Advertisement
في تحقيق مطول أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، كشفت من خلاله الفئات الأكثر تعرضا للإصابة ومدى قدرة اللقاحات على منع حدوثها.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن معظم الأطفال والبالغين الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم من المرجح أن يتجنبوا الأعراض شديدة حتى في حال إصابتهم.
لكن هؤلاء الخبراء أكدوا أن هناك فئتان معرضتان لخطر شديد في حال إصابتهم، وهما الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
بالمقابل تقول الصحيفة إن العديد من الدراسات تشير إلى أن الكثير من كبار السن محميون من الإصابة إلى حد ما نتيجة تلقيهم لقاحات ضد الجدري منذ عقود.
وتضيف أن هؤلاء قد يصابون بالعدوى لكنهم من المحتمل أن يعانوا من أعراض خفيفة فقط.
وتنقل الصحيفة عن المدير العلمي للمعهد الوطني الأميركي للشيخوخة لويجي فيروتشي القول "حتى أولئك الذين تم تطعيمهم قبل عدة عقود من الزمن يحافظون على مستوى عال جدا جدا من الأجسام المضادة والقدرة على تحييد الفيروس".
تبدأ عدوى جدري القردة بأعراض تنفسية، ولكنها تتطور إلى طفح جلدي، أولا في الفم ومن ثم راحة اليد وباطن القدمين، وتدريجيا تنتشر لباقي أنحاء الجسم. يتفاقم بعدها الطفح الجلدي ليتحول إلى بثور مملوءة بالصديد.
تحتوي البثور على فيروس حي يمكن أن تتسبب عند انفجارها في تلويث الأغطية والفراش، مما يعرض المحيطين لخطر الإصابة. يصبح المصابون غير معدين بعد أن تتقشر البثور وتتلاشى.
وينصح الخبراء الأشخاص المصابين بضرورة توخي الحذر الشديد من فرك أعينهم لأن الفيروس يمكن أن يدمر البصر.
وقال عالم المناعة في جامعة أوريغون للصحة والعلوم مارك سليفكا إنه "قبل أن يتم تطوير لقاح للجدري، كان هذا المرض هو السبب الأول للعمى في العالم.
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن هناك تضاربا في الآراء بشأن مدة استمرار المناعة الناجمة عن تلقي لقاح الجدري.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ديفيد دايجل القول إن لقاحات الجدري يجب أن تعطى كل ثلاث سنوات، ولكن فقط "للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة نتيجة مهنتهم"، كالعاملين في المجال الصحي.
في إحدى الدراسات التي شملت 306 متطوعا تم تطعيم بعضهم بلقاح الجدري قبل عقود، بما في ذلك شخص تم تحصينه قبل 75 عاما، حافظ معظمهم على مستويات عالية من الأجسام المضادة للجدري.
وفي دراسة أخرى، تبين أن الأجسام المضادة التي تنتجها جرعة واحدة من لقاح الجدري تتراجع ببطء شديد في الجسم وتنخفض إلى النصف بعد حوالي 92 عاما، وفقا للصحيفة.
كما وجد باحثون في المعهد الوطني للصحة أن مستويات الأجسام المضادة تستمر لعقود بعد التطعيم وقد تكون كافية بمفردها للحماية من جدري القردة.
وفي دراسة أخرى أجريت في عام 2003 عندما أصيب عشرات الأميركيين بجدري القردة نتيجة اختلاطهم بكلاب مصابة وشملت نحو 28 مصابا، بينهم ثمانية أشخاص تم تطعيمهم في السابق بلقاح الجدري.
أظهرت الدراسة أن خمسة من هؤلاء الثمانية، ظهرت لديهم ثلاثة بثور فقط مليئة بالصديد، مقارنة بمتوسط 33 من البثور في أولئك الذين لم يتم تلقيحهم.
أما الأشخاص الثلاثة الآخرين الذين تم تطعيمهم فلم تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق، ولم يعرفوا حتى أنهم أصيبوا بالمرض.
ووجدت دراسة أخرى عن هذا التفشي أنه في عائلة واحدة مكونة من ثلاثة أفراد، ظهرت بثرتان فقط لدى الأب الذي سبق تطعيمه، مقارنة بـ 200 في الأم التي لم تكن قد تلقت اللقاح.
أما ابنتهم البالغة من العمر 6 سنوات والتي لم تتلق اللقاح أيضا فقد عانت من نحو 90 من البثور وظلت في غيبوبة لمدة 12 يوما.
وجدري القردة، وهو مرض أقل حدة مقارنة بالجدري، متوطن في 11 دولة في غرب ووسط أفريقيا. ويعتبر مرضا نادرا، وهو معروف لدى البشر منذ العام 1970، وقد اكتشف في جمهورية الكونغو الديموقراطية (زائير سابقا).
وينتشر المرض عن طريق لدغة أو اتصال مباشر مع دم مصاب أو لحومه أو سوائل جسمه، وتشمل الأعراض الأولية ارتفاع درجة الحرارة قبل أن تتطور بسرعة إلى طفح جلدي.
وعادة ما يشفى المصابون من جدري القردة تلقائيا، كما هو معروف حتى الآن، وتستمر الأعراض لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وتحدث الحالات الشديدة بشكل أكبر لدى الأطفال وترتبط بمدى التعرض للفيروس والحالة الطبية للمريض وشدة المضاعفات.