خبر

لماذا يتعصب البعض كروياً لفريقه.. وما هو العلاج؟ 

التعصب الكروي هو مصطلح يستخدم لوصف سلوك غير منضبط في تشجيع نادٍ رياضي معين، أو فريق معين، ويتسبب في العديد من المشكلات ربما تصل للتخريب أو إحداث تصرفات عدوانية.

وقد ينجم عن التعصب ظواهر سلبية كإتلاف ممتلكات عامة وخلافات أسرية ومشكلات صحية تصل إلى أزمات قلبية وحالات وفاة.

فما هي الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الكروي؟ وما هي الطرق السليمة للتعامل مع الظاهرة؟

الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية يؤكد لـ" العربية.نت" أن الألعاب الرياضية وتحديدا كرة القدم لها تأثير كبير على الجماهير المختلفة حول العالم، وينقسم جمهور كرة القدم إلى نوعين أولهما ما يسمى بالهواة وهم الذين يتابعون المباريات الخاصة بالفريق المفضل لديهم للاستمتاع بالمباراة فقط دون التأثر بالنتيجة، أما النوع الآخر وهم المتعصبون ويتأثرون نفسياً في حالة الفوز أو الهزيمة لفريقهم، مضيفا أن المباراة تمثل لدى المتعصبين لفرقهم أحد أسباب السعادة، ويفرز الجسم في حالة فوز الفريق هرمون السعادة ولذلك تمثل كرة القدم أحد أهم مسببات السعادة لدى الأشخاص الأكثر تعصباً.

وأضاف أن المتعصب كرويا قد يكتسب التعصب بشكل وراثي فالطفل أحيانا يشاهد المباريات مع والده أو والدته ويتأثر بانفعالهما وتشجيعهما الجنوني للفريق، ويكتسب التعصب مبكرا تأثرا بوالديه، ويتعزز لديه مع مرور الوقت، كما يتأثر الطفل الذي ينشأ في منزل به أشخاص متعصبون كروياً لفريق معين فيكتسب هذا السلوك ويبدأ بتقليده من خلال المتابعة الدائمة للفريق والانحياز له.

وأضاف الخبير النفسي أن عدم تربية الأجيال الجديدة على ثقافة اللعب الجماعي وتُقبل فوز الآخر مشكلة تواجهها المجتمعات، حيث ينشأ الطفل على عدم تقبل الهزيمة، وبالتالي تنعدم الروح الرياضية وتتولد دوافع العنف لديه، ويتفاقم ذلك مع الأشخاص الذين يتسمون بالعصبية والأنانية مما يحفز لديهم السلوك العدواني في الكثير من الحالات.

وقال إن كرة القدم هي المتنفس الوحيد للمتعصبين ومن خلالها يهربون من ضغوط الحياة وأزماتها، ويعتبرون اللعبة هي تحد آخر لهم مع الأزمات والضغوط، فإذا فاز فريقهم المفضل فيعتبرون فوزه انتصارا لهم، وفي حالة الهزيمة تزداد الضغوط مرة أخرى وتتزايد لديهم الرغبة في الهروب منها بالمشاجرات والمشادات وافتعال أي أزمة مع الغير للتنفيس عن غضبهم.

وكشف الخبير النفسي أن هؤلاء المتعصبين أكثر عرضة للأمراض كما تنعدم لديهم القدرة على التحكم في انفعالاتهم وغضبهم مما يتسبب في الكثير من الأحيان إلى قطع علاقاتهم بالكثيرين، ويتعرضون لخسائر كثيرة، فضلاً عن القلق النفسي أثناء المتابعة وسرعة الغضب والانفعال السريع.

ولعلاج التعصب قال الخبير النفسي المصري إن هناك برنامجا علاجيا نفسيا يشمل 14 جلسة يتعرض خلالها الشخص المتعصب إلى مواقف مختلفة تؤهله لأن يقلل من رد فعله العنيف أو العصبي بنسبة 50%، ويمنحه القدرة على أن يتعامل مع العالم الخارجي بشكل مناسب مضيفا أن البرنامج يدعم القوة النفسية للمتعصب ويؤهله، ليتخلص من الضغوط والأزمات ويجنبه ربط حالته المزاجية بنتائج فريقه مهما كانت.

أخبار متعلقة :