وتُعدّ "وضعية الطفل" (Child’s Pose-Balasana) من أكثر تلك الوضعيات التي تشعر بأهميتها، عندما تكون عالقا في عمل متواصل بالمكتب أو المنزل، أو عائدا إلى بيتك بعد يوم شاق، وتشعر بالضيق والألم؛ فتنزل بجبهتك على السجادة، وتتخذ وضعية الطفل مدة دقيقة، مع التكرار "حتى يخفّ التوتر بلطف تدريجيا، من الرقبة إلى الكتفين والصدر وأسفل الظهر والأرداف والفخذين، وأوتار الركبة والكاحلين، وصولا إلى تدفق الدم إلى رأسك، لتنشط الدورة الدموية في حمل الأكسجين إلى جميع أجزاء جسمك العلوي"، وفقا لموقع "غريتست" (Greatest).
Advertisement
لذا، يصفها خبراء العلاج الطبيعي في كثير من الأحيان للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة، كما توصي بها الاختصاصية لوفيت "قبل النوم مباشرة، لمدة 5 دقائق، أو في الفراش، إذا وجدت نفسك لا تستطيع النوم".
فوائد وضعية الطفل
ما من وضعية نقوم بها أثناء ممارسة اليوغا إلا ولها مجموعة فوائد للجسم والعقل، وخصوصا وضعية الطفل، حسب "غريتست" والخبيرة لوغان هيلي، فهي:
تحسين الدورة الدموية: تحفز تدفق الدم في الرأس وجميع الجسم، حسب دراسة أجريت عام 2017 وأظهرت أن "وضعية الطفل على وجه التحديد كان لها تأثير إيجابي على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب". وتقول لوغان هيلي "إن وضعية الطفل ممتازة لتحسين الدورة الدموية في الجزء العلوي من الجسم، وخفض ضغط الدم والنبض بشكل كبير، من أجل صحة أفضل للقلب والأوعية الدموية".
تقليل الآلام: في عام 1917 اختارت أبحاث مهمة وضعية الطفل من بين 12 وضعية يوغا، قال الباحثون إنها تساعد في إدارة الألم، ويمكن أن تكون طريقة لا تقدر بثمن لتخفيف آلام الحوض المزمنة. وفي عام 2020 أظهرت دراسة أن وضعية الطفل من الوضعيات الرائعة لمقاومة آلام الظهر والعمود الفقري، وتصفها هيلي بأنها من الوضعيات التي "ثبتت قدرتها على تقليل آلام الظهر، وتحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في العمود الفقري".
تخفيف القلق والتوتر: فوضعية الطفل المريحة الممتلئة بالتنفس العميق تخفف التوتر في الصدر وأسفل الظهر والكتفين وأوتار الركبة؛ "عندما تعيدنا إلى تلك الحالة الذهنية الهادئة الخالية من الإجهاد التي عشناها ونحن أطفال صغار، حيث يساعد الانقلاب الطفيف للرأس نحو الأرض والإرخاء اللطيف للوركين على تخفيف التوتر البدني والضغط النفسي أو القلق"، كما تقول هيلي.
تأثير إيجابي على الصحة العقلية والرفاهية: أظهرت مراجعة أجريت عام 2017 أن ممارسة مثل هذه الوضعية من وضعيات اليوغا لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية والرفاهية، من خلال التنفس القوي والعميق وتهدئة العقل والجسد. وتضيف هيلي أن "وضع الجبهة على الأرض، وطي الجزء العلوي من الجسم فوق الساقين هو عملية جسدية مصحوبة بتركيز عقلي يسمح للممارس بالتعمق الكافي في نفسه، وتكون مثل إعادة ضبط ذهني مهدّئ".
إطالة العمود الفقري: تقول هيلي "بينما تقوم بطي جذعك فوق فخذيك، ومدّ يدك أمامك؛ يطول العمود الفقري، من خلال عملية تحرير أسفل الظهر المُهدئة، وتمدد الكتف العميق".
شدّ الورك والفخذ والكاحل: حيث تُمَدّد وضعية الطفل الجزء السفلي من الجسم بالكامل برفق، من خلال الضغط والامتداد المُستهدفين، حسب هيلي.
هضم أفضل: وفقا لهيلي، فإن وضعية الطفل مرتبطة بتحسين الهضم، ويمكن أن تكون مفيدة بشكل استثنائي بعد تناول وجبة دسمة، فقد يساعد الضغط الخفيف على المعدة في تنشيط حركات العضلات التي تشبه الموجة الناقلة للطعام عبر الجهاز الهضمي.
نوم أفضل: وجدت دراسة أجريت عام 2013 وشملت وضعية الطفل أن هذه الوضعية تُحسّن نوعية النوم لدى الأشخاص الذين يتلقون علاجا من أمراض مستعصية.
4 أشكال مثالية لوضعية الطفل
أندرو ماكغونيجل مدرس التشريح وأحد أشهر مُعلمي اليوغا في العالم، ومؤلف كتاب "فسيولوجيا اليوغا"؛ رشح 4 أشكال لهذا التمرين، على موقع "يوغا جورنال" (Yogajournal)، لتختار منها ما يناسب جسمك وحالتك الصحية، مع التأكد من الشهيق والزفير بعمق:
الوضعية التقليدية
بأن تجثو على ركبتيك وتضمّهما معا، وتسمح لساقيك بالتمدد تماما على السجادة حتى أصابع قدميك الكبيرة المفرودة للخلف، ثم تسحب وزنك إلى الخلف، وتطوي بطنك على فخذيك.
أرح جبهتك على السجادة، وافرد ذراعيك أمامك تارة، أو خلفك بمحاذاة جانبيك، في وضع يشبه وضع الطفل تارة أخرى.
الوضعية المدعومة بمسند وقالب
إذا كنت تعاني من ضعف الحركة في ركبتيك أو كاحليك، أو الاثنين معا، فإن الإضافة التالية ستوفر مساحة أكبر لجذعك، وتعوّض هذا الضعف. فقط باعد بين ركبتيك بمقدار عرض ردفيك على الأقل، وضمّ أصابع قدميك الكبيرة معا، على أن يكون اتجاههما للخلف أيضا، وضع مسندا أو بطانية مطوية تحت ركبتيك وكاحليك.
ضع قالبا على بعد نحو 30 سنتيمترا أمامك، وعُد بوزنك إلى الخلف بحيث يستقر بطنك على المسند، ثم ضع جبهتك بلطف على القالب.
وضعية الكرسي
إذا كان النزول على الأرض والرجوع مرة أخرى، وما يحتاجه من ضغط على ركبتيك أو كاحليك، يمثل صعوبة لك، فيمكنك الاستفادة من الوضعية السابقة، بالجلوس مستريحا على كرسي، ونصب كاحليك تحت ركبتيك، ثم احتضان المسند أو الوسادة أو البطانية المطوية الموضوعة على فخذيك، حتى تستقر جبهتك بشكل مريح على القالب الموضوع بين يديك.
وضعية الاستلقاء
هي وضعية تسمح لك بالتمدد على طول جسمك الخلفي من دون الضغط على كاحليك وركبتيك؛ من خلال الاستلقاء على ظهرك وثني ركبتيك وجذبهما نحو صدرك، مع الضغط بيديك على قصبة ساقك لتحافظ على وضعك، وثني ذقنك قليلا باتجاه ركبتيك، مع الحفاظ على راحة رقبتك ورأسك."الجزيرة"
أخبار متعلقة :