Advertisement
هذا اللقاح، هو خيار رذاذ الأنف الوحيد المضاد للإنفلونزا، قد وجد في السوق الأميركية منذ عام 2003. وقد طلبت "أسترازينيكا" من إدارة الغذاء والدواء السماح للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا بأن تكون لديهم القدرة على تلقيح أنفسهم، أو تلقيح الأطفال بدءًا من عمر سنتين، نقلاً عن "دراسة قابلية الاستخدام" التي أظهرت أنّ الأشخاص يمكنهم القيام بذلك بشكل صحيح من دون حضور مقدم الرعاية الصحية. وإذا تمت الموافقة عليه، فسيكون أول لقاح استخدام ذاتي مضاد للإنفلونزا تتم الموافقة عليه.
وقالت الدكتورة ليزا غلاسر من شركة "أسترازينيكا" لـ CNN إن المرضى سيظلون بحاجة إلى المرور عبر نظام الصيدليات على الإنترنت لطلب اللقاح الذي سيتم بعد ذلك شحنه إلى منازلهم في عبوات يمكن التحكم بدرجة حرارتها.
وقد يزيد خيار لقاح الإنفلونزا المستخدم ذاتيًا من الإقبال عليه، في حين توصي المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر وما فوق بالحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية سنويًا.
ولفتت غلاسر، التي تشغل أيضًا منصب رئيسة الشؤون الطبية الأميركية واللقاحات والعلاجات المناعية، إلى أنّ "أحد الأمور التي تعلّمناها من الجائحة تتمثّل في أنه يمكن للناس القيام بالأمور بأنفسهم، وتحمّل مسؤولية الرعاية الصحية الخاصة بهم بمفردهم".
وأشارت إلى أنه "خلال جائحة كوفيد-19، وضعنا اختبارات مسحة الأنف في متناول الجميع، واستُخدمت بنجاح".
وأفادت شركة "أسترازينيكا" أنه من المتوقع أن تتخذ إدارة الغذاء والدواء الأميركية قرارًا بشأن ما إذا كانت ستسمح بـ "FluMist" للاستخدام الذاتي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل. وأعلنت الشركة أنه في حال وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على التغيير، فإن "FluMist" سيكون متاحًا للاستخدام الذاتي في موسم الإنفلونزا 2024-2025. وقالت غلاسر إنه سيظل متاحًا من خلال القنوات التقليدية أيضا، وتتم إدارته في عيادة الطبيب أو الصيدلية.
ورحّب الأطباء بأن يصبح تلقي لقاح الإنفلونزا أكثر سهولة، لكنهم لم يتوقعوا أن الموافقة المحتملة على الاستخدام الذاتي ستغير معدلات التطعيم بشكل كبير.
وقال الدكتور آرون غلات، رئيس قسم الأمراض المعدية وعالم الأوبئة في مستشفى "ماونت سيناي جنوب ناسو"، لـCNN، إنه "إذا كان هذا سيؤدي إلى زيادة الامتثال، فسيكون ذلك رائعًا".
لكنّ غلات، المتحدث أيضًا باسم جمعية الأمراض المعدية الأميركية، أوضح أنّ التوثيق سيكون أمرًا بالغ الأهمية، حتى لا يحصل المرضى على اللقاح عن طريق الخطأ أكثر من مرة، أو يقولون إنهم تلقوه من دون أن يحصلوا عليه بالفعل.
وأشارت غلاسر إلى أنّ "أسترازينيكا" ستوفر طريقة لجعل التوثيق "عمليًا ومفيدًا ليس فقط للمريض أو الشخص، لكن أيضًا لمتخصصي الرعاية الصحية"، رغم أنها قالت إنه من السابق لأوانه تقديم التفاصيل.
وتابعت غلاسر أن نظام الطلب عبر الإنترنت سيوفر أيضًا طريقة لضمان عدم استخدام اللقاح من قبل أشخاص لا ينبغي لهم تناوله. وأشارت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها إلى أن "FluMist" غير مخصص لأي شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة، وهو محصور فقط بالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و49 عامًا.
ويستخدم "FluMist" نسخة حية ضعيفة من فيروس الإنفلونزا لتوفير الحماية ضد الإنفلونزا، بينما تستخدم الإصدارات القابلة للحقن تكنولوجيا مختلفة، إما فيروسات مقتولة أو بروتينات لتدريب جهاز المناعة على محاربة الفيروس. وجاء نقلًا عن الشركة المصنعة أنّ "FluMist" أثبت فعالية مماثلة للقاحات الإنفلونزا الأخرى.
من جهته رأى الدكتور أشيش جها، عميد كلية براون للصحة العامة ومنسق الاستجابة السابق لفيروس كورونا في البيت الأبيض، أن خيار لقاح الإنفلونزا الذاتي يمكن أن يكون أكثر سهولة إذا كان متاحًا للشراء على رفوف الصيدليات، وليس من خلال الإنترنت.
لكنه أشار إلى أن نسبة 10 إلى 15% من الأشخاص قد يعانون من رهاب الإبر ويترددون في الحصول على اللقاحات، لذا فإن زيادة طرق الوصول إلى نسخة خالية من الإبر قد تعزز الإقبال.
وأضاف أنه "في حال وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على هذا التغيير، فأعتقد أن التأثير سيكون متواضعًا". لكنه قال إنه يأمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوعي، ربما من خلال المزيد من التسويق من قبل أسترازينيكا، أو المزيد من الأبحاث حول لقاحات إضافية يتم حقنها عبر الأنف يسهل الحصول عليها. وخلص إلى أنه يرى "أن هذه خطوة إيجابية نسبيًا".