يمكن أن تؤثر الإصابة في الرُّكبة على أي من الأربطة أو الأوتار أو الأكياس الممتلئة بالسائل (الأجرِبة) التي تحيط بمفصل الركبة وكذلك العظام والغضاريف والأربطة التي تشكل المفصل نفسه. تشمل بعض إصابات الركبة الأكثر شيوعاً:
وتشيع إصابة الرباط التصالبي الأمامي على وجه الخصوص بين الأشخاص الذين يلعبون كرة السلة أو كرة القدم أو الألعاب الرياضية الأخرى التي تتطلب تغييرات مفاجئة في اتجاه الجسم.
الكسور: يمكن أن تتعرَّض عظام الركبة بما في ذلك الرضفة (العظم المتحرك في رأس الركبة) للكسر خلال حوادث السقوط أو حوادث السيارات. وفي بعض الأحيان، يمكن للأشخاص الذين ضعفت عظامهم بسبب الإصابة بهشاشة العظام أن يتعرَّضوا لكسر في الركبة بمجرد القيام بحركة خاطئة.
تمزُّق الغضروف الهلالي: الغضروف الهلالي هو غضروف مطاطي قوي يعمل على امتصاص الصدمات بين عظمة الساق وعظمة الفخذ. ويمكن أن يتعرض للتمزُّق إذا لويتَ ركبتك فجأة مع تحميل وزن عليها.
التهابات جراب الركبة: تسبب بعض إصابات الركبة حدوث التهاب في الجراب، وهي أكياس صغيرة من السوائل تحمي الجزء الخارجي من مفصل الركبة بحيث تنزلق الأوتار والأربطة بسلاسة على المفصل.
التهاب الوتر الرضفي: يتسبب التهاب الأوتار في حدوث تهيُّج والتهاب في وتر أو أكثر، والأوتار هي الأنسجة الليفية السميكة التي تربط العضلات بالعظام. وقد يحدث هذا الالتهاب عند وجود إصابة في الوتر الرضفي، الذي يسري من الرضفة إلى عظمة الساق ويسمح لك بالركل والجري والقفز.
جدير بالذكر أن التهاب الأوتار يمكن أن يصيب العَدَّائين والمتزلِّجين وراكبي الدراجات والذين يشاركون في أنشطة رياضية وألعاب رياضية تتطلب القفز.
هناك أكثر من 100 نوع مختلف من التهاب المفاصل. وتشمل الأنواع الأكثر احتمالاً لإصابة الركبة ما يلي:
الالتهاب المفصلي العظمي: يُطلَق أحياناً على التهاب المفاصل العظمي اسم التهاب المفاصل التنكُّسي، وهو النوع الأكثر شيوعاً من بين أنواع التهاب المفاصل. وهو حالة تصيب المفاصل بالتآكُل والاهتراء عندما تسوء حالة غضاريف الركبة نتيجة الاستخدام والتقدُّم في العمر.
التهاب المفاصل الروماتويدي: التهاب المفاصل الروماتويدي هو أكثر أشكال التهاب المفاصل إنهاكاً للقوى، وهو حالة مرضية من أمراض المناعة الذاتية يمكن أن تؤثر على أي مفصل في جسمك تقريباً، بما في ذلك ركبتاك. وعلى الرغم من أن التهاب المفاصل الروماتويدي مرضاً مزمنًا، فإن أعراضه تتباين عادةً في الحدة وقد تأتي وتذهب.
النقرس: يحدث هذا النوع من التهاب المفاصل عندما تتشكل بلورات حمض اليوريك في المفصل. وعلى الرغم من أن النقرس يؤثِّر بشكل شائع على إصبع القدم الكبيرة، فإنه يمكن أن يحدث أيضاً في الركبة.
النقرس الكاذب: غالباً ما يحدث خلط بين تشخيص النقرس والنقرس الكاذب الذي ينتج بسبب البلورات التي تحتوي على الكالسيوم التي تتطور في سائل المفصل. والركبتان هما أكثر المفاصل التي تتأثر بالنقرس الكاذب.
