أكد استشاري الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولي أن القفزات في أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا على النحو الذي نراه مؤخراً في عدد من بلدان إقليم شرق المتوسط، لاسيما في مصر، قد تعكس تعجلاً في تخفيف الإجراءات الاحترازية.
ففي حديث لـ"العربية.نت"، من القاهرة، أكد استشاري الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية أن المنحنى الوبائي لحالات كوفيد-19 يرتفع في معظم بلدان إقليم شرق المتوسط. وهناك وتيرة متسارعة ملحوظة لزيادة حالات الإصابة في أغلب بلدان الإقليم. وتعود الزيادة الكبيرة في الحالات المؤكدة إلى تحسن نظم الترصد وتضاعف جهود اكتشاف الحالات في المجتمع، فضلاً عن التوسع في إجراء الاختبارات والفحوص المختبرية، مما يوسع دائرة اكتشاف المصابين.
كما أوضح أن القفزات في أعداد حالات الإصابة في عدد من بلدان الإقليم قد تعكس تعجلاً في تخفيف الإجراءات الاحترازية وتراخياً في تنفيذها، مضيفاً: "لذلك ننوه إلى أهمية التأني في تخفيف القيود وأن تتم بعد تقييم دقيق للمخاطر التي قد تترتب على تخفيف تلك القيود، مع توافر الظروف والاشتراطات التي ترجح إمكانية تخفيف القيود".
وعن مرحلة الذروة لوباء كورونا، قال: "لن نعرفها إلا عند الوصول إليها واستمرارها لبعض الوقت حتى يأخذ المنحنى الوبائي وضعاً أفقياً ثم يبدأ في الهبوط والانحسار".
وتابع استشاري الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية أن إقليم شرق المتوسط يقع في المرتبة الثالثة بين أقاليم العالم من حيث عدد الحالات المؤكدة، بإجمالي أكثر من 520 ألف إصابة وحوالي 13 ألف حالة وفاة، بينما يقع الإقليم الإفريقي في المرتبة السادسة بإجمالي حوالي 105 آلاف حالة مؤكدة وحوالي 2650 حالة وفاة.
زيادة الإصابات التي تشهدها مصر تثير قلقنا
وأشار استشاري الأوبئة إلى أن "الزيادة التي تشهدها مصر في عدد الحالات تثير قلقنا، لكنها ليست خاصة بمصر وحدها.. فنحن نرى ارتفاعاً مماثلاً في معظم بلدان الإقليم وفي كثير من بلدان العالم.. لذلك نوصي مصر وجميع البلدان أن تتأنى في قرارات تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية، وأن تواصل جهودها بكل جدية لوقف انتشار سلاسل انتقال العدوى وأن تطبق سياسة التباعد البدني والعزل المنزلي، وتستمر في تطبيق التدابير الوقائية وتوعية أفراد المجتمع بأهمية الالتزام بما يتخذ من إجراءات احترازية".
لم يثبت حتى الآن أي تحور جوهري بالفيروس
وأضاف الدكتور مجدي الخولي أنه لم يثبت حتى الآن أي تغير أو تحور جوهري لحق بالفيروس يمكن أن يؤثر على قوته أو شراسته.
وبحسب الخولي، فقد ظهر الفيروس في إفريقيا متأخراً عن غيرها من مناطق العالم، وانتشر في البداية بأعداد محدودة وفي بلدان دون الأخرى.
ولكن مؤخراً ظهر الفيروس في جميع البلدان الإفريقية، وبدأت وتيرة الانتشار تتسارع وأعداد الحالات تزداد. صحيح أن الإقليم الإفريقي يعد الأقل من حيث أعداد الحالات والوفيات، لكن المنحنى الوبائي في صعود ولم يقف بعد أو يبدأ في الهبوط.
وشدد استشاري الأوبئة على أن التعجل في فتح المؤسسات الحكومية والخاصة قبل استكمال اشتراطات تخفيف القيود، ودون اتخاذ الاحتياطات الملائمة وإجراء تقييم المخاطر، له تأثير في ارتفاع أعداد الإصابة، وقد يؤدي إذا استمر بعشوائية ودون تطبيق جاد وحاسم لسياسة التباعد البدني وتدابير الوقاية الفردية والمجتمعية إلى موجة كبيرة من الإصابات.
انخفاض معدل الوفيات في مصر
وأضاف أنه حتى وقت قريب كان معدل الوفيات في مصر مرتفعا، ووصل في وقت ما إلى 7%. ولكن مع زيادة عدد الحالات المكتشفة وارتفاع نسب التعافي انخفض معدل الوفيات إلى أقل قليلاً من 4%. وأضاف أن "ارتفاع معدل الوفيات قد يعود إلى وجود كثير من الحالات التي لا تسعى لطلب الرعاية الصحية إلا بعد وصولها لمرحلة متأخرة تصبح معها فرص العلاج ضئيلة. فضلاً عن وجود نسبة كبيرة من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة بين الحالات المكتشفة".
وأكد الخولي على ضرورة مضاعفة الجهود لاكتشاف المزيد من الحالات لوقف سلاسل انتقال العدوى، والتوسع في الفحص المختبري وتتبع المخالطين وعزل الحالات ومعالجتها، والتطبيق الحاسم لسياسة التباعد البدني، والاستمرار في الإجراءات الاحترازية، واتباع نهج الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره الذي يحدد لكل فرد دور يقوم به في وقاية نفسه وحماية مجتمعه، من خلال تدابير الوقاية الشاملة.
إيقاف هيدروكسي كلوركين واستخدامه في تجارب التضامن
وتابع الخولي: "لقد حدث في وقت سابق أن قرار الفريق التنفيذي لتجربة التضامن تنفيذ إيقاف مؤقت لذراع هيدروكسي كلوروكين كإجراء وقائي، بينما تخضع سلامة البيانات للمراجعة من قبل لجنة مراقبة سلامة البيانات التجريبية، وذلك في ضوء التطورات الأخيرة المتعلقة بالأدلة على سلامة وفعالية أحد الأدوية الأربعة الخاضعة لتجربة تضامن، ولكن عملية التدقيق والمراجعة التي نفذها الفريق التنفيذي انتهت إلى استئناف ذراع كلوروكين في تجارب التضامن. مع ملاحظة أن المجموعة التنفيذية تعطي رأيها النهائي حين تتوفر المراجعة الشاملة للأدلة للنظر فيها".
وفي نهاية حديثه مع "العربية.نت"، أشار استشاري الأوبئة إلى أن 80% من حالات الإصابة بكوفيد-19 تكون مصحوبة بأعراض خفيفة يمكن التعامل معها بالرعاية المنزلية والتعافي منها دون حاجة إلى المكوث بالمستشفيات، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين حالات متوسطة الأعراض تتطلب رعاية بالمستشفى وتستجيب لعلاج الأعراض وتتعافى، وبين حالات مصحوبة بأعراض شديدة، وهذه تستدعي المكوث بوحدات الرعاية المركزة. وأغلب الوفيات تقع بين هذه الحالات الحرجة.
أخبار متعلقة :