Advertisement
قالت دكتورة سوميا سواميناثان إن تقنية mRNA هي بشكل أساسي جزء من الهندسة الخلوية في جسم الإنسان، حيث إنه ببساطة يمكن وصف جزيء الحمض النووي الريبي بأنه نوع من المترجمين أو يمكن اعتباره بمثابة النادل الذي يأخذ الطلب من الحمض النووي، وهو في هذه الحالة الزبون، لينقله إلى العاملين في المطبخ لتحضير الطعام أي البروتينات في الخلية.
وأشارت دكتورة سواميناثان إلى أنه تم بالفعل العمل على هذه التكنولوجيا على مدار الثلاثين عامًا الماضية، ولكن تم إدراك الإمكانيات الكاملة لها خلال فترة الجائحة فقط.
أوضحت أن مليارات الأشخاص حول العالم تلقوا الآن لقاحات تعمل وفقًا لتقنيةmRNA، شارحة أنه بصرف النظر عن لقاحات كوفيد، فإنه يمكن استخدام التكنولوجيا لصنع لقاحات للعديد من الأمراض الأخرى، بل إن هناك العديد منها المتقدمة للغاية بالفعل مثل لقاحات للإنفلونزا ولفيروسات أخرى، مثل الجهاز التنفسي المخلوي وحمى لاسا، على سبيل المثال، بالإضافة إلى ما يجري من محاولات لتطوير لقاحات أفضل للملاريا والسل ولمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية الطبيعية الإيدز.
واستطردت دكتورة سواميناثان قائلة إنه بعيدًا عن الأمراض المعدية، تُستخدم تقنية mRNA حاليًا بواسطة بعض الشركات والمراكز لاستهداف السرطانات، لأنه من المعروف أنه بمجرد تحديد التغيير الجيني بالنسبة للعديد من السرطانات، فسيمكن في الواقع محاولة استهداف التغيير بالعلاجات المناسبة، بما يؤكد أن هناك فرصا مثيرة للغاية لعلاج أمراض البشر وربما أمراض الحيوانات كذلك.
أقرت دكتورة سواميناثان أن المشكلة الأولى التي تواجه اللقاحات التي تعمل بتقنية mRNA تتمثل في توصيل اللقاحات إلى المحتاجين لها بعدالة، مشيرة إلى أنه لم يتم تطعيم أكثر من 75٪ من الأفارقة بشكل كامل حتى الآن، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا ويجري محاولة التغلب عليه من خلال توسيع التصنيع حول العالم، بالاعتماد على برامج نقل التكنولوجيا، معربة عن أملها في أن يشهد العامين المقبلين بلوغ المزيد من القدرات المتنوعة للبحث والتطوير والتصنيع.
وبحسب ما ذكرته دكتورة سواميناثان، فإن التحدي الثاني هو سرعة توصيل اللقاحات حيث ظهرت الحاجة الملحة إلى أنظمة سريعة وقادرة على توفير التطعيمات لمجموعات سكانية على نطاق لم يتم القيام به من قبل، حيث لم يسبق أن قامت منظمة الصحة العالمية مطلقًا بتطعيم السكان البالغين في العالم بأسره. وفي هذا السياق، نوهت دكتورة سواميناثان إلى أن هناك حاجة إلى الموارد البشرية والمالية والمعرفة الفنية، جنبًا إلى جنب وسلاسل التوريد، وجميعها عناصر تحتاج إلى استثمارات وتخطيط ودعم.
أما التحدي الثالث، الذي يواجه حملات التطعيم بلقاحات تعتمد على تقنية مرسال الحمض النووي الريبي، فتتعلق بمسائل عدم قبول أو التردد في تلقي اللقاح، حيث تأثرت مجموعات سكانية بالكثير من المعلومات الخاطئة التي انتشرت حول mRNA على وجه الخصوص، والتي زعم بعضها أنها تقنية جديدة تقوم بإحداث بعض التغييرات في التركيب الجيني لجسم الإنسان، وهذا بالتأكيد ليس هو الحال.
وأضافت دكتورة سوميا سواميناثان أن منظمة الصحة العالمية، وكذلك الهيئات التنظيمية المتعاونة معها، تعطي أولوية وأهمية كبيرة لسلامة اللقاحات، موضحة أنه يتم إعطاء اللقاحات للأشخاص الأصحاء للوقاية من المرض والوقاية من العدوى. وبالتالي، فإنه تم جمع الكثير من البيانات، من خلال حصول مليارات الأشخاص على هذه اللقاحات حول العالم. ومن فإنه تأكد أن اللقاحات آمنة وتقتصر أعراضها الجانبية على الشائع فقط مثل الحمى أو الصداع أو الإرهاق أو بعض الآلام في موضع الحقن.
وشرحت أنه عادة ما تهدأ الأعراض الجانبية في غضون 24 ساعة أو نحو ذلك، مؤكدة أنه نادرًا ما يحدث ما يسمى بالتهاب عضلة القلب، وأن ما تعرض لها بعض المتلقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عامًا، حدث كانت حالات خفيفة ومحدودة وشهدت شفاء تام ذاتيًا، مشيرة إلى أن عدوى كوفيد-19 نفسها تسبب مشكلات لعضلة القلب بأكثر من أربعة أضعاف ما تم ملاحظته بعد تلقي التطعيم، بخاصة وأن جميع اللقاحات المصرح باستخدامها آمنة للغاية.
أخبار متعلقة :