Advertisement
وسلّط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، الضوء على ما وصفته بـ"الفيروس المنسي"، حيث أصبحت أسر الأطفال المصابين تعاني بسبب "تراجع الدعم"، في ظل التركيز الكامل على جائحة كوفيد-19، وهي أزمة يعاني منها الباحثون أيضًا.
وتعد عدوى فيروس "زيكا" أثناء الحمل، سبباً لصغر الرأس وغيره من التشوهات الخلقية لدى الرضيع، بما في ذلك تقلصات الأطراف، وارتفاع توتر العضلات، وتشوهات العين، وفقدان السمع.
ويشار إلى هذه السمات السريرية مجتمعة باسم "متلازمة زيكا الخلقية"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأصبح معروفا بين البرازيليين أن الأطفال المصابين بتلك المتلازمة يلقبون بـ"أطفال زيكا"، حيث أصيبت أمهاتهم خلال الحمل بالفيروس، مع انتشاره في البلاد عامي 2015 و2016.
كوفيد جذب الأنظار
مع بلوغ هؤلاء الأطفال سن السابعة حاليًا، أصبح حجم كثيرين منهم أكبر من حجم أمهاتهم، وحينما يراهم الناس يشعرون بالذهول، حيث كانوا قد نسوهم على مدار السنوات الماضية.
وقالت "نيويورك تايمز" إن تلك الأسر البرازيلية التي يعاني أطفالها من زيكا، "أصبحت بلا أي دعم، وتواجه الأزمة في الغالب وحدها".
ويتوجه الكثير من الأطفال المصابين إلى مراكز علاج مجانية بشكل أسبوعي، حيث تصطحب الأمهات صغارهم على كراسي متحركة لحضور الجلسات.
أسئلة بلا إجابات
وحتى الآن، يظل العلماء غير قادرين على الإجابة على أسئلة أساسية بشأن الفيروس وخطورته وكيفية مواجهته. وينتشر الفيروس في البرازيل ومناطق أخرى في أميركا اللاتينية بمعدل منخفض.
وقالت الطبيبة بمنظمة الصحة العالمية التي تقود جهود مواجهة "زيكا"، ديانا روخاس ألفاريز، إن "الاهتمام والتمويل العالميين تراجعا بشكل كبير".
وتابعت لنيويورك تايمز: "هذا ما يحدث حينما تكون هناك حالة طوارئ صحية في الدول الاستوائية ولا يكون لها تأثير عالمي مثل كوفيد. في البداية كان هناك اهتمام كبير بخصوص تطوير علاج وتشخيصات جيدة".
وأضافت: "أتذكر حضور اجتماع حيث كان هناك 40 متقدم لتطوير لقاح، لكن منذ 2017 هدأ كل شيء".
غموض مستمر ودعم متراجع
قالت منظمة الصحة العالمية إن خطر التشوهات الخلقية بعد الإصابة بزيكا أثناء الحمل لا يزال غير معروف.
وتشير التقديرات إلى أن 5 إلى 15 بالمئة من الرضع الذين يولدون لنساء مصابات بالفيروس أثناء الحمل، لديهن مؤشرات على حدوث مضاعفات مرتبطة بهذا الفيروس. وتحدث التشوهات الخلقية بعد العدوى العرضية وعديمة الأعراض على السواء.
كما أكدت المنظمة أنه "لا يوجد علاج محدد متاح لعدوى أو مرض فيروس زيكا، كما أنه لا يوجد حتى الآن لقاح للوقاية من العدوى، ولا يزال تطوير لقاح للفيروس مجالا نشطا للبحث".
وتدير الطبيبة ماريا موريرا، مشروعا لمتابعة الأطفال المصابين بمتلازمة زيكا الخلقية في ريو دي جانيرو، وقالت لنيويورك تايمز: "كل الغموض الذي كان موجودا عام 2016، لا يزال كما هو".
وأشارت إلى أن نحو "خُمس الأطفال الذين كانت تتابعهم في مشروعها منذ ولادتهم، ماتوا".
أفاد باحثون فدراليون بأن 10 في المئة على الأقل من الأطفال الذين ولدوا لأمهات أصبن بفيروس زيكا يعانون من تشوهات خلقية ظاهرة.
ويرى باحثون أنه "لم يتم تحديد كل الأطفال المصابين بالمرض حتى الآن، لأن هناك أطفالا وُلدوا بأحجام رؤوس طبيعية، لكن اكتشفت أمهاتهم بعد ذلك وجود مشاكل في بنية أدمغتهم، أو تكلّس في أنسجة المخ".
والتكلس هو "تراكم الكالسيوم في أنسجة الجسم غير المناسبة لتخزينه، مما قد يتسبب أحيانا في انسداد الشرايين".
وتقول فيرونيكا سانتوس، وهي أم لطفل مصاب، إنها "تقضي كامل وقتها ليلا ونهارا بجوار ابنها جواو (7 سنوات)"، مضيفة: "لقد نُسينا تماما".
وتابعت لنيويورك تايمز، أن "طفلها حاليا تقريبا بنفس وزنها، لكن يجب عليها حمله والتحرك به، وتنظيف أنبوب غذائه وتغيير حفاضاته، كما تنام بجواره وعليها الانتباه بشكل دائم للتأكد من أنه لم يتوقف عن التنفس". (الحرة)