بات الحديث عن فيروس "كورونا" الشغل الشاغل للأوساط الطبية والسياسية والعالمية، بينما تتوارد الأنباء العاجلة عن إصابات جديدة في أنحاء العالم، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ.
هذا وتسبب الفيروس حتى اللحظة بوفاة 360، حيث قالت لجنة الصحة في إقليم هوبي الصيني، بؤرة تفشي فيروس كورونا، إنها سجلت 56 حالة وفاة جديدة من الفيروس ليل الأحد ليصل عدد الوفيات إلى 360. وأكد الإقليم أيضا 2103 حالات إصابة جديدة ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 11177.
بدورها، اتّخذت الصين إجراءات مشدّدة لمنع انتشار الفيروس شملت فرض حجر صحي على أكثر من 50 مليون شخص في مدينة ووهان ومحاصرة مقاطعة هوبي.
وعزّزت دول العالم قيود السفر على الوافدين من الصين، فيما ارتفع عدد الدول التي وصل الوباء إليها إلى أكثر من 20 دولة، خارج الصين.
أقنعة في كل مكان بالعالم
كما بدأ الناس في ارتداء أقنعة الوجه، في المطارات والشوارع سعياً للوقاية من المرض، ووصل الطلب على تلك الأقنعة في الصين إلى 200 مليون قناع يوميا، بحسب رويترز. فيما زاد سعرها في بعض البلدان بشكل مضاعف وفي بعض الأسواق نفذت ولا يمكن الحصول عليها إلا بعد جهد.
هذا وتظهر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي أعدادا هائلة من الناس يرتدونها في الأماكن العامة. فهل يساعد القناع فعليا في تقليل مخاطر الإصابة بفيروس كورونا؟
ويقول رئيس قسم الأمراض المعدية والحيوانية المنشأ في مؤسسة الصحة العامة البريطانية، جيك دانينغ، إن هناك "أدلة قليلة للغاية على وجود فائدة واسعة لدى أفراد الجمهور ممن يرتدون هذه الأقنعة. ويشرح الطبيب أن هناك عدة أسباب لعدم فعاليتها، حيث "يجب ارتداء أقنعة الوجه على نحو سليم، وتغييرها بشكل دائم، وإزالتها بشكل صحيح، والتخلص منها بأمان، واستخدامها جنبا إلى جنب مع سلوكيات النظافة العامة الجيدة، حتى تكون فعالة" وفق ما نشرته صحيفة "الإندبندنت".
البكتيريا والفيروسات تصل بسهولة
كذلك فإن معظم البدائل الورقية لهذه الأقنعة لا تحتوي على جهاز تنفس لتنقية جزيئات الهواء المعدية. وإذا لم يتم ارتداؤها بشكل صحيح، وإذا لم تكن محكمة على الوجه، فهذا يعني أن البكتيريا والفيروسات يمكن أن تصل بسهولة إلى الأنف والفم.
في المقابل، يحذر الخبراء أيضا من أن الفيروس الجديد يمكن أن يدخل الجسم من خلال العينين. وحتى عندما يمتثل المستخدمون لهذه القواعد مبدئيا، فإن الأبحاث تؤكد على أن الأشخاص عادة ما يملّون من استخدامها لفترات طويلة، حيث نشرت دراسة عام 2008، تشير إلى أن "الامتثال" لاستخدام الأقنعة المناسبة كان أقل من 50%، ما يعني أن نصف الأشخاص التي شملتهم الدراسة لم يستمروا في ارتدائها حسب التوجيهات.
من جانبها، أكدت هيئات الصحة العامة الأخرى والمركز الوطني الأميركي للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي عدم وجود أدلة كافية تشير إلى ضرورة ارتداء العامة تلك الأقنعة.
بدوره، يقول أستاذ الصحة العامة الدولية للصحة والطب الاستوائي، جيمي وايتوورث: "هناك أدلة قليلة على أنها فعالة للغاية. لكنها أكثر فائدة إذا كان لديك فيروس ولا ترغب في نقله أكثر من منعها اصطياد أي شيء".
أهم التدابير الوقائية
وفي حال كان الناس يشعرون بالقلق من الإصابة بالأمراض المعدية، فهناك تدابير أكثر فعالية يجب اتخاذها وفقا للدكتور دانينغ، بما في ذلك "النظافة الشخصية الجيدة والجهاز التنفسي واليدين".
هذا وتنصح منظمة الصحة العالمية بغسل الأيدي بشكل متكرر، بفرك اليدين بالكحول أو بالماء الدافئ والصابون، وتغطية الفم والأنف بالكوع أو بنسيج مرن عند العطس أو السعال، وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص يعاني من الحمى أو السعال.
كما تنصح بطلب المساعدة الطبية المبكرة، حال ظهور أي حمى أو سعال أو صعوبة في التنفس، ومشاركة تاريخ السفر مع مقدمي الرعاية الطبية. وتنصح كذلك بتجنب الاتصال المباشر، غير المحمي، مع الحيوانات الحية، والأسطح الملامسة للحيوانات عند زيارة الأسواق في المناطق المتأثرة.
كذلك تنصح المنظمة بتجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيدا والحذر في التعامل معها أو مع الحليب أو الأعضاء الحيوانية لتجنب تلوث الأطعمة غير المطهوة.
أخبار متعلقة :