لا يزال الجدل مستمرا بشأن علاجات فيروس كورونا الذي حصد أرواح 305,424 شخصاً حول العالم في آخر إحصاء السبت.
فعلى الرغم من تحمس العديد من الأطباء والخبراء حول العالم لاستعمال دواء الملاريا في معالجة مرضى كوفيد 19، أو ما يعرف باسم "هيدروكسي كلوروكين"، وهو العقار الذي وصفه الرئيس الأميركي في تصريحات سابقة الشهر الماضي بـ "هدية السماء" ، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن لا علاجات نهائية رسمية معتمدة للفيروس بعد، كما حذرت من أن إساءة استعمال هذا العقار أيضاً قد تؤدي إلى عوارض خطيرة وحتى الوفاة.
وفي استمرار لهذا التعارض والجدل الطبي، أظهرت دراستان، أمس الجمعة، أن معالجة مرضى كوفيد-19 بعقار الملاريا لم يكن له تأثير إيجابي وتسبب في مضاعفات صحية أخرى لديهم، بعدما أظهرت دراسات أولية أنه قد يكون قادرا على مكافحة الفيروس المستجد.
لكن يبدو أن العديد من الدراسات اللاحقة بما فيها واحدة تمولها الحكومة الأميركية، خيبت الآمال في إمكانية أن يسمح الهيدروكسي كلوروكين بمعالجة المصابين بكوفيد-19.
لا فرق كبيراً
وفي أول دراسة نشرت الجمعة، راقب باحثون في فرنسا 181 مريضا في المستشفى يعانون من التهاب رئوي بسبب كورونا ويحتاجون إلى الأكسجين.
وتمت معالجة 84 منهم بعقار الهيدروكسي كلوروكين ولم يعط الباقون الدواء، إلا أنهم لم يجدوا فرقا كبيرا بين نتائج المجموعتين.
وقال مؤلفو الدراسة التي نشرت في مجلة "بي إم جي" إن "الهيدروكسي كلوروكين يلقى اهتماما عالميا كعلاج محتمل لكوفيد-19 بسبب النتائج الإيجابية للدراسات الصغيرة"، لكنهم أضافوا أنه "مع ذلك، فإن نتائج هذه الدراسة لا تدعم إعطاءه لمرضى أدخلوا إلى المستشفى ويحتاجون إلى الأكسجين".
دراسة من الصين أيضاً
إلى ذلك، أجريت دراسة ثانية في الصين قسم خلالها 150 مريضا إلى مجموعتين، واحدة منهما تلقت هيدروكسي كلوروكين.
وبعد أربعة أسابيع، كشفت الاختبارات عن معدلات مماثلة للعدوى لدى المجموعتين حتى إن ردود الفعل السلبية للعلاج كانت أكثر شيوعا لدى المجموعة التي تلقت العقار.
كما أن شدة الأعراض أو مدتها لم تختلف بين أفراد المجموعتين.
يذكر أن الهيدروكسي كلوروكين ومركب الكلوروكين استخدم لعقود لمعالجة الملاريا وكذلك اضطرابات المناعة الذاتية وداء الذئبة (مرض جلدي) والتهاب المفاصل الروماتويدي.
في حين حذرت الوكالة الأوروبية للأدوية الشهر الماضي من عدم وجود مؤشر إلى أن الهيدروكسي كلوروكين يمكن أن يعالج كوفيد 19 وقالت إن بعض الدراسات شهدت مشكلات خطرة في القلب وأحيانا مميتة.
أخبار متعلقة :