وأظهر تحليل لعشرات من عينات الدماغ بعد الوفاة، عن تغيّرات دماغية في نشاط الجينات، وكانت أكثر اتساعًا لدى الأشخاص المصابين بعدوى حادة من كوفيد 19، مقارنة بالأشخاص غير المصابين الذين كانوا في وحدة العناية المركزة (ICU)، أو الذين تمّ وضعهم على أجهزة التنفّس الصناعي لمساعدتهم على التنفّس.
Advertisement
وتنضم الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نايتشر ايجينغ" (Nature Aging)، إلى مجموعة من المنشورات التي تُصنّف تأثيرات كوفيد 19 على الدماغ.
وقارن الفريق العينات بعينات أخرى من 22 شخصًا ليس لديهم تاريخ معروف للإصابة بعدوى كورونا. وضمّت مجموعة مراقبة أخرى تسعة أشخاص ليس لديهم تاريخ معروف للعدوى ولكنهم أمضوا وقتًا على جهاز التنفّس الصناعي أو في وحدة العناية المركزة أو غيرها من التدخلات التي يمكن أن تسبّب آثارًا جانبية خطيرة.
ووجد فريق البحث أن الجينات المرتبطة بالالتهاب والإجهاد كانت أكثر نشاطًا في أدمغة الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا الشديد مقارنة بأدمغة الأشخاص في المجموعة الضابطة. وعلى العكس من ذلك، كانت الجينات المرتبطة بالإدراك وتشكيل الروابط بين خلايا الدماغ أقل نشاطًا.
كما قام فريق البحث بتحليل أنسجة المخ من 20 شخصًا غير مصاب: 10 كانوا يبلغون من العمر 38 عامًا أو أقل عند الوفاة، و 10 كانوا يبلغون من العمر 71 عامًا أو أكبر. وكشفت المقارنة أن الأشخاص في المجموعة الأكبر سنًا لديهم تغيرات دماغية مماثلة، لتلك التي لوحظت لدى الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد الحاد.
وتشتبه مافريكاكي في أن تأثيرات كورونا على نشاط الجينات ناتجة بشكل غير مباشر، عن طريق الالتهاب، وليس عن طريق التسلّل الفيروسي للدماغ.
وقالت متخصصة أمراض الأعصاب ماريانا بوجياني في المراكز الطبية بجامعة أمستردام: "تفتح هذه الدراسة عددًا كبيرًا من الأسئلة المهمة، ليس فقط لفهم مرض كورونا، ولكن أيضًا لإعداد المجتمع لما قد تكون عليه عواقب الوباء والتي قد لا تكون واضحة لسنوات".