هيمنت المخاوف من تأثير وباء كورونا المستجد COVID-19 على فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل، والذي تحتفل به الأمم المتحدة، في الثامن والعشرين من شهر نيسان/إبريل، من كل عام.
وقالت الأمم المتحدة على موقعها الرسمي، بنسخته العربية، إن الاحتفال باليوم العالمي للصحة في مكان العمل، سيركز هذا العام، على مكافحة تفشي الأمراض المعدية، في مكان العمل، ولا سيما جائحة كوفيد-19.
وتحتفل منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، منذ عام 2003، بيوم الصحة في مكان العمل، وتتخذه مناسبة للتشديد على الوقاية من مختلف الأمراض والحوادث في مكان العمل، عبر تطبيق إرشادات صحة وسلامة، يتم تحديثها باستمرار، تبعاً لما يتم الإبلاغ عنه، من مختلف الدول، عن حالات إصابات في أمكنة عمل العمال والموظفين.
مركز تدريب في إيطاليا المنكوبة
وكانت منظمة العمل الدولية، قد أصدرت جملة من المبادئ التوجيهية، عام 2001، لتطوير أنظمة السلامة المهنية، مؤكدة أن تلك المبادئ أصبحت النموذج الأكثر استخداما في تطوير برامج الصحة والسلامة، سواء على مستوى الإدارة الحكومية، أو على مستوى الشركات. وقدمت جملة مساعدات في هذا السياق، عبر إقامة مركز تدريبي على نظام الصحة والسلامة في مكان العمل، في مدينة "تورينو" الإيطالية والتي ترزح الآن تحت تأثيرات وباء كورونا، ككثير من دول العالم.
ويشار إلى أن جملة توصيات منظمة العمل الدولية، لا تساهم بعرقلة العمل، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، على الرغم من تشددها في بعض الإجراءات، إلا أنها تعمد من خلال تلك البرامج، على منع تفشي الأمراض وتفادي وقوع الإصابات في أمكنة العمل، كحماية للعمال والحكومات، على حد سواء، عبر تعاون ثلاثي ما بين الدولة والموظفين وقطاع الأعمال الخاص.
التحدي الكبير
وكانت منظمة العمل الدولية، قد حددت في برنامج الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل، ماهية القضايا التي سيتم التركيز عليها، كظروف العمل وزيادة ساعاته ومجمل ظروف العمل المرتبطة بالهجرة والعمالة غير الشرعية والأمراض المهنية والحوادث، إلا أن وباء كورونا المستجد، هيمن على مختلف نشاطات هذا العام، بحسب بيان الأمم المتحدة، وغلب على جميع النشاطات الأخرى، خاصة مع حاجة قطاع الأعمال الحكومي والخاص، إلى استمرار عجلة الإنتاج، مع اتباع أقصى تدابير الوقاية من الوباء.
وقالت الأمم المتحدة في بيانها: لإيقاف الجائحة، السلامة والصحة في مكان العمل، تحفظ الأنفس. مبرزة ما وصفته بالتحدي الكبير الذي تواجهه الحكومات وأرباب العمل والعمال، في جميع أنحاء العالم، في مكافحة كوفيد-19.
حالات التسمم والاصابات
ويشار إلى أنه ومنذ عام 1925، أقرت اتفاقية تعويض العمال عن الأمراض المهنية، وبدأ تطبيق تلك الاتفاقية عام 1927، وتقر مادتها الثانية، تعهّد جميع أعضاء منظمة العمل الدولية، باعتبار كل الأمراض وحالات التسمم التي يصاب بها العمال في أمكنة أعمالهم، أمراضاَ مهنية، ومنها الإصابة بعدوى الجمرة الخبيثة، بحسب الجدول المرفق مع الاتفاقية، والذي يحدد قائمة الأمراض والمواد السامة وقائمة العمليات المرتبطة بها والتي تم تصنيفها كمتسبب بأمراض توصف بأمراض المهنة.
وشهد عام 1934، تحديثاً لقائمة الأمراض التي صنفتها الأمم المتحدة، بالمهنيّة، وتم تعديل اتفاقية عام 1925، ليضاف إليها، أمراض التدرّن الرئوي، ومخاطر الأشعة السينية، وبعض أنواع السرطان.
كورونا أثر على 81% من العمال في العالم
وكانت منظمة العمل الدولية، قد أعلنت في وقت سابق من شهر نيسان/إبريل الجاري، أن وباء كوفيد-19 قد تسبب بما وصفته بخسائر مدمرة في ساعات العمل والوظائف، متوقعة حصول خسائر فادحة في مختلف فئات الدخل.
وقالت إن 81% من القوى العاملة العالمية، ستتأثر جراء الإغلاق الكلي أو الجزئي لأماكن العمل، بعد إجراءات الوقاية من كورونا والحد من تفشيه. ووصفت المنظمة الوباء بأنه أسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية. ونوّهت بضرورة تبني سياسات ترتكز على دعم الشركات والوظائف والدخل وتحفيز الاقتصاد وفرص العمل وحماية العاملين في أمكنة العمل.
تصاعد الضغط على الدول للتخفيف من الإغلاق
ونقلت منظمة العمل الدولية، الثلاثاء، في سياق تغطية الاحتفال باليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل، عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قوله: في اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل، أدعو جميع الدول لضمان ظروف محددة بوضوح ولائقة وآمنة لكافة العاملين الصحيين.
وحثت منظمة العمل الدولية، الحكومات على اتخاذ تدابير لحماية العمال في أماكن العمل، للوقاية من كوفيد-19، مؤكدة أن العودة الآمنة إلى العمل، وبعد تصاعد الضغط على الدول، لتخفيف قيود الإغلاق، يتطلب تقييم مخاطر العدوى، واتخاذ تدابير تقلل مخاطر تفشي الفيروس، وتقليل الاتصال الجسدي بين الموظفين والعمال والزبائن، وتحسين التهوية، وتنظيف الأسطح، وتقديم أدوات الوقاية مجاناً.