على الرغم من أن اللقاح هو الأمل الأكثر رواجاً في مواجهة الفيروسات، إلا أن اللقاحات ذات محدودية في التعامل مع الأوبئة، وفقاً لروبين شاتوك، أستاذ إمبريال كوليدج في لندن، الذي يقود عملية تطوير لقاح ضد فيروس كورونا التاجي.
فالحصبة والسعال الديكي مثلاً يوجد لها لقاح لكنه لم يثبت فعالية بنسبة 100%.
وتستثمر الحكومات والجهات المعنية مليارات الدولارات لتطوير لقاحات إلا أن أن هناك عيوباً، حيث أوضح مايكل كينش، خبير تطوير الأدوية بجامعة واشنطن في سانت لويس، أنه "في اليوم التالي لتلقيح شخص ما، سوف يفكرون: هل يمكن العودة إلى الوضع الطبيعي. كل شيء سيكون على ما يرام. لن يدركوا بالضرورة أنهم قد يكونون عرضة للإصابة"، وفق "بلومبيرغ".
وفي حين أن كوفيد-19 ينتشر دون أعراض، فقد يجعل اللقاح كثيراً من الناس من غير أعراض أيضاً، لكن يمنع ما يصل إلى 3 ملايين حالة وفاة سنوياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية علماً أن قليلاً منها فعال بنسبة 100%.
فعلى سبيل المثال، يعاني حوالي 3% من الأشخاص الذين يحصلون على لقاح الحصبة من شكل معتدل من المرض، ويمكن أن ينقلوا العدوى إلى الآخرين.
الأجسام المضادة
إلى ذلك تعمل اللقاحات من خلال إعطاء الجهاز المناعي كمية من الجراثيم - أو جزءاً أساسياً منها - لتحضير الجسم للاستجابة عند حدوث تعرض حقيقي. وعندما يحدث ذلك، تتجمع البروتينات المناعية المسماة الأجسام المضادة على الفيروس، ما يوقف دخولها إلى الخلايا.
كما في بعض الأحيان، تزيد اللقاحات من الخلايا التائية (T-Cells) المناعية، التي لا تفعل الكثير لمنع العدوى، لكن يمكنها أن تبطئ وتوقف تطورها في النهاية.
ومن الأساليب الشائعة أيضاً لرفع مستويات الأجسام المضادة حقن فيروس غير نشط أو ميّت في جسم الإنسان. ومن التجارب التي تجريها أكسفورد مثلاً لا تزال آلية عمل اللقاح غير واضحة.
ووفقاً لأنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، فـ"لا يبدو أن اللقاح يوفر حماية نهائية من العدوى، إلا أنه قد يكون جيداً جداً للحماية من الأمراض".
بدوره، قال باسكال سوريوت، الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا التي تخوض السباق لتطوير لقاح ضد كورونا، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، إن اللقاح سيكون ناجحاً سواء كان يحمي من العدوى أو يخفف من الأعراض الشديدة.
منع المرض
أما إدارة الغذاء والدواء الأميركية فتقول إنها تدرس خيارات للقاح يمنع المرض، موضحة أنه بالنسبة لترخيص إنتاج لقاح، فلن تشترط الإدارة أن يحمي اللقاح من العدوى.
وأوضح متحدث باسم هذه الإدارة المعنية بأمور كهذه في أميركا أن اللقاحات المرخصة، بما فيها ضد السعال الديكي، لم يثبت أنها تحمي من العدوى بمسببات الأمراض غير أنها أثبتت أنها تحمي من أعراض المرض.
أخبار متعلقة :