أظهرت دراسة أميركية حديثة، أن الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً كبيراً في تطور نمو دماغ الأطفال الخُدج المولودين مبكراً، قبل اكتمال حمل الأم.
الدراسة أجراها باحثون في مستشفى الأطفال الوطني بواشنطن، ونشروا نتائجها، السبت، أمام المؤتمر السنوي للجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال، الذي يستمر حتى الأول من مايو بمدينة بالتيمور الأميركية.
والأطفال الخدج، مصطلح يطلق على كل طفل يولد قبل الأسبوع الـ37 من الحمل (الأطفال المبتسرين)، ويعانون مشاكل صحية، بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لتخلُّق أعضائهم، ويحتاجون إلى رعاية طبية خاصة، حتى تتمكن أعضاؤهم من العمل دون مساعدة خارجية.
وترتبط الولادة المبكرة عادة بزيادة احتمال حدوث مشكلات في مهارات التعلم والتفكير في وقت لاحق من حياة المولود، والتي يعتقد أنها مرتبطة بالتغيرات في نمو المخ.
وأظهرت الدراسات أن الولادة المبكرة ترتبط بحدوث تغيرات في جزء بنية الدماغ، التي تساعد خلاياه على التواصل مع بعضها بعضاً، والمعروفة باسم المادة البيضاء.
ولاكتشاف تأثير حليب الأم على نمو دماغ الأطفال الخدج، راقب الباحثون مجموعة من الرضّع المولودين قبل الأسبوع الـ32 من الحمل، بوزن أقل من 1500 غرام، وخضعوا للرعاية الطبية في قسم رعاية المبتسرين.
وقام الفريق بجمع بيانات عن المادة البيضاء في الدماغ، وهي منطقة دماغية تمكن الناس من الحفاظ على التوازن والتنسيق السليم للعضلات، وتدعم الوظائف المعرفية عالية الترتيب.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين رضعوا من حليب الأم، تطور لديهم نمو مناطق الدماغ، وخاصة المادة البيضاء، بصورة أكبر وأفضل من أقرانهم الذين لم يرضعوا طبيعياً.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقدر بـ15 مليون طفل يولدون مبكراً، ويموت حوالي مليون طفل سنوياً نتيجة مضاعفات الولادة المبكرة، فيما يواجه العديد منهم مشاكل الإعاقة في النمو على المدى الطويل.
وبحسب المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الربو والسمنة.
وتنصح منظمة الصحة العالمية، بأن يظل حليب الأم مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى سن 6 أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقاً في الرضاعة الطبيعية (مع الغذاء الصلب)، حتى وصول عمر الطفل إلى سن عام.
أخبار متعلقة :