خبر

ما هو الصداع النصفي لدى الأطفال؟

الصداع النصفي لدى الأطفال... ليس صداع الرأس فقط

يُعرَف الصداع النصفي لدى الكثيرين بأنه صداع شديد مصحوب بأعراض إضافية، إلا أن هناك نوعًا آخر منه يظهر عند الأطفال تحديدًا، وهو الصداع النصفي البطني الذي يتمثل في ألم يُصيب البطن بدلاً من الرأس، ويُقدّر أن يُصيب ما بين 5% إلى 8% من الأطفال. 

الصداع النصفي حالة قد تصيب الأشخاص من مختلف الأعمار، وغالبًا تبدأ نوباته خفيفة ثم تشتد تدريجيًا. وتكمن خطورته في أنه قد يعطل حياة المصاب، خصوصًا الأطفال، حيث يُعد ثاني أكثر أسباب العجز عن أداء الأنشطة اليومية حول العالم.

ولا يقتصر تأثيره على الألم وحده، بل يشمل الحساسية للضوء والضوضاء والغثيان والقيء.

 

الأعراض تختلف باختلاف العمر

تتباين أعراض الصداع النصفي عند الأطفال بشكل كبير بحسب العمر:

الأطفال من 1 إلى 3 سنوات: قد يظهر عليهم شحوب مفاجئ، انخفاض في النشاط، والتقيؤ.

الأطفال الأكبر سنًا: قد يعانون غثيانًا، قيئًا، ألمًا في البطن (الصداع النصفي البطني)، وحساسية للضوء والصوت.

المراهقون: تميل أعراضهم لتشبه أعراض البالغين، وغالبًا يكون الألم في جانب واحد من الرأس، بينما يصيب الجانبين لدى المراهقين الأصغر.

ويتحسن معظم الأطفال إذا استلقوا في غرفة هادئة ومظلمة أثناء النوبة.

 

هالة الصداع النصفي (Aura)

بعض الأطفال يعانون من "الهالة" قبل أو أثناء نوبات الصداع، وتستمر عادة من دقائق إلى ساعة. وغالبًا ما تؤثر في الرؤية، وتشمل:

رؤية خطوط متعرجة أو نقاط لامعة.

فقدان جزء من مجال الرؤية.

الإحساس بوخز أو خدر في الشفتين أو الوجه أو أصابع اليد.

وقد تظهر أعراض تمهيدية قبل ساعات أو يوم من النوبة، مثل التعب، التهيج، شحوب الوجه، والهالات السوداء تحت العينين.

بعض الفتيات المراهقات قد يعانين نوبات منتظمة مرتبطة ببدء الدورة الشهرية.

 

التشخيص... هل يحتاج الطفل لفحوصات؟

عادة لا يحتاج الطفل لفحوصات معقدة، ويكفي الفحص السريري وسؤال الطفل عن أعراضه.

لكن في حال شك الطبيب بوجود مشكلة خطيرة، فقد يطلب فحصًا إشعاعيًا كالتصوير بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية.

ويُطرح سؤال شائع: لماذا لا يظهر الصداع النصفي في الرنين المغناطيسي؟

الجواب: لأن الشقيقة خلل وظيفي، بينما التصوير يُظهر البنية فقط، وليس وظائف الدماغ.

 

العلاج المتاح

عند تأكيد الإصابة بالصداع النصفي، تتوفر عدة خيارات:

 

أدوية تخفف النوبات، بعضها بوصفة طبية وبعضها دون وصفة.

 

أدوية للوقاية من تكرار النوبات.

 

تجنب الإفراط في المسكنات لمنع حدوث “الصداع الارتدادي”.

 

بعض العلاجات السلوكية كتمارين الاسترخاء قد تساعد، لكنها ليست فعالة دائمًا عند الأطفال الصغار.

 

خلال النوبة، يُنصح الأهل بـ:

 

جعل الطفل يرتاح في غرفة هادئة مظلمة.

 

وضع كمادات باردة على الجبهة.

 

تشجيعه على النوم.

 

إعطائه الدواء الموصوف فقط.

 

المحفزات... وكيف تكتشفها الأم؟

 

هناك عوامل تُحرّض النوبات عند الأطفال والبالغين، مثل:

 

التوتر

 

تخطي الوجبات

 

نقص شرب السوائل

 

النوم غير المنتظم

 

لمعرفة المحفزات بدقة، يمكن للأم تدوين "مفكرة الصداع"، وتشمل:

 

توقيت النوبة

 

مكان الألم ونوعه

 

ما كان الطفل يفعله أو يأكله قبل النوبة

 

الأدوية المستخدمة

 

الأعراض المصاحبة (مثل الأضواء اللامعة)

 

ومشاركتها مع الطبيب لتحديد العلاج الأنسب.

 

من الضروري مراجعة الطبيب فورًا عند حدوث:

 

صداع متكرر (أكثر من مرة شهريًا)

 

صداع بعد إصابة الرأس

 

صداع يوقظ من النوم

 

صداع مفاجئ وشديد

 

صداع مع حمى، تيبس رقبة، اضطرابات رؤية، فقدان توازن أو ارتباك

 

الصداع النصفي البطني والجهاز الهضمي

 

ظهر مصطلح الصداع النصفي البطني أول مرة في 1922، وتم وصفه طبيًا عام 1933.

ورغم وجود معايير تشخيصية واضحة، فإنه غالبًا لا يُشخص بالشكل الكافي لدى الأطفال.

 

ويُعرّف بأنه نوبات متكررة من ألم بطني شديد يستمر لساعة على الأقل، ويعيق الأنشطة اليومية، وقد يصاحبها:

 

غثيان

 

قيء

 

فقدان الشهية

 

حساسية للضوء

 

شحوب شديد

 

وتفصل بين النوبات أسابيع أو أشهر.

 

وقد يرتبط الصداع النصفي عند الأطفال ببعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل القيء الدوري أو القولون العصبي.

وتشير أبحاث "مايو كلينيك" إلى علاقة محتملة بين الصداع واضطرابات الهضم، وأن علاج مشكلات الجهاز الهضمي قد يخفف نوبات الصداع النصفي.

 

من الأكثر عرضة للصداع النصفي البطني؟

 

غالبًا ما يظهر لدى:

 

الأطفال بين 2 و10 سنوات

 

الفتيات

 

الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للصداع النصفي

 

وعادة تتكرر النوبات، ثم تختفي مع التقدم في العمر، لكن قد يتحول الأمر لاحقًا إلى صداع نصفي تقليدي في الرأس.

أخبار متعلقة :