في وقت لا يزال العالم أجمع يرزح تحت كورونا، يحاول الخبراء سباق الزمن لحل لغز عدو البشرية الذي أصاب حتى الآن أكثر من 39 مليون شخص وقتل أكثر من مليون، منذ ظهوره قبل أقل من سنة لأول مرة في الصين.
الجديد اليوم، وفي خبر يبعث القليل من الاطمئنان، كشفت دراسة صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية، مؤخراً، أن خطر انتقال الفيروس المستجد على متن رحلات الطيران منخفض جداً، فيما كان استئناف الملاحة الجوية حول العالم قد قوبل بتحفظ ومخاوف صحية.
وتحمل هذه الدراسة نبأ ساراً لشركات الطيران التي تأثرت على نحو بالغ من جراء قيود الإغلاق، وفق "سكاي نيوز" البريطانية.
كما أورد الباحثون أنه حينما يكون راكب الطائرة مرتدياً الكمامة، فإن ما يقارب 0.003% فقط من جزيئات الهواء التي تتحرك في منطقة تنفسه هي التي تكون ناقلة للعدوى.
ووفق الدراسة، فإن نسبة نقل العدوى تظل في هذا المستوى المتدني جداً حتى وإن كانت مقاعد الطائرة مشغولة عن آخرها، ما معناه أن خفض الطاقة الاستيعابية ليس ضرورياً على النحو الذي نتصوره.
إلى ذلك انطلقت الدراسة من فرضية وجود راكب واحد مصاب فقط على متن الطائرة، ثم قاست احتمال نقل المرض إلى آخرين، غير أن الباحثين لم يأخذوا بالحسبان احتمال قيامه بالتحرك داخل الطائرة.
تجربة على طائرتين تجاريتين
وتم إجراء التجربة على طائرتين تجاريتين، إحداهما من طراز "بوينغ 777" والأخرى "بوينغ 767"، وكشفت النتائج أن الكمامات ساعدت على تقليل خطر انتشار العدوى عندما يقوم شخص ما بالسعال، حتى وإن تعلق الأمر بأشخاص قريبين منه. كما تتيح أنظمة معالجة الهواء على متن الطائرة تصفية ما يقارب 99.99% من تلك الجزيئات في غضون ست دقائق فقط، وفق الدراسة.
وقدّر الباحثون أن الشخص المعافى من العدوى يحتاج إلى السفر لمدة تصل إلى 54 ساعة على الطائرة مع شخص مصاب حتى يتلقى جرعة قادرة على الإصابة بالعدوى.
إلى ذلك قال كبير مسؤولي العملاء في شركة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية، توبي إتكفيست، إن هذه الدراسة تكشف أن احتمال الإصابة بالفيروس خلال الرحلات يكاد يكون شبه منعدم.
يذكر أن تمويل الدراسة والإشراف عليها جرى من قبل إدارة النقل التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، وهي مؤسسة تقوم بتسيير رحلات تجارية لفائدة أفراد الجيش الأميركي وعائلاتهم. واستغرقت الدراسة ما يزيد عن 6 أشهر، وحرصت على إجراء 300 فحص خلال 38 ساعة من الطيران و45 ساعة من الاختبارات على الأرض.
أخبار متعلقة :