ويعني بلوغ المستوى الذهبي أن مصر أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن "التهاب الكبد سي" إلى المستويات التي تؤهل البلد للقضاء على المرض.
Advertisement
وشخصت مصر 87% من المتعايشين مع "فيروس سي"، وقدمت العلاج إلى 93% من المصابين، وهو ما يتجاوز الأهداف المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، والمتمثلة في تشخيص 80% على أقل تقدير من المتعايشين مع الفيروس، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% من المصابين.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس: "المسيرة التي قطعتها مصر من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد سي (فيروس سي) في العالم إلى بلد حقق مسار القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات، هي مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به".
وأضاف جيبرييسوس: "لقد قدمت مصر للعالم نموذجاً يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسي على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح.
وحريٌّ بنجاح مصر أن يبث في نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على المرض في كل مكان".
مسيرة القضاء على فيروس سي
ومنذ أوائل عام 2000، بدأت مصر في تعزيز برامجها في مجالي الوقاية والعلاج، وفي عام 2006، أنشأت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهي هيكل إداري معني بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبد، وتوجيهها.
وفي عام 2014، أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حملة قومية للقضاء على "التهاب الكبد سي"، وهو ما تعزز مجدداً في عام 2018، إذ وفرت الحملة اختبارات الكشف عن الفيروس، والعلاج منه دون مقابل مادي.
وأسفرت حملة "100 مليون صحة" التي أطلقتها مصر عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 مليون مصاب.
ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المصنعة محلياً عاملاً رئيسياً في النجاح الملحوظ الذي حققته الحملة، إذ بلغ معدل الشفاء من الفيروس بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج نسبة 99%.
وأدخلت مصر تحسينات كبيرة على ممارساتها الخاصة بسلامة المرضى، وتبنَّت مفهوم "عدم إلحاق الضرر" من خلال تطبيق تدابير شاملة للحقن الآمن، ومأمونية الدم، والحد من الضرر، بحسب منظمة الصحة العالمية.
من جهته، قال مدير المنظمة لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري: "إن ذلك يعد شهادة على أن لا شيء عصي على النجاح إذا توافر الالتزام، حتى عندما نواجه تحديات هائلة وأوقاتاً عصيبة، ومنها جائحة فيروس كورونا".
وأضاف المنظري: "مصر نجحت من خلال التزامها بالقضاء على التهاب الكبد سي، في فحص جميع السكان المستحقين لذلك، وعلاج جميع المتعايشين مع الفيروس تقريباً. وهذا يُمثل ثلث الأشخاص المتعايشين مع الفيروس في إقليم شرق المتوسط والبالغ عددهم 12 مليون شخص".
وقالت ممثلة المنظمة في مصر نعيمة القصير: "كانت وزارة الصحة (المصرية) مدفوعة في مساعيها بأعلى مستوى من الالتزام السياسي وبروح التضامن والإنصاف والشمول لتقديم الخدمات إلى كل شخص يعيش على أرض مصر، دون أي تمييز، إعمالاً لحق من حقوق الإنسان العالمية".
ووفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 بشأن التحقق القُطري من القضاء على التهاب الكبد الفيروسي ومسار القضاء عليه، يمكن للبلدان أن تتقدم بطلب للحصول على التحقق الكامل من بلوغ المستويات الذهبية أو الفضية أو البرونزية على مسار القضاء على المرض في ضوء تحقيق الغايات المتصلة بكل مسار منها.
ومصر هي أول بلد تقدَّم بطلب للتحقق من القضاء على المرض، وبلغ المستوى الذهبي، وهذا يعني أنها تسير على الطريق الصحيح نحو بلوغ جميع أهداف القضاء عليه قبل حلول عام 2030.
أخبار متعلقة :