انتشرت حوادث الانتحار، لتكون أبرز أسباب الوفاة في الشباب حول العالم. وفقاً لآخر دراسة لمنظمة الصحة العالمية التي أفادت أن 800 ألف شخص يموتون منتحرين كل عام، أي أن كل 40 ثانية يقوم شخص حول عالم بالانتحار، ليصبح الانتحار هو أحد أبرز أسباب الوفاة خاصة للشباب من عمر 15 إلى 29 عاماً حول العالم.
بعد حادث انتحار شاب جامعي من أعلى برج القاهرة، وما سبق لها من حوادث مأساوية لحالات انتحار للشباب في مصر والعالم، فما هي الأسباب التي تدفع الشباب لارتكاب هذا الفعل، وما هي الأمراض النفسية التي تؤدي إلى الانتحار.
في حديث لـ"العربية.نت" مع استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز حول أسباب الانتحار عند الشباب والأمراض النفسية التي تؤدي إلى ارتكاب هذا الفعل، وكيفية مواجهة هذه المشكلة.
أوضح الدكتور جمال أن هناك العديد من الأمراض النفسية التي تتسبب في حالة عدم التوجه للعلاج إلى الانتحار، منها الاكتئاب السوداوي وهو الاكتئاب الذي يصيب الفرد في حالة تعرضه إلى ظروف نفسية قاسية، مما تجعل الأفكار السلبية البائسة تسيطر على تفكيره وفي هذه الحالة يكون هذا الشخص خطرا على نفسه وعلى أفراد أسرته أو من يعيش معه، وتظهر الكثير من العلامات على هذا الشخص التي يجب على من يعيش معه الانتباه لها وسرعة التوجه إلى طبيب نفسي لبدء العلاج الذي يبدأ في بعض الحالات بجلسات الكهرباء أو المهدئات بناء على حالة المريض.
مرض الفصام
كما يعتبر مرض الفصام من الأمراض التي يتعرض المصابون به في حالة عدم توجههم للعلاج إلى الانتحار، ففي كثير من الأحيان يكون مرضى الفصام انطوائين ومنعزلين عن المجتمع وعن أسرهم ولا يفضلون الاختلاط كثيراً في العمل أو التجمعات، لذلك يكونون أكثر عرضة للهلاوس السماعية التي تتمثل في سماع همسات وأصوات لأشخاص غير موجودين وأوامر من مجهولين لتشجيعهم على الانتحار في بعض الحالات. لذلك في حالة وجود إصابة بمرض الفصام يجب الاهتمام بالمريض لأقسى الحدود لخطورة هذا المرض وصعوبة التعامل معه.
مرض الوسواس القهري
وأضاف فرويز أن الوسواس القهري هو أحد أنواع الاضطرابات النفسية التي تؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار، حيث تؤدي الوسوسة في الكثير من الأحيان إلى الشك والتوهم بالمرض وعند تملك فكرة معينة على عقله لا يستطيع السيطرة عليها خاصة الأفكار السلبية، فالمريض يعاني من الاضطرابات النفسية التي تستدعي لتدخل الطبي ولاتخاذ العلاج من خلال العقاقير أو الجلسات حتي لا تتدهور حالته وتصل إلى الانتحار.
الأمراض العضوية
يتعرض الكثير ممن يعانون من الأمراض العضوية المزمنة والقاسية، مثل السرطان أو الإيدز والأمراض الخطيرة من اضطرابات نفسية شديدة في مراحل العلاج المختلفة، حيث يتأثر المريض العضوي بالحالة النفسية خلال تلقيه العلاج بشكل كبير، لذلك يجب مراعاة الحالة النفسية للمريض العضوي خاصة في فترة العلاج حتي لا تتملك الأفكار السلبية إلى عقله وتتراجع حالته الصحية خاصة في الحالات التي تعاني من تدهور شديد في الحالة العضوية.
وفي نهاية حديثه أشار الدكتور جمال على أهمية حرص الأهالي على متابعة الحالة النفسية للأبناء خاصة في مرحلة المراهقة والشباب وعدم الاستهانة بمشاكلهم. والعمل على التواصل الدائم معهم وتخصيص وقت كافٍ للعائلة للحرص على صحتهم النفسية.
كما أوصى فرويز على ضرورة الالتفات إلى بعض العلامات التي تمثل مؤشرا لخطورة الحالة، في حالة وجود انعدام للرغبة في الحديث وتغلب اليأس على الكلام وانعدام الرغبة في الحياة وانعدام التركيز. يجب التوجه على الفور إلى الطبيب النفسي، قبل أن تتملك الأفكار السلبية من الفرد.
أخبار متعلقة :