقبلة بات واضحاً للمسوؤلين اللبنانيين، إلاّ أنّهم ليسوا واثقين من وضعية الحريري"، معتبرةً أنّ تعقيدات عدة تترافق مع إصرار الحريري على أنّه الوحيد القادر على إنقاذ لبنان من الانهيار ووعده بتشكيل حكومة تكنوقراط. وعدّدت غدار ما يلي:

1. قد لا يكون المجتمع الدولي مجمعاً على دعم ترشيح الحريري نظراً إلى "خضوعه" المتكرر لـ"حزب الله".

 

2. ما زالت الحركة الاحتجاجية ترفض الحريري كرئيس حكومة وتعد بمواصلة التظاهر، وإن كان هذا يعني إسقاط الحكومة العتيدة.

 

3. رَفَضَ الحزبان المسيحيان الرئيسيان (في إشارة إلى التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية) تسمية الحريري.

 

4. يبدو أنّ قادة "حزب الله" يؤيدون ترشيح الحريري لاعتقادهم بالقدرة على استخدامه للحصول على غطاء دولي.

 

وبناء عليه، استبعدت غدار نجاح الحريري في تشكيل حكومة تكنوقراط، مذكرةً بخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي رفض فيه هذه التركيبة.
وفي هذا الصدد، تناولت غدار "معضلة حزب الله"، مشيرةً إلى أنّ قرار باسيل عدم المشاركة جاء بعد لقاءات عقدها مؤخراً مع مسؤول التنسيق والارتباط وفيق صفا، "الذي ضغط عليه للسير بهذا الاتجاه". وعلّقت غدار، التي "تركز على الشؤون الشيعية" في المعهد، بالقول: "يبدو أنّ باسيل أدرك أنّه أصبح عبئاً وأنّ الحريري بات أهم"، بالنسبة إلى "حزب الله".

 

وحذّرت غدار من أنّ التخلي عن باسيل سيعزل "حزب الله" عن الطائفة المسيحية، قائلةً: "هذا تنازل كبير يظهر أنّ الحزب يرزح تحت ضغط هائل وقد يُضيّق الخناق عليه للحصول على تنازلات إضافية". وفي هذا السياق، استعرضت غدار تحديات "حزب الله" الداخلية والإقليمية على النحو التالي:

 

1. فاقمت العقوبات الأميركية على إيران أزمة حزب الله المالية.

 

2. يعجز "حزب الله" عن الاستفادة بشكل كامل من هذا المورد البديل إذ أنّ الدولة اللبنانية على شفير الانهيار الاقتصادي والإفلاس المحتمل.

 

3. تمثّل الاحتجاجات الأخيرة في العراق تحدياً بالنسبة إلى إيران والمجموعات التي تدعمها هناك، ما من شأنه أن يؤثر على "حزب الله" في نهاية المطاف.

 

4. أدى العنف الذي مارسه الحزب على المحتجين وإصراره على حماية السياسيين الفاسدين على فقدان الثقة بدوره.

 

وفي تحليلها، قالت غدار إنّ "حزب الله" يدرك أنّ صعوبة هذه التحديات ستزيد، إذا ما استمرت الاحتجاجات، لذلك قرر أن يبدأ بتقديم التنازلات (وإن كان بأقل قدر ممكن)، وذلك بدلاً من خسارة نفوذه لا إرادياً". وفي هذا الصدد، رأت غدار أنّ إزاحة باسيل يظهر أنّ "الضغط المتناسق والمتلازم في الداخل والخارج يمكن أن ينتج تحولات ملحوظة".
عن المرحلة المقبلة، حذّرت غدار من أنّه يتوقع للوضع الاقتصادي أن يسوء، قائلةً: "بات يتضح أيضاً أنّ الحريري عاجز عن رئاسة الحكومة المقبلة. وحتى لو نجح في تأمين الأصوات المسيحية لتسميته، سيؤلف حكومة تحظى بمباركة "حزب الله"، ما يعني أنّه سيفشل في كسب ثقة الشارع أو المجتمع الدولي".

 

غدّار التي تحدّثت عن تعويم اسمي نواف سلام والخبير في صندوق النقد الدولي، رائد غياض، كررت أنّ "حزب الله" يفضّل الحريري، مستدركةً: "لكن إذا أوضحت الولايات المتحدة وأوروبا أنّه غير مرغوب فيه، فقد ينظر الحزب في تقديم تنازل آخر، بدلاً من المخاطرة بإفلاس لبنان الكامل وبالتالي خسارة نفوذه على مؤسسات الدولة".

وفيما دعت غدار إلى فرض عقوبات على حلفاء "حزب الله"، بينهم "التيار" و"حركة أمل"، والسياسيين الفاسدين، واعتبرت أنّ الرئيسين ميشال عون ونبيه بري يمسكان بمفاتيح التغيير الحقيقي في لبنان، وذلك على صعيد الموافقة على التشكيلة الحكومية العتيدة وإجراء انتخابات مبكرة وفقاً لقانون انتخابي جديدة، رأت أنّهما لم يشعرا بعد بالضغوط الكافية لتغيير سلوكهما أو التخلي عن السلطة.

 

في ما يتعلق بالدور الأميركي في هذه المرحلة، شددت غدار على ضرورة مواصلة واشنطن ضغوطها على الجيش لحماية المحتجين وإقالة الضباط الذين ارتكبوا انتهاكات بحقهم، قائلةً إنّ أوروبا تتمتع بنفوذ لافت على هذا المستوى لا سيما فرنسا. وختمت غدار تحليلها بالقول إنّ عدداً كبيراً من السياسيين اللبنانيين يحمل جنسية أخرى إلى جانب اللبنانية ويملك حسابات في مصارف أوروبية، مستبعدةً تنازل المسؤولين اللبنانيين من دون تهديدهم باستهداف مصالحهم الشخصية.

 

حنين غدار: بدأت غدار نشاطها السياسي مع مجموعات يسارية طلابية في الجامعة الأميركية في بيروت، بحسب صحيفة "الأخبار" التي تقول إنّها كتبت في "السفير" و"النهار" و"الحياة" قبل أن تصبح رئيسة تحرير موقع "ناو ليبانون" المملوك من شركة "كوانتم" الذي أشرف مؤسسها إيلي خوري على إنشائه.  وتابعت الصحيفة: "ومما يجدر ذكره أن "كوانتم" حظيت بنصيب وافر من المساعدات من برامج تمويل الخارجية الأميركية وكذلك من برامج وزارة الدفاع"، مشيرةً إلى أنّ التحوّل الفعلي في الحياة المهنية لغدار، الذي سمح لها بالتحول من صحافية إلى "زميلة زائرة" في "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" وخبيرة مكرسة في شؤون الشرق الأوسط، والشؤون "الشيعية" بشكل خاص هو مشاركتها في ندوة في معهد واشنطن إلى جانب رسميين إسرائيليين عام 2014". 


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى