هذا ما خلص إليه تحليل حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، سلّط الضوء على الهيمنة المتزايدة لما يُعرف بـ"الأطعمة فائقة التصنيع" على الحياة اليومية للأطفال والمراهقين في مختلف أنحاء العالم. واستند التقرير إلى سلسلة دراسات نُشرت مؤخرًا في مجلة "ذا لانسيت" الطبية، تناولت بالتفصيل المخاطر الصحية لهذه المنتجات، إضافة إلى دور الصناعة في توسيع دائرة انتشارها.
Advertisement
وأظهرت المعطيات أن الإفراط في استهلاك هذه الأطعمة يترك آثارًا سلبية مباشرة على صحة الطفل العقلية وتطوره الذهني، إذ يرتبط بضعف الانتباه والتركيز نتيجة الارتفاع الكبير في نسب السكر والدهون الصناعية في الجسم، ما يزيد مستويات التشتت الذهني ويؤثر على الأداء الدراسي.
كما تشير الدراسات إلى تأثيرات واضحة على التعلم والذاكرة، حيث يرتبط الإكثار من السكر والمضافات الصناعية بتراجع في الذاكرة القصيرة والطويلة المدى لدى الأطفال. ولا تتوقف التداعيات عند هذا الحد، إذ تسهم هذه الأطعمة في تقلبات حادة في المزاج والسلوك بسبب اضطراب مستويات الطاقة، ما ينعكس عصبية زائدة، ومزاجًا متقلبًا، وأحيانًا اضطرابات سلوكية.
وتُظهر مؤشرات أولية أيضًا وجود صلة بين الإكثار من الأطعمة المعالجة وارتفاع احتمال ظهور أعراض القلق والاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين، ما يثير مخاوف إضافية حول مستقبل صحتهم النفسية.
وتتكوّن "الأطعمة فائقة التصنيع" عادة من مزيج من السكر والملح بكميات مرتفعة، والدهون غير الصحية، والنشويات الصناعية، إلى جانب عدد كبير من المواد المضافة مثل المستحلبات، والملونات، والمنكّهات، ما يجعلها من أكثر الأنماط الغذائية ضررًا على المدى المتوسط والبعيد.



