خبر

اكتظاظ ومياه ملوثة.. أطباء غزة يحذرون من انتشارات وبائية في المستشفيات

أسباب الأزمة الصحية
ويوضح الطبيب الشاب أن كافة أسباب ظهور هذه الأمراض متوفرة في غزة، وخاصة عدم توفر مياه الشرب النظيفة واختلاطها بمياه الصرف الصحي، والاكتظاظ الكبير في مراكز الإيواء، ونقص الأدوية، وعدم دفن المئات من الجثث حتى الآن.

وتحدث أبو عمشة عن زيادة مطّردة في أعداد المرضى، وخاصة من الأطفال، حيث كان يستقبل، قبل عدة أسابيع في العيادة، حوالي 80 حالة في اليوم، لكن العدد تضاعف ووصل إلى ما لا يقل عن 150 حالة.

ويضيف مدير العيادة الصحية: "الآن هناك أمراض بسيطة، كالنزلات المعوية والبرد، لكن بعد أسبوعين أو أكثر، قد نسمع عن أمراض خطيرة لم تعرفها غزة منذ أكثر من 50 سنة، كالكوليرا والحمى الشوكية والتهاب الكبد الوبائي (أ) وغيرها، نتمنى أن تنتهي الحرب بسرعة، حتى لا نصل لهذه المخاطر".

وحول نوعية الأمراض التي يستقبلها، يقول "أغلب الحالات هي نزلات معوية أو التهابات في الحلق أو الرئتين، ونزلات برد وإنفلونزا، والآن بدأت أمراض جلدية وخاصة الجرب عند الأطفال، وحشرات القمل في الانتشار السريع".

وأشار المتحدث ذاته إلى تسجيل حالتَي "جدري مائي". ويرجع انتشار هذه الأمراض إلى الاكتظاظ الكبير في المركز ومياه الشرب غير النظيفة.

وبخصوص شكوى النزلاء من عدم استجابة أطفالهم للعلاج، عزا الطبيب ذلك إلى كون هذه الأمراض فيروسية وليست بكتيرية ولا علاج لها بالمضادات الحيوية وتحتاج لوقت للشفاء منها.

وأوضح أبو عمشة قائلاً: "يحتاج المرض الفيروسي في الوضع الطبيعي لبعض الوقت للعلاج، ولكن بسبب سوء الأوضاع في المركز، فإن الوقت المطلوب يكون مضاعفا وقد يصل إلى 6 أيام".

خشية ومخاوف
كما أشار الطبيب نفسه إلى "توطين" بعض الأمراض في المركز بسبب الاكتظاظ الشديد، حيث إن الطفل يشفى، ثم يُصاب مرة أخرى بعد أن تنتقل له العدوى من طفل آخر. وأبدى خشيته من حصول تحوّرات للفيروسات المسببة للمرض وهو ما سيزيد الأمر سوءا.

وحذر في السياق ذاته من وجود نقص في بعض الأدوية المهمة كالمضادات الحيوية، وأكد أن "هذه مشكلة كبيرة وفيها خطورة كبيرة على المريض والناس الأخرى، حيث إنه لا علاج لبعض الأمراض إلا بالمضاد الحيوي وهو غير موجود".

ويشكو غالبية نزلاء المركز من انتشار الأمراض التي ذكرها الطبيب أبو عمشة، وخاصة النزلة المعوية والتهاب الحلق والرئتين والأمراض الجلدية ونزلات البرد.

ويقول زاهر الريّس وهو أب لـ5 أطفال، إنه وأبناءه لم يشفوا من النزلة المعوية والسخونة منذ فترة طويلة.

وأضاف الريّس  من داخل خيمة صغيرة أقامها في ساحة المدرسة، "أنا وأولادي نعاني من نزلة معوية، إسهال وقيء وسخونة، والعلاج غير ملائم لأننا لا نشفى".

ويعتقد الأب الغزي أن السبب الرئيسي للأمراض في المركز، يرجع لمياه الشرب الملوثة والاكتظاظ الكبير، ويقول: "المياه ملوثة، يحضرها باعة غير موثوقين، لا نعرف مصدرها، رغم ارتفاع سعرها".

معاناة وتحذيرات
بدورها، أفادت علياء بارود -وهي أم لـ6 أطفال- بأن أبناءها وزوجها يعانون كذلك من النزلة المعوية، ولا يتحسنون بالعلاج الذي يتلقونه من عيادة المركز.

وتخشى بارود من إصابة أفراد عائلتها بالجرب، والقمل الذي قالت إنهما بدآ بالانتشار في المركز.

أما الوالدة وسام الجايح، فقالت إن ابنها "يزن" مصاب منذ شهر تقريبا بالنزلة المعوية والسخونة ولا يشفى منها. وتضيف: "قالوا لي في العيادة أطعميه بطاطس مسلوقة، لكنها باهظة الثمن، ولا نستطيع شراءها".

وتكمل وسام: "الأمراض منتشرة في كل مكان في هذا المركز، حتى الكبار مصابون، والمستشفيات لا تستقبلنا، ويعطوننا الأدوية نفسها، ولكنها لا تشفينا".

وكان المستشار الإعلامي لوكالة "الأونروا" عدنان أبو حسنة قد قال لقناة الجزيرة، أمس الأربعاء، إن أعداد النازحين في مدارس الوكالة وصلت إلى قرابة 900 ألف شخص.

وأضاف أبو حسنة أن هناك ارتفاعا بنسبة 40% في الأمراض المعوية، و32% في الأمراض الجلدية. كما حذر من أن الوكالة الأممية تخشى حاليا من ظهور حالات لوباء "الكوليرا" جراء قلة المياه الصالحة للشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي.

أخبار متعلقة :