Advertisement
تعتبر المراهقة فترة مهمة وتكوينية، حيث يمر الأطفال بنمو اجتماعي ومعرفي كبير، وعلى الرغم من أن الاكتئاب يمكن أن يكون صعبًا ومنهكًا في أي مرحلة عمرية، فقد أظهرت الأدلة أن الشباب يكونون أكثر عرضة للمعاناة من آثار سلبية طويلة المدى على مستوى العقل والإدراك، بل تتغلغل في جميع جوانب حياة المراهق بما يشمل الإعاقات الاجتماعية والنفسية الاجتماعية.
في الدراسة، وعنوانها "العلاقة بين حالة الاكتئاب لدى المراهقين والأداء المعرفي على مدى السنوات الست التالية، استخدم فريق باحثين من الصين، بقيادة شيو وانغ، بيانات من دراسات لوحة الأسرة الصينية، وهي دراسة طولية تجمع البيانات كل عامين، ركز الباحث وانغ، أستاذ بكلية الطب بجامعة الصين، بشكل محدد على بيانات من أربع موجات هي 2012 و2014 و2016 و2018.
في عام 2012، أكمل المشاركون اختبارات بشأن حالة الاكتئاب، شملت اختبار الاستدعاء الفوري والمتأخر والاستدلال العددي في موجات 2012 و2016، بينما تم تقييم المفردات والحساب في موجات 2014 و2018، شملت المتغيرات المشتركة، التي تم اختبارها، العمر والجنس والمستوى التعليمي وعمر الوالدين وحالة توظيف الوالدين والمستوى التعليمي للوالدين وحجم الأسرة ودخل الأسرة وتوزيع الأسر الحضرية والريفية.
أظهرت النتائج أن الإصابة بالاكتئاب في الموجة الأولى ارتبطت بتراجع الأداء المعرفي خلال السنوات الست التالية في عدد لا يحصى من الاختبارات بما في ذلك سلسلة الأرقام واستدعاء الكلمات الفوري والمتأخر والمفردات واختبارات الرياضيات، وتتوافق النتائج مع الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن الاكتئاب يسبب تحيزًا في معالجة المعلومات، ويضعف الأداء التنفيذي والذاكرة البصرية.
تمثل الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أفضل للعلاقة بين الاكتئاب والأداء الإدراكي، وخلص الباحثون إلى أن "هذه الدراسة الطولية القائمة على السكان لم تؤكد فقط وجود ارتباط قوي ومتكرر بين اكتئاب المراهقين والأداء المعرفي، ولكنها أظهرت أيضًا أن أعراض الاكتئاب لدى الأفراد خلال فترة المراهقة كانت مرتبطة بمستوى الأداء المعرفي على مدى السنوات الست اللاحقة".
وتقدم النتائج دليلاً لفهم العلاقة بين حالات الاكتئاب والإدراك طويل المدى لدى المراهقين، كما تؤكد على "أهمية التركيز على الضعف الإدراكي لدى مرضى الاكتئاب، وخاصة خلال فترة المراهقة".
أخبار متعلقة :