ترتبط مجموعة شائعة من الفيروسات ارتباطا وثيقا بمرض السكري من النوع الأول (T1D)، وفقا لبحث جديد.
ووجد البحث الأسترالي أن الأفراد الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول، كانوا أكثر عرضة ثماني مرات للإصابة بعدوى الفيروس المعوي من أولئك الذين ليس لديهم مرض السكري من النوع الأول، بحسب النتائج التي قدمها العلماء في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في ستوكهولم، السويد.
Advertisement
والنوع الأول من مرض السكري (T1D) هو الشكل الأكثر شيوعا لمرض السكري لدى الأطفال، وتزايدت الإصابة به في جميع أنحاء العالم في العقود الأخيرة.
ويهاجم الجهاز المناعي في المصابين بهذه الحالة، خلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس ويدمرها، ما يمنع الجسم من إنتاج ما يكفي من الهرمون لتنظيم مستويات السكر في الدم بشكل صحيح.
وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إتلاف القلب والعينين والقدمين والكليتين ويمكن أن يقصر متوسط العمر المتوقع.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحماض الكيتوني السكري، وهي حالة تظهر غالبا عند تشخيص النوع الأول من مرض السكري، وتتضمن تراكم مواد ضارة تسمى الكيتونات في الدم، يمكن أن تكون مهددة للحياة إذا لم يتم علاجها مبكرا.
وما يزال سبب هجوم الجهاز المناعي مثيرا للجدل، ولكن يُعتقد أنه ينطوي على مزيج من الاستعداد الجيني وواحد أو أكثر من المحفزات البيئية مثل العدوى الفيروسية.
وتشير بعض أقوى الأدلة على تورط الفيروس إلى الفيروسات المعوية. وتشمل هذه المجموعة الشائعة جدا من الفيروسات تلك التي تسبب شلل الأطفال ومرض اليد والقدم والفم (HFMD)، بالإضافة إلى الأنواع الأخرى التي تسبب أعراضا أكثر اعتدالا شبيهة بالزكام.
ويشار إلى أن اللقاحات التي تسعى إلى تقليل حدوث النوع الأول من مرض السكري عن طريق منع عدوى الفيروس المعوي، متوفرة بالفعل في التجارب السريرية، وتأكيد دور الفيروسات المعوية من شأنه أن يدعم هذا العمل وغيره من الأعمال نحو الوقاية الأولية من النوع الأول من مرض السكري.
ولاستكشاف الارتباط بشكل أعمق، أجرت سونيا إيزاكس، من قسم طب الأطفال وصحة الطفل في كلية الطب السريري بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، وزملاؤها، مراجعة منهجية وتحليل تلوي (تحليل إحصائي) للبحوث الحالية حول هذا الموضوع.
وتضمن تحليل التلوي - وهو الأكبر في هذا المجال - بيانات عن 12077 مشاركا (تتراوح أعمارهم بين 0-87 عاما) من 60 دراسة قائمة على الملاحظة موجودة في قواعد بيانات PubMed وEmbase.
وكان 5981 من المشاركين يعانون من النوع الأول من داء السكري أو المناعة الذاتية الجزيرة (والتي تتطور عادة إلى النوع الأول من مرض السكري)، و6096 مشاركا المتبقين لم يكن لديهم أي من هاتين الحالتين.
واكتشف العلماء الحمض النووي الريبوزي أو البروتين المعوي، وهو علامة على وجود عدوى حالية أو حديثة، في عينات الدم أو البراز أو الأنسجة باستخدام مجموعة من التقنيات الجزيئية المتقدمة والحساسة للغاية.
وأولئك الذين يعانون من المناعة الذاتية الجزيرة لديهم ضعف احتمالية اختبارهم إيجابيا للفيروسات المعوية مثل أولئك الذين ليس لديهم المناعة الذاتية الجزيرة.
وكانت احتمالات الإصابة بالفيروس المعوي أعلى بثماني مرات لدى المصابين بالتهاب النوع الأول من السكري، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من من النوع الأول من المرض.
والأهم من ذلك، أن الأفراد الذين يعانون من النوع الأول من السكري كانوا أكثر عرضة بنسبة 16 مرة للإصابة بعدوى الفيروس المعوي التي اكتشفت في الشهر التالي لتشخيص النوع الأول من السكري، من أولئك الذين لا يعانون من من هذا النوع من داء السكري.
واستنتج العلماء أن هناك ارتباطا واضحا بين الإصابة بالفيروس المعوي وكلا من المناعة الذاتية للجزيرة والنوع الأول من مرض السكري.
وتوضح إيزاكس: "توفر هذه النتائج مزيدا من الدعم للعمل الجاري لتطوير اللقاحات لمنع تطور المناعة الذاتية للجزيرة وبالتالي تقليل حدوث النوع الأول من السكري".
وهناك العديد من النظريات حول الكيفية التي تزيد بها الفيروسات المعوية من خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول. ويُعتقد، على سبيل المثال، أن تفاعلها مع جينات معينة قد يكون مهما.
وتشرح السيدة إيزاكس: "وجدت دراستنا أن المصابين بالنوع الأول من المرض، والذين لديهم مخاطر وراثية وأقرباء من الدرجة الأولى مصابين بداء السكري من النوع الأول، كانوا أكثر عرضة بنسبة 29 مرة للإصابة بعدوى الفيروس المعوي. والعدد والتوقيت والمدة وحتى موقع العدوى بالفيروس المعوي قد يكون مهما أيضا. وتقترح فرضية الأمعاء المتسربة أن الفيروسات التي تنشأ في الأمعاء يمكن أن تنتقل مع الخلايا المناعية المنشطة إلى البنكرياس، حيث يمكن أن تؤدي العدوى منخفضة المستوى والمستمرة والالتهاب الناتج إلى استجابة مناعية ذاتية".
وقالت: "يُقترح أيضا أن تعمل العدوى الفيروسية جنبا إلى جنب مع عوامل أخرى مثل النظام الغذائي والاختلالات في ميكروبيوم الأمعاء وحتى التعرض للمواد الكيميائية التي قد تحدث في الرحم (أثناء الحمل) أو الطفولة المبكرة. وما يزال هناك الكثير لنتعلمه"."ميديكال إكسبريس"