تأمين نصاب الجلسة كمنح الحكومة الثقة!

تأمين نصاب الجلسة كمنح الحكومة الثقة!
تأمين نصاب الجلسة كمنح الحكومة الثقة!

لو لم تقرّر كتلة "المستقبل" حضور جلسة إقرار الموازنة لما كان تأمن النصاب. المشهد نفسه يتكرّر اليوم. ففي حال نجحت القوى الأمنية في تأمين وصول النواب إلى ساحة النجمة، وهي ستنجح، ويُقال أن عددًا من النواب باتوا ليلتهم في مكاتبهم في مجلس النواب، فإن النصاب سيكون مؤّمنًا، وستنال الحكومة الثقة، وإن كانت هزيلة، وبذلك يكون من أمّن النصاب، سواء من كتلة "المستقبل" أو كتلة "الجمهورية القوية" أو كتلة "اللقاء الديمقراطي" أو عدد من النواب المستقلين كمن يمنحها الثقة.

تقول مصادر الكتل التي ستحضر وستحجب الثقة أن حضورها الجلسة ضروري لكي تقول كلمتها من على منبر مجلس النواب لتبيان الحقائق وكشف المستور والتصويب على البيان الوزاري، "الذي لا يصلح لمثل هكذا ظروف"، وهذا الأمر هو بداية تشكّل معارضة وازنة من ضمن المؤسسات، "لأننا نريد أن نأكل عنبًا وليس قتل الناطور"، مع الإشارة إلى أن ثمة إتصالات قد بدأت بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" من أجل توحيد الرؤى وورسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة، حيث سيكون للمعارضة دورها الضاغط على الحكومة، و"هذه المعارضة ستكون بناءة بكل ما للكلمة من معنى، وستكون شرسة حيث يجب".

أوساط في الإنتفاضة تعتبر أن حضور النواب إلى جلسة الثقة هو تمامًا كمن يعطي الحكومة الثقة، التي ستحصل عليها بطبيعة الحال، إذ يكفي لنيلها الثقة نصف عدد الحاضرين من النواب زائد واحد. فنصاب الجلسة يكون بنصف عدد النواب زائد واحد، أي 65 نائبًا، وبالتالي فإن الحكومة ستنال الثقة بمجرد حصولها على تأييد 33 نائبًا فقط، وهذا العدد هو من قبيل تحصيل الحاصل بعد تأمين نصاب الجلسة.

وتتابع هذه الأوساط: كان حرّي بنواب "المستقبل" و"القوات" و"الإشتراكي" مقاطعة الجلسة وتصعيب الأمور على الحكومة من أجل تأمين نصاب الجلسة بدلًا من حضورهم وبالتالي حجب الثقة، التي ستحصل عليها، سواء حجبوها عنها أو لم يحجبوها، وهو أمر لا يمكن فهمه من وجهة نظر المنتفضين، الذين نزلوا بكثافة من أجل الحؤول دون وصول النواب إلى البرلمان.

رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط كان الوحيد من بين المعترضين منسجمًا مع نفسه عندما أعلن أن وجود حكومة أفضل من عدمه، بإعتبار أنه يجب أن يكون هناك من يتحمّل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة، قبل الحديث عن تفاصيل ما يمكن أن تقوم به المعارضة في مرحلة لاحقة.

وعليه، فإن مشهدية اليوم تُختصر بعناوين عدّة:

-القوى الأمنية تتخذ أقصى التدابير الأمنية من أجل ضمان سلامة النواب وتأمين وصولهم إلى الجلسة سالمين.

-الإنتفاضة تحشد في محاولة لمنع وصول النواب.

-النواب المعارضون سيحضرون الجلسة وسيؤمنون لها النصاب، على رغم حجب الثقة عن الحكومة.

-نواب منسجمون مع أنفسهم وهم أعلنوا عدم حضور الجلسة، وهو الموقف الذي يُعتبر أكثر إنسجامًا مع مطالب الشعب، الذي يعبّر بكل الوسائل عن رفضه الطبقة السياسية الحاكمة.

على أي حال، إنه يوم جديد في مسار طويل لن ينتهي عند حدود نيل الحكومة الثقة.


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى