تشير بعض الأبحاث إلى صلة محتملة بين صبغ الشعر وبعض السرطانات ومشاكل صحية أخرى، لكن الخبراء يؤكدون أن الصورة ليست "حُكما نهائيا" بقدر ما هي معطيات تثير القلق وتستدعي الحذر، بحسب webmd.
وتقول سامانثا شيلدروث، الباحثة في علم الأوبئة البيئية بجامعة بوسطن، إن "البيانات الموجودة حتى الآن كافية لقلقنا بشأن ما نتعرض له". وتوضح طبيبة الجلد ميلاني ماكلين أن مصدر القلق لا يتعلق بالشعر نفسه، بل بامتصاص فروة الرأس للمواد الكيميائية ودخولها مجرى الدم.
ويورد التقرير بحثا منشورا في مجلة "Scientific Reports" يفيد بأن مستخدمي صبغات الشعر لديهم مستويات مختلفة بشكل كبير من "11 مادة أيضية على الأقل" في الدم مقارنة بغير المستخدمين. ورغم عدم وجود دراسات سريرية تُثبت أن منتجا بعينه يرفع المخاطر، إلا أن دراسات رصدية ربطت بين صبغات الشعر وبعض النتائج السلبية.
وتستشهد مراجعة حديثة لـ"96 مقالة" بأن خطر سرطان الثدي يرتفع بنسبة "7%" لدى النساء اللواتي يستخدمن الصبغة الدائمة أو شبه الدائمة "مرة أو مرتين"، ويصل إلى "31%" لدى من يستخدمنها "35 إلى 89 مرة". كما ارتبط استخدام الصبغة الدائمة بزيادة خطر سرطان المثانة بنسبة "250%" لدى أشخاص لديهم عوامل وراثية معينة.
ويشرح التقرير أن الصبغات الدائمة تخترق الشعر إلى "القشرة" لإزالة اللون وترك لون جديد، بينما تكون الصبغات شبه الدائمة والمؤقتة على الطبقات الخارجية وتتلاشى مع الوقت. ويركّز على "الأمينات العطرية" في الصبغات الدائمة كعوامل محتملة، إذ قد ترتبط بالحمض النووي وتؤدي إلى طفرات، وقد تؤثر على الصحة الإنجابية عبر محاكاة هرمون الإستروجين أو تثبيطه.
وفي سياق الصحة الإنجابية، تشير دراسة لمجموعة شيلدروث إلى احتمال ارتباط صبغات الشعر بزيادة خطر "الأورام الليفية الرحمية"، وذكرت أن النساء ذوات البشرة السمراء اللواتي استخدمن غسولات تلوين مؤقتة خلال الاثني عشر شهرا الماضية كن أكثر عرضة للإصابة بها بنسبة "98%".
أما عن "أمان" المنتجات الحديثة، فيلفت التقرير إلى أن بعض الأمينات العطرية المسرطنة كانت موجودة قبل 1980 ثم جرى التخلص منها تدريجيا، لكن مكونات رئيسية لم تتغير بالكامل، بينها مادة "p-Phenylenediamine (PPD)" المشتبه في كونها مسرطنة. كما أشار إلى مشروع قانون قُدم إلى مجلس النواب الأميركي لحظر “ميتا-فينيلين ديامين” و"أورثو-فينيلين ديامين" و"13 مكونا" آخر يحتمل أن تكون ضارة، مع تحذير من ظاهرة “استبدال مادة محظورة بأخرى قد تكون سامة بالقدر نفسه”.
كيف تقللين المخاطر؟
قراءة الملصقات والبحث عن منتجات خالية من "PPD" أو أمينات عطرية أخرى مثل "ميتا-أمينوفينول"، وتجنب المكونات المهيجة مثل “الأمونيا” و”كبريتات لوريل الصوديوم”.
الاستعانة بقاعدة بيانات “مجموعة العمل البيئي” التي تقيم المنتجات وفق قوائم المكونات.
إطالة الفترة بين جلسات الصبغ وتجنب التغيير المتكرر أو استخدام أنواع متعددة.
تقليل ملامسة الصبغة للجلد عبر وضع طبقة رقيقة من “الفازلين” على فروة الرأس وارتداء القفازات.
عدم الجمع بين الصبغات وعلاجات فرد الشعر، أو على الأقل المباعدة بينهما.
عدم إضافة صبغة للشعر الصناعي، مع الإشارة إلى تحقيق “كونسيومر ريبورتس” حول وجود “بنزين” في بعض الضفائر.
عدم البدء مبكرا، خصوصا لدى المراهقات، لتقليل التعرض لمواد قد تؤثر على الهرمونات أثناء النمو. (webmd)
أخبار متعلقة :