أظهرت دراسة أن الضغوط على الأمهات للمحاولة باستماتة للإرضاع الطبيعي، عندما يواجهن مشاكل في توافر كميات مناسبة من الحليب الطبيعي أو في إقبال الطفل على الرضاعة الطبيعية، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتوتر والاكتئاب، وفقا لما نشرته "ديلي ميل"، نقلا عن دورية Journal of Human Lactation.
وأوضح باحثون من جامعة كوينزلاند أن هناك أخطاء في صياغة النصائح والحملات الترويجية، التي تشجع الأمهات على الرضاعة الطبيعية باعتبارها أفضل وسيلة تغذية للرُضع، بخاصة أن الإحصاءات أكدت أن ثلثي الأمهات لا يقمن بمواصلة تقديم الرضاعة الطبيعية في الأشهر الثلاثة الأولى.
ويقول الباحثون إن العديد من الأمهات يبلغن عن مشكلات في إطعام أطفالهن، وأن الضغوط الاجتماعية للمواظبة على الرضاعة الطبيعية يمكن أن تؤدي إلى إصابة الأمهات الجدد باكتئاب ما بعد الولادة.
ويقول الباحثون الأستراليون إن مضمون النصائح والحملات الترويجية يجب أن يشتمل على مفاهيم التعاطف والرحمة بالأمهات الجدد وإلى جانب إمدادهن بالمعلومات المستندة إلى أدلة وحقائق علمية عند حثهن ونصحهن بالاستمرار في تقديم الرضاعة الطبيعية لأبنائهن.
وكجزء من الدراسة، التي أجريت على 2900 امرأة وأكثر من 5300 طفل، اكتشف المؤلفون 34% من الأمهات فقط واظبن على الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر، على الرغم من الحملات الترويجية حول العالم لرفع النسبة إلى 50%.
وتقول دكتور كاترينا موس، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن الأمهات توقفن في المقام الأول عن الرضاعة الطبيعية بسبب نقص الحليب أو صعوبات الرضاعة الطبيعية، مثل التهاب أنسجة الثدي، التي يمكن أن تؤدي إلى العدوى.
وتضيف دكتور موس: "يمكن أن تشعر الأمهات بضغط شديد للرضاعة الطبيعية، لكن يجب توضيح أن الرضاعة الطبيعية ليست الأفضل للجميع. وإذا واجهت الأمهات مشاكل في الرضاعة الطبيعية فربما يحتاجن إما إلى مكمل من الحليب الصناعي أو التوقف عن الرضاعة الطبيعية".
وتؤكد دكتور موس أن يوضع في الاعتبار أن ما لا يقل عن 20% من الأمهات يعانين من التوتر والاكتئاب في فترة ما بعد الإنجاب، لذا يجب أن يلعب التعاطف دوراً أكبر في الجدل حول الرضاعة الطبيعية لتجنب تفاقم تلك الحالات.
وتردف دكتور موس قائلة إنه يجب على حملات الترويج لأهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية أن توفر معلومات قائمة على إثباتات وأدلة علمية حول التقلبات الطبيعية في إنتاج حليب الثدي، بدلًا من مجرد الاكتفاء بقول إن "الرضاعة الطبيعية هي الأفضل" فحسب. ويجب أن تحصل الأمهات أيضا على معلومات كيفية إطعام الحليب بطريقة آمنة، وكيفية التعرف على الإشارات بأن أطفالهن أصبحوا مستعدين لتناول مواد غذائية إضافية.
أخبار متعلقة :