إذا حل "كورونا" المستجد بشخص ما، فان "منظمة الصحة العالمية" وغيرها من الهيئات في كل دولة، تطلب عزله 14 يوما "حتى يخلو جسمه من الفيروس" ولا يعد معديا لسواه، وهذا هو المعمول به حتى الآن. إلا أن 4 أبحاث ودراسات علمية، علمت "العربية.نت" من الوارد بصحيفة Los Angeles Times الأميركية، أنها استندت إلى إصابات حدثت في الولايات المتحدة والصين وسنغافورة، واكتشفت ما هو بائس ومحبط للآمال معا عن الفيروس، وهو أنه قد يبقى بالجسم لأسابيع أو أشهر.
من الدراسات، واحدة صينية، نجدها حاليا في أسبوعية The Lancet العلمية الشهيرة، وفيها أن أطول فترة يبقاها الفيروس بالجسم، ليست 14 يوما، بل غير معروفة، وقد تكون أطول من ذلك بكثير، وبلا أعراض، قبل أن يخرج من الجسم ويختفي، وخلالها ينقل المصاب عدواه لأصحاء بالعشرات، وهو ما تأكد منه القائمون بالدراسة، من مرافقتهم لحالات 171 مصابا، توفي 53 منهم في المستشفيات، وتعافى 118 آخرين.
وجدوا من المرافقة أن معدل بقاء المستجد في أجسام من درسوا حالاتهم، كان 20 يوما، بدءا من اليوم الذي تم فيه فحص الواحد منهم، حيث ظهر أنه بقي بجسم أحدهم 37 يوما، وفي آخر 39 يوما، وهو رجل أعمال سنغافوري اسمه Charles Pignal وعمره 42 سنة، وتم نقله في 4 مارس الماضي إلى مستشفى، تعافى فيه كليا بعد يومين، ولم تعد تظهر عليه أي أعراض، لذلك افترضوا أن إصابته كانت خفيفة، إلا أن نتائج فحوصات متكررة أجروها عليه طوال 5 أسابيع أخرى، كانت تشير إلى أنه لا يزال مصابا بالفيروس، مع أن أعراضه لم تكن تظهر عليه.
علماء آخرون، من كوريا الجنوبية هذه المرة، وجدوا أن بإمكان شظايا "ميتة" من الفيروس، البقاء في الجسم طوال أشهر بعد إعلان شفاء المريض، وغيرهم وجدوا في الولايات المتحدة أن أميركيا اسمه Carl Goldman وكان بين ركاب سفينة Diamond Express السياحية، حيث حل الفيروس بعشرات منهم، احتاج إلى 29 يوما ليتخلص جسمه من الفيروس، فيما حصلت وكالة "رويترز" من أطباء صينيين، على ما أكد بأن فحوصات أجروها على متعافين، كانت تشير طوال 50 حتى و70 يوما بأنهم لا يزالون معتلون بالفيروس، لأنهم وجدوه في أجسامهم حتى بعد الشفاء.
والشيء الوحيد المريح للأعصاب مما تم اكتشافه بائسا ومحبطا للآمال، أن كميات الفيروس التي بقيت في أجسام المتعافين، قد لا تكون كافية بالضرورة للفتك بأصحاء انتقلت اليهم العدوى منهم، لأنها بحسب ما استنتجت "العربية.نت" من الشرح العلمي، قد تكون مفتقرة إلى الطاقة التي تمكنها من الاستفحال، أو أن كميتها ليست بالحجم المطلوب لإحداث الضرر القاتل، مع أن العلماء لا يعرفون للآن كم هو مقدار تلك الكمية، لأنها نسبية ومختلفة من شخص لآخر، ويتوقف مقدارها على عمر المصاب وحالته الصحية والبدنية، وكله يعني أن المستجد مختلف تماما عن سواه.