تحت عنوان وجهتا نظر.. مسيحيتان، كتب شارل جبور في "الجمهورية": تنقسم البيئة المسيحية بين وجهتي نظر: الأولى كلاسيكية وتقليدية وتاريخية ترفض المساس بموقع رئاسة الجمهورية تجنّباً لسابقة تُضعف الموقع الأول في الجمهورية، وثانية تعتبر انّ قوة رئيس الجمهورية من قوة تمسّكه بدولة القانون، وفي حال تراجع عن هذا الخط وَجب رحيله.
وشاءت المصادفات ان يكون تشرين الأول مؤسساً لمرحلتين: مرحلة 13 تشرين 1990 التي بَنت مزرعة لا دولة وأوصلت لبنان إلى الإفلاس المالي والانهيار الأخلاقي والقيمي، ومرحلة ١٧ تشرين الأول التي تقود لبنان رويداً رويداً نحو دولة فعلية ترتكز على الدستور والقانون والمؤسسات والشفافية.
والمطروح على بساط البحث لا يتعلق بالدستور الذي يجب الحفاظ عليه والتمسك به، إنما المطروح تغيير النهج المتّبع في إدارة الدولة، وهذا التغيير لا يمكن ان يتحقق سوى عن طريق كفّ يد الأكثرية الحاكمة التي يستحيل الوصول إلى دولة فعلية في ظل تَحَكّمها بمفاصل القرار، لا بل هناك من يقول انّ محاولات الترقيع مع هذه الأكثرية بمثابة الخطيئة والجريمة بحق لبنان واللبنانيين، لأنه في حالات من هذا النوع لا خيار سوى بالتغيير الشامل، فيما الترقيع يؤدي إلى تمديد الواقع المأسوي، كما انّ الرهان على التغيير مع هذه الأكثرية ضرب من ضروب الجنون والخيال.