خبر

لمعرفة مدى استعدادك للإصابة بالخرف.. راقب عاداتك اليومية

سلّطت دراسة علمية حديثة الضوء على الدور الذي تلعبه العادات اليومية في التأثير على خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي مع التقدم في العمر، مشيرة إلى أن نمط الحياة قد يكون عاملًا حاسمًا في حماية الدماغ أو تعريضه للخطر. وبحسب ما نقلته تقارير صحية حديثة، فإن أنشطة يمارسها الناس يوميًا قد تؤثر بشكل مباشر في صحة الدماغ على المدى الطويل.

 

ويُعد الخرف من أكثر التحديات الصحية المرتبطة بالشيخوخة، مع تزايد أعداد المصابين عالميًا، في ظل غياب علاج شافٍ حتى الآن، ما يجعل الوقاية وتأخير ظهور الأعراض أمرًا بالغ الأهمية.

 

وأظهرت الدراسة أن الخمول البدني يُعد من أبرز العوامل المرتبطة بزيادة خطر الخرف، حيث يؤدي قلة النشاط إلى تراجع تدفق الدم إلى الدماغ، وضعف الروابط العصبية. كما يرتبط الجلوس لفترات طويلة دون حركة بزيادة الالتهابات التي قد تؤثر سلبًا في الوظائف الإدراكية.

 

كما حذّرت الدراسة من أن العزلة الاجتماعية وقلة التفاعل مع الآخرين قد تسهم في تسريع التدهور المعرفي، إذ يحتاج الدماغ إلى التحفيز المستمر للحفاظ على مرونته. ويضاف إلى ذلك النوم غير المنتظم أو غير الكافي، الذي يرتبط بضعف الذاكرة وصعوبة التخلص من البروتينات الضارة في الدماغ.

 

في المقابل، تشير النتائج إلى أن بعض العادات اليومية قد تلعب دورًا وقائيًا مهمًا. فممارسة النشاط البدني المعتدل، مثل المشي السريع أو السباحة، تُحسّن الدورة الدموية في الدماغ وتدعم صحة الخلايا العصبية.

 

كما أن التحفيز الذهني، مثل القراءة، وحل الألغاز، وتعلم مهارات جديدة، يساعد على تقوية الشبكات العصبية وبناء ما يُعرف بـ"الاحتياطي المعرفي"، الذي قد يؤخر ظهور أعراض الخرف.

 

وأظهرت الدراسة أيضًا أن الحفاظ على نظام غذائي متوازن، غني بالخضروات والفواكه والدهون الصحية، يرتبط بانخفاض خطر التدهور المعرفي، خاصة عند الحد من السكريات والأطعمة فائقة المعالجة.

 

ويشدد الباحثون على أن تأثير هذه العادات يكون تراكميًا، وأن تبني نمط حياة صحي في منتصف العمر قد يكون له أثر أكبر مقارنة بمحاولات التغيير في مراحل متقدمة.

 

كما يؤكدون أن الوقاية من الخرف لا تعتمد على عامل واحد، بل على مجموعة من السلوكيات اليومية التي تعمل معًا لدعم صحة الدماغ.

 

ورغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، فإنها تعزز الأدلة المتزايدة على أن الخرف ليس نتيجة حتمية للتقدم في العمر، وأن الخيارات اليومية قد تلعب دورًا مهمًا في تقليل المخاطر.

 

ويخلص الباحثون إلى أن تبني عادات صحية بسيطة، مثل الحركة المنتظمة، والنوم الجيد، والتواصل الاجتماعي، قد يشكّل استثمارًا طويل الأمد في صحة الدماغ وجودة الحياة مع التقدم في السن.

أخبار متعلقة :