التهاب المفاصل الإنتاني: يمكن أن يُصاب مفصل الركبة بعدوى قد تتسبب في حدوث تورُّم وألم واحمرار. وغالباً ما يصاحب التهاب المفاصل الإنتاني الحُمَّى، وعادةً لا توجد صدمة قبل ظهور الألم. ويمكن أن يتسبب التهاب المفاصل الإنتاني في إلحاق ضرر شديد بغضاريف الركبة.
فإذا كنت تشعر بألم في الركبة مع وجود أيٍّ من أعراض التهاب المفاصل الإنتاني، يجب عليك زيارة طبيبك على الفور.
يمكن أن يسبب عدد من العوامل زيادة احتمالية التعرض لمشكلات الركبة، ومنها:
الوزن الزائد
نقص مرونة العضلات أو ضعف قوتها. قد يؤدي نقص القوة والمرونة إلى زيادة احتمالية التعرض لإصابة الركبة. بينما تساعد العضلات القوية على ثبات مفاصلك وحمايتها، ويمكن أن تساعدك مرونة العضلات على الوصول إلى مدى الحركة بالكامل.
رياضات أو مهن معينة. تتسبب بعض الرياضات في الضغط بشدة على ركبتيك أكثر من رياضات أخرى. فالتزلج على الجبال بأحذية التزلج الصلبة واحتمالية السقوط أثنائه، والقفزات والمراوغات في رياضة كرة السلة، والضغط المتكرر على الركبتين عند الجري أو الركض، كلها عوامل تزيد من خطورة تعرضك لإصابات الركبة. ويمكن كذلك للمهن التي تفرض ضغطاً متكرراً على الركبتين -كالعمل في مجال البناء أو الزراعة- أن تزيد أيضاً من فرص تعرضك لإصابة الركبة.
وعلى الرغم من عدم إمكانية تجنب آلام الركبة على الدوام، فقد تساعد الاقتراحات التالية في تجنب الإصابات وتدهور حالة المفصل:
تخلص من الوزن الزائد: احتفظ بوزن صحي، فذلك من أفضل الأمور التي تحافظ بها على ركبتيك. فكل رطل إضافي يمثل عبئاً على مفاصلك، ومن ثم يزيد خطورة التعرض للإصابات والالتهاب المفصلي العظمي.
حافِظ على لياقتك حتى تستطيع ممارسة رياضتك المفضلة: اقضِ بعض الوقت في تهيئة عضلاتك وإعدادها جيداً لتتحمل المجهود البدني اللازم لممارسة رياضتك المفضلة.
تمرَّن بكفاءة: تأكد من استخدام أفضل الأساليب والأنماط الحركية أثناء ممارسة رياضاتك أو أنشطتك المفضلة. وقد يكون من المفيد لك أن تأخذ جلسات تدريبية على يد مدرب محترف.
تمتع بالقوة وتحلَّ بالمرونة: يتسبب ضعف العضلات في إصابات الركبة. وسوف تستفيد من تقوية العضلة رباعية الرؤوس والعضلات المأبضية، وكذلك عضلات الفخذ الأمامية والخلفية التي تدعم الركبة. كما تساعد تمارين التوازن والثبات على عمل العضلات المحيطة بالركبة معاً بكفاءة أعلى.
ونظراً لأن العضلات المشدودة تؤدي إلى الإصابة، فمن المهم إطالة العضلات. فحاول إدخال بعض حركات المرونة في تمارينك الرياضية.
مارس تمارينك الرياضية بذكاء: إذا كنت مصاباً بالالتهاب المفصلي العظمي أو آلام مزمنة في الركبة أو تحدث لك إصابات متكررة، فقد تحتاج إلى تغيير أسلوب التمرين، كأن تتجه إلى السباحة أو التمارين المائية الهوائية أو غير ذلك من الأنشطة قليلة التأثير لبعض الأيام من كل أسبوع على الأقل. وأحياناً قد يمنحك مجرد تخفيف الأنشطة عالية التأثير بعض الراحة.(الشرق